أعلنت حكومة أبوظبي خلال مشاركتها الرابعة عشرة في معرض «جيتكس العالمي للتقنية 2025» عن 15 شراكة استراتيجية في اليوم الافتتاحي للمعرض، الذي شهد تقديم تجربة واقع افتراضي مُعزّز، إضافة إلى استعراض 55 مشروعاً مبتكراً يدعم رؤيتها في الوصول إلى أول حكومة في العالم تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي.

ويجمع جناح حكومة أبوظبي في معرض «جيتكس العالمي للتقنية 2025»، الذي يُقام في مركز دبي التجاري العالمي، أكثر من 30 جهة حكومية ومؤسسة أكاديمية، تحت شعار «حكومة أذكى، وأقرب إلى المجتمع»، حيث تقود دائرة التمكين الحكومي – أبوظبي مشاركة كافة الجهات الحكومية والأكاديمية ضمن الجناح.

وقال معالي أحمد تميم هشام الكتّاب، رئيس دائرة التمكين الحكومي – أبوظبي: «في حكومة أبوظبي، نصمِّم كل خدمة حكومية بناءً على احتياجات الناس المتغيِّرة، وهذا نهج رئيسي لآلية وكيفية تبنّينا للذكاء الاصطناعي من البداية. ومن خلال عملنا معاً ضمن منظومة حكومية واحدة، نُشكِّل المستقبل الرقمي لحكومة أبوظبي، الذي يخدم فيه الابتكار هدفاً واضحاً، هو تمكين المجتمعات وبناء حكومة جاهزة للغد والمستقبل».

وللمرة الأولى في جيتكس، يُمكن للزوّار تبنّي ست شخصيات افتراضية مختلفة لاستكشاف كيفية تأثير الخدمات المُدمجة بالذكاء الاصطناعي في الطلبة، وأصحاب الأعمال، والآباء العاملين، والسيّاح والمستثمرين الدوليين، وموظفي الحكومة في إمارة أبوظبي، ما يُقدِّم لمحة تفاعلية عن المستقبل الرقمي للإمارة.

وكشفت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي عن التسجيل الذكي في الفنادق، الذي يستخدم تقنية التعرُّف على الوجه، لجعل تجربة وصول مستخدمي الفنادق آمنة، وسريعة دون الحاجة إلى الاتصال المباشر، ويدعم عدة لغات، ويقلِّص وقت الانتظار للمجموعات، ويعزِّز الكفاءة للمسافرين والموظفين.

كما تقدِّم دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي «مركز تجربة الزوّار» الذي يقدِّم تحليلاً آنياً لكافة مراحل رحلة السياحة في أبوظبي، ما يوفِّر لفِرق العمل رؤى واضحة تساعدهم على تعزيز مستوى الخدمات، والاستجابة السريعة للتحديات، وتقديم تجربة عالمية المستوى للزوّار.

وأطلقت دائرة الصحة – أبوظبي منصة «صحة السكان الذكية» التي توحِّد بيانات صحية متنوّعة في توأم رقمي متكامل مدعوم بالذكاء الاصطناعي لمنظومة الرعاية الصحية في أبوظبي، حيث يُسهم هذا النموذج من خلال التنبُّؤ بالمخاطر، ومحاكاة السيناريوهات المستقبلية، وتوجيه تدخُّلات الصحة العامة المُستهدَفة، في إطالة سنوات الحياة الصحية، ويُعزِّز الرعاية الصحية الاستباقية والوقائية.

وكشفت دائرة الصحة – أبوظبي، بالشراكة مع «تم»، عن مساحة «صحتنا» الجديدة على منصة خدمات حكومة أبوظبي «تم»، التي تضمُّ 1,100 خدمة حكومية وخاصة في منصة موحَّدة. وتُتيح هذه المساحة للسكان إدارة السجلات الطبية والتأمين والوصفات الطبية وأدوات العافية في مكان واحد. وتدعم تقديم الاستشارات الطبية عن بُعد، والفحوصات الوقائية، وتنسيق العلاج في الخارج، ما يمكِّن الأفراد من إدارة صحتهم بسهولة.

وأطلق مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، بالشراكة مع مجموعة «أدنوك» و«أسباير» ومعهد الابتكار التكنولوجي، أول تطبيق للحوسبة الكمّية في دولة الإمارات في مجال الطاقة، باستخدام خوارزميات كمّية لتعزيز الكفاءة، وخفض الانبعاثات، وتسريع استراتيجية أدنوك للوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2045.

كما كشف مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة عن نظام استجابة للكوارث يعمل بالطائرات من دون طيار، ويوفِّر معلومات استخباراتية جوية آنية أثناء حالات الطوارئ من خلال عمليات متكاملة يدوية، وبعيدة المدى، وقائمة على أسراب الطائرات.

وعلى هامش فعاليات اليوم الأول لجناح حكومة أبوظبي، أُعلِنَ عن توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين شرطة أبوظبي ومجموعة «إي آند» في مجال البنية التحتية للاتصالات من الجيل المقبل، مع تكامل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لمدن أكثر أماناً وذكاءً، وبين مؤسسة التنمية الأسرية ومجموعة «إي آند»، لتنفيذ نظام مراقبة يعمل بالذكاء الاصطناعي، ويحمي كبار المواطنين من خلال تنبيهات ذكية للسلامة العامة والاستجابة السريعة للطوارئ.

ووقَّعت هيئة أبوظبي للدفاع المدني، في جناح حكومة أبوظبي، ستَّ اتفاقيات في مجال البنية التحتية مع كلٍّ من أرابيان فيجن، وكولوروركس، وديجيتال نيكست، وسارة للتوريدات الكهربائية، وتطوير، وجلف بيزنس ماشين، لتوفير معدات طوارئ متطورة، وأنظمة قيادة متكاملة. واستعرضت الهيئة مركبة «رعد»، وهي منصة قيادة رباعية الدفع لعمليات الإطفاء، وتتميَّز بقدرتها على التنقُّل في الطرق الوعرة، وتوفِّر معلومات آنية لفِرق الاستجابة.

وتعكس مشاركة حكومة أبوظبي في معرض «جيتكس العالمي للتقنية 2025» التزام الإمارة بتحقيق رؤيتها بأن تُصبح أول حكومة تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي في العالم. ومن خلال عرض مشاريع رائدة والإعلان عن خدمات الجيل المقبل وتعزيز الشراكات العالمية، تُجسِّد أبوظبي ما يُمكن للابتكار المدعوم بالذكاء الاصطناعي أن يُسهم به في بناء حكومة أكثر ذكاءً وإنسانيةً واستعداداً للمستقبل، واضعة بذلك معايير جديدة للتميُّز الرقمي عالمياً.