نفذ مركز النقل المتكامل بإمارة أبوظبي التابع لدائرة البلديات والنقل، وبالتعاون مع القيادة العامة لشرطة ابوظبي والشركاء الاستراتيجيين تمريناً مشتركاً للاستجابة للحالات الطارئة، تمثل في تجربة إنقاذ وهمية تحاكي حادث تصادم بين شاحنة تحمل مواد قابلة للاشتعال (مخالفة لقوانين استخدام النفق) وحافلة نقل ركاب في نفق شارع الشيخ زايد، نجم عنه حريق وخلف عدداً من الإصابات وحالات اختناق نتيجة استنشاق الأدخنة في صفوف مستخدمي النفق. وشارك في التمرين هيئة أبوظبي للدفاع المدني، وبلدية مدينة أبوظبي، ومركز أبوظبي لإدارة النفايات، ومن الجهات الخاصة: شركة الإمارات العامة للنقل والخدمات "مواصلات الامارات" وشركة اس تي إنجنيرينج إليكترونيكس المحدودة. 

واشادت شرطة أبوظبي بالجهود التنظيمية لمركز النقل المتكامل والتنسيق والتعاون بين الشركاء الاستراتيجيين في تطبيق خطط الطوارئ على تنفيذ التمارين الوهمية والتأكد من استيفاء شروط الوقاية والسلامة، وتشكيل فرق الطوارئ بجاهزية عالية بما يعزز الجهود الأمنية التطويرية التي تنعكس إيجابياً على تحسين جودة العمل الشرطي وفقاً لأفضل الممارسات العالمية. 

وأوضح مركز النقل المتكامل لإمارة  أبوظبي ان التمرين يأتي ضمن منظومة التدريب المشترك على إجراءات الأمن والسلامة، والتعريف بالإجراءات وتعزيز التكامل والتنسيق بين الشركاء الاستراتيجيين أصحاب العلاقة في مواجهة الحوادث والحالات الطارئة، واختبار الإجراءات التشغيلية والتنسيقية الموحدة للتأكد من مدى الاستعداد المشترك للتعامل مع تلك الحالات بالسرعة والكفاءة المطلوبتين، هذا إضافة إلى قياس زمن الاستجابة، وتحديد سرعة الاستجابة في عملية الإخلاء وتقييم الأداء ومن ثم وضع خطط تحسينية.

 

وذكر ان التمرين  يهدف إلى توضيح دور كل جهة في التعامل مع الحالات الطارئة وفق الاشتراطات المعمول بها في دليل إجراءات الحوادث المشتركة، وتحديد الأوضاع التي تستوجب نقل مسؤولية القيادة بين الشركاء في إدارة موقع الحادث، بحيث يعتمد الأمر على طبيعة الحادث والإصابات والأضرار التي قد تنجم عنه، بما يضمن تحقيق الأهداف المتمثلة في الحفاظ على الأرواح والممتلكات وتقليل الأضرار المحتملة.

وأكد أن عملية التمرين الوهمي حققت أهدافها بكل كفاءة وفاعلية، مشيداً بجهود الشركاء الاستراتيجيين المشاركين في العملية على استجابتهم السريعة والمهنية العالية في تنفيذ عملية الإخلاء والإسعاف وتنفيذ السيناريو المتمثل في مساعدة المصابين وجميع من كانوا داخل النفق بأمان، إذ تمكنت الفرق المشاركة في العملية من إخلاء المصابين وجميع من كانوا متواجدين داخل النفق ومن ثم السيطرة على الحريق وإنجاز التجربة كاملة بنجاح.

ولفت إلى  أهمية  عامل الوقت في الاستجابة للحادث وسرعة إغلاق مداخل النفق قبل أن يتراكم عدد المركبات داخله ما يجعل عملية الإنقاذ أكثر صعوبة ويعرض عدداً أكبر من المستخدمين للخطر، لافتاً إلى ان التمرين حقق النجاح المطلوب وتقليل زمن الاستجابة بفضل  التنسيق والتواصل الفعال بين الشركاء الاستراتيجيين، والتزامهم الكامل باتباع الاشتراطات المعمول بها في دليل إجراءات الحوادث المشتركة.

ووجه المركز عدداً من النصائح والإرشادات لمستخدمي الطريق، من بينها ضرورة الانتباه إلى الإشارات الضوئية عند الاقتراب من مداخل النفق والتي يتم تغييرها إلى اللون الأحمر ومن ثم إغلاق النفق في حالات الحوادث الجسيمة أو الطوارئ وتحويل الحركة المرورية إلى الطرق السطحية. كما نصح المركز السائقين بسرعة إفساح الطريق أمام مركبات وفرق الإطفاء لتسهيل عملية الإنقاذ، وإبقاء نوافذ المركبات مغلقة في حالات الحريق داخل النفق.

هذا ويُعد نفق شارع الشيخ زايد شرياناً رئيسياً في جزيرة أبوظبي ويمر من خلاله ما يقارب 40 ألف مركبة يوميا، وهو من أطول الأنفاق وأكثر أمانا للحركة المرورية في الشرق الأوسط ويمتد طوله ما يقارب 4.2 كيلومتر ويسهم بدرجة كبيرة في الحد من الازدحام المروري في المدينة، حيث يشكل بيئة مثالية للتنقل تتمتع بأعلى معايير السلامة والبيئة والأمان من خلال استخدام أحدث التكنولوجيا العالمية في مجال المراقبة والتحكم والإدارة لمكونات النفق.

ومن الجدير بالذكر أن نفق وشارع الشيخ زايد فاز بجائزة " الإنجاز العالمي للطرق " للعام 2014 والتي ينظمها الاتحاد الدولي للطرق "IRF" وذلك تقديراً لهندسة البناء المبتكرة وتميز المشروع على المستوى العالمي.