بحضور معالي الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير دولة، وبالتزامن مع فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023، أبرمت مجموعة موانئ أبوظبي اتفاقيات استراتيجية رئيسية مع مؤسَّسات أنغولية رائدة، بهدف تحسين قنوات الربط البحري على امتداد الساحل الغربي لإفريقيا.

وشملت الاتفاقيات التي وقَّعتها المجموعة اتفاقية إطارية مع وزارة النقل في جمهورية أنغولا، تنصُّ على التعاون بين الجانبين بهدف تطوير الخدمات، والبنى التحتية البحرية في جميع أنحاء البلاد.

وأبرمت المجموعة اتفاقية مبدئية تنصُّ على تأسيس مشروع مشترك مع شركة "يونيكارغاس" للخدمات اللوجستية والنقل، المملوكة من قِبل الحكومة، والتي تدير محطة متعددة الأغراض في ميناء لواندا، أهم موانئ أنغولا، والذي يمرُّ عبره نحو 70% من الواردات الدولية، و80% من الصادرات غير النفطية للبلاد.

وتمتلك مجموعة موانئ أبوظبي، بموجب الاتفاقية، حصص الأغلبية في المشروع المشترك، الذي سوف يعمل على تحديث وإدارة وتشغيل المحطة متعددة الأغراض والعمليات اللوجستية لشركة "يونيكارغاس".

وتشمل مجالات الاستثمار والتطوير المستقبلي التي تغطيها الاتفاقية الإطارية مع الوزارة، خدمات العبّارات والملاحة الساحلية، والمحطات البحرية المخصَّصة للمسافرين، والمنصات اللوجستية، إلى جانب تأسيس أكاديمية بحرية في أنغولا. كما تشمل الاتفاقية خططاً لتطوير محطة المياه العميقة "كايو" في ميناء "كابيندا"، الواقع في المنطقة الشمالية الغربية الغنية بالنفط في أنغولا.

وتُسهم الاتفاقيات الجديدة التي أبرمتها مجموعة موانئ أبوظبي في تعزيز القطاع البحري لأنغولا، فيما يُتوقَّع أن يستفيد قطاع الطاقة من تحسين قنوات الربط، خاصة بالنظر إلى مساهمة قطاع النفط والغاز، البالغة نحو 50% من الناتج المحلي الإجمالي، وصادرات القطاع التي تشكِّل 90% من إجمالي صادرات البلاد.

وقال الكابتن محمد جمعة الشامسي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي، إنَّ التعاون مع جمهورية أنغولا يجسِّد التزام المجموعة بدعم العلاقات القوية والمتنامية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وبين جمهورية أنغولا بما يتماشى مع توجيهات القيادة الرشيدة ودعمها الثابت لمثل هذه المبادرات.

وأضاف: "ينصبُّ تركيزنا على توفير خطوط تضمن حركة تجارية أسرع وأكثر كفاءة، ويسرُّنا مشاركة معارفنا وخبراتنا الواسعة مع شركائنا في أنغولا، وتوظيفها في خدمة الموانئ على الساحل الغربي لإفريقيا. يعكس توقيع هذه الاتفاقيات ثقة وزارة النقل الأنغولية، وفرق العمل في شركة (يونيكارغاس)، بقدرة مجموعتنا على المساهمة الفاعلة في تحقيق الأهداف التنموية لأنغولا، ودعم نموها الاقتصادي".

وقال ريكاردو فيغاس دي أبريو، وزير النقل في جمهورية أنغولا: إنَّ تطوير مرافق البنية التحتية في الموانئ الأنغولية يعدُّ أولوية قصوى ضمن خطة التطوير الوطنية 2023 – 2027.

وأوضح: "يشكِّل تحديث البنى التحتية في الموانئ خطوة محورية لدعم التنمية في أنغولا، وتعزيز إمكانات مواردنا الطبيعية وجهود التنمية الاقتصادية بما يعود بالمنفعة على أبناء شعبنا. يسرُّنا توقيع هذه الاتفاقية الإطارية مع مجموعة موانئ أبوظبي للاستفادة من خبراتها الواسعة وقدراتها الكبيرة، خاصة أنها تُعدُّ مؤسَّسة عالمية رائدة في تمكين القطاع البحري".

وقد أعرب محمد عيضه طناف المنهالي، الرئيس التنفيذي - إفريقيا، في مجموعة موانئ أبوظبي، عن سعادته بالمساهمة في هذا المشروع المشترك، الهادف إلى تشغيل المحطة متعددة الأغراض في ميناء لواندا، وتعزيز قدراتها من خلال توظيف خبرات مجموعة موانئ أبوظبي بتطوير الموانئ في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة.

وقال المنهالي: "نحن على ثقة بأنَّ عملنا المشترك مع شركة (يونيكارغاس) للخدمات اللوجستية والنقل يوفِّر فرصاً مهمة من أجل زيادة كفاءة عمليات المحطة، وتعزيز طاقتها الاستيعابية، ويمهِّد الطريق أمام توظيف أحدث الابتكارات التقنية التي من شأنها الارتقاء بمستويات خدمات المتعاملين وتقليص الوقت اللازم لإيصال الشحنات".

وأكَّد خواكيم نازاري بيمينتيل دا بيدادي، منسق لجنة الإدارة، شركة "يونيكارغاس": "نهدف من خلال هذا التعاون إلى تطوير محطة متعددة الأغراض قادرة على تقديم خدمات متميزة تعزِّز مكانة ميناء لواندا بصفته الميناء الأهم في أنغولا، ما يسهم في تسريع حركة التجارة، ودفع عجلة النمو الاقتصادي. يسرُّنا العمل على هذا المشروع بالشراكة مع مجموعة موانئ أبوظبي التي تمتلك جميع الخبرات التقنية والإدارية اللازمة لمساعدتنا على الارتقاء بخدمات المحطة إلى مستويات أعلى".

وتعدُّ أنغولا سادس أكبر اقتصاد في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، حيث يبلغ ناتجها الإجمالي المحلي 271 مليار درهم إماراتي، كما تضمُّ سواحل على المحيط الأطلسي بطول 1600 كيلومتر، تعمل فيها خمسة موانئ رئيسية في مدن لواندا، وكابيندا، ولوبيتو، وسويو، وناميبي.