في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها دائرة الصحة - أبوظبي لتعزيز منظومة الرعاية الصحية في الإمارة، وقعت "أسترازينيكا"، الشركة العالمية المتخصصة في الصناعات الدوائية الحيوية وإحدى أفضل 10 شركات أدوية في العالم، و"جي 42 للرعاية الصحية" المجموعة المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في أبوظبي، اتفاقية تعاون لتصنيع المستحضرات الدوائية المتطورة في أبوظبي.

وتلخص الاتفاقية سبل الشراكة في أربعة محاور رئيسية تشمل توطين الصناعات، والبحث العلمي والتطوير، والابتكار والاستدامة على المستوى العالمي. وتساهم الاتفاقية في ترسيخ مكانة أبوظبي حاضنة للابتكار والبحث في علوم الحياة، وهي الأحدث ضمن سلسلة من الشراكات العريقة التي تحظى بها الإمارة مع نخبة من كبرى الشركات العالمية المختصة في الصناعات الدوائية .

وحضر توقيع الاتفاقية كل من معالي عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي، وباسكال سوريوت، الرئيس التنفيذي لشركة "أسترازينيكا"، وسعادة الدكتور جمال محمد الكعبي، وكيل دائرة الصحة – أبوظبي، وبينق شاو، الرئيس التنفيذي لمجموعة "جي 42". وأبرمت اتفاقية التعاون لمدة 5 سنوات بتوقيع كل من أشيش كوشي، الرئيس التنفيذي لشركة "جي 42 للرعاية الصحية" وبيلين إنشسو، نائب الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة أسترازينيكا.

وشهد التوقيع جمع من ممثلي مختلف الجهات الحكومية بما في ذلك وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ووزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومكتب أبوظبي للاستثمار.

وسعياً لإحداث نقلة نوعية في منظومة الرعاية الصحية التقليدية في أبوظبي، تعزز الاتفاقية الجهود المستمرة المبذولة لتأسيس اقتصاد تنافسي قائم على المعرفة من خلال إطلاق العنان للإمكانات الوطنية، حيث حددت شركتي "أسترازينيكا" و"جي 42 للرعاية الصحية" خطة طويلة الأمد لتصنيع الأدوية المبتكرة في أبوظبي، استناداً إلى البنية التحتية المتميزة للقطاع الصحي في الإمارة.

وتسهم هذه الشراكة في رفد الجهود المبذولة ضمن "استراتيجية أبوظبي الصناعية" الهادفة إلى مضاعفة حجم قطاع التصنيع في الإمارة بحلول عام 2031. ستعمل الاتفاقية على توسيع نطاق أعمال البحث والتطوير في علوم الحياة في أبوظبي بالإضافة إلى تمكين الابتكار في شتى مجالات الرعاية الصحية، حيث ستتعاون كافة الأطراف المعنية لتقديم أحدث الابتكارات العلمية والممارسات التي تعزز توفير الأدوية للمرضى في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها. تماشياً مع أفضل الممارسات العالمية، تسعى الشراكة إلى تطوير حلول مستدامة للمتغيرات التي يشهدها قطاع الرعاية الصحية، إلى جانب تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة.

وبينما تمضي الإمارات نحو الخمسين عاماً المقبلة، ترسخ الشراكة مكانة أبوظبي وجهة رائدة للبحث والابتكار في علوم الحياة، وهي الأحدث ضمن سلسلة من الشراكات الهامة التي تحظى بها الإمارة مع نخبة من كبرى الشركات العالمية المختصة في الصناعات الدوائية. وتسعى دائرة الصحة - أبوظبي لتقديم دور مهم وفعال في بناء اقتصاد قائم على المعرفة في دولة الإمارات، عن طريق إتاحة فرص عمل فريدة تتطلب كفاءات بشرية تتمتع بالخبرة والمعرفة. وتماشياً مع رؤية "نحن الإمارات 2031"، من المتوقع أن تستقطب الاتفاقية أفضل المواهب في مجال الطب وإرساء مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة بين أفضل 10 بلدان في مجال الرعاية الصحية.

وصرح سعادة الدكتور جمال محمد الكعبي قائلاً "بتوجيهات قيادتنا الرشيدة، تواصل الإمارات ترسيخ مكانتها الرائدة في رفد البحث والابتكار كجزء من الجهود المستمرة لتعزيز قطاع الرعاية الصحية. بالتعاون مع شركائنا العالميين، تواصل أبوظبي ريادتها في المجالات البحثية لاستكشاف سبل تعزيز استدامة ومرونة نظم الرعاية الصحية حول العالم، مع ضمان تقديم رعاية صحية عالية الجودة للمرضى، حيث يكمن أحد الأسس التي تقوم عليهاحدالأسس االأ جميع شراكاتنا هي رؤيتنا الموحدة وحرصنا المستمر على تحديد أهداف طموحة".

"يعد التصنيع الدوائي محلياً في أبوظبي انعكاساً حقيقياً لحملة "اصنع في الإمارات"، التي تشكل حجر أساس تقوم عليه التنمية المستدامة في جميع القطاعات. وكثمرة للإمكانات التنموية المتميزة التي نتمتع بها، تستمر الرغبة الدولية للاستثمار في قطاعات الأدوية الحيوية والرعاية الصحية في أبوظبي. ونؤمن أن البحث بكل أشكاله يعتبر محركاً أساسياً لكل طموحاتنا، حيث نسعى لتعزيز مكانة أبوظبي كوجهة رائدة في البحث والتطوير في علوم الحياة والرعاية الصحية. ونهدف من خلال التعاون مع كبرى الشركاء العالميين في قطاع الصناعات الدوائية إلى الحفاظ على وتيرة النمو المتسارع لنموذج الرعاية الصحية الرائد في الإمارة، الذي تدعمه منظومة صحية مرنة ومتطورة. ويسعدنا أن نشهد ثمار جهودنا التعاونية عن طريق جذب شريك هام ومرموق مثل شركة "أسترازينيكا"، التي اختارت أبوظبي كوجهة لمشاريعهم البحثية المبتكرة."

وفي السياق ذاته، صرح سامح الفنجري، رئيس منطقة دول مجلس التعاون الخليجي وباكستان بشركة "أسترازينيكا": "تتشرف أسترازينيكا بكونها شريكاً موثوقاً طويل المدى لدولة الإمارات العربية المتحدة في تقديم سبل الرعاية الصحية المبتكرة على المستوى المحلي. وإذ نثمن جهود أبوظبي لترسيخ مكانتها مركزاً إقليمياً لعلوم الحياة، تأتي شراكتنا مع "جي 42 للرعاية الصحية" اليوم للمضي في التعاون مع أبوظبي نحو آفاق جديدة ونسرع من وتيرتها في مجالات التصنيع المحلي، والبحث العلمي، والابتكار، والاستدامة. وأنا على ثقة من أن هذا التعاون سيساهم بشكل كبير في تطوير نظم الرعاية الصحية بما ينعكس إيجاباً على تجربة المرضى."

يجدر بالذكر أن الشراكة ترسخ من مكانة أبوظبي مركزاً للقوة في جمال البحث الطبي والابتكار على صعيد عالمي. وفي عام 2021، ضاعفت أبوظبي قدراتها لتطوير البحوث العلمية والسريرية؛ حيث أجرت خلال عام واحد مشروعات بحثية أكثر من المشروعات البحثية التي أجرتها خلال الأعوام الخمسة السابقة. وقد أطلقت دائرة الصحة – أبوظبي "سجل أبحاث كوفيد-19" ليكون منصة موحدة لدعم الجهود البحثية العالمية لمواجهة الوباء، وقد تلقت الدائرة أكثر من 376 ورقة بحثية علمية في عام 2021، وتم ترخيص 67 منشأة صحية بأبوظبي للبحث العلمي. اليوم لدى الإمارة أكثر من 400 تجربة بحثية سريرية جارية في الإمارة.

من جانبه، صرح أشيش كوشي: "نحن على ثقة من إمكانات شراكتنا المستمرة مع "أسترازينيكا" وعوائدها على قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تكثف جهودها لتصبح مركزاً عالمياً للابتكار والبحث في علوم الحياة.سيؤدي هذا التعاون الاستراتيجي إلى تسريع وتيرة الابتكار في التصنيع المحلي، وسيسمح لنا باستكشاف إمكانيات أكبر في الأبحاث السريرية لتقديم علاجات تحسن حياة المرضى في دولة الإمارات وفي جميع أنحاء المنطقة. ونعتبر من أهم أهداف هذه الشراكة هو تعزيز قدرات التصنيع المستدامة ودفع الابتكار على المستوى العالمي، حيث نتصور جميعاً رعاية صحية أفضل للجميع."

وفي إطار سعيها الدائم لتعزيز الرعاية الصحية على جميع المستويات، تستعد أبوظبي لتطوير واحد من أكبر مرافق تخزين الأدوية، ومن المقرر أن يبدأ تشغيله قريبًا ليساهم المرفق الفريد من نوعه في جهود علوم الحياة في الإمارة وفي توفير حلول ذات جودة عالمية وشاملة إضافة لإمكانية التحكم في درجة الحرارة لأغراض نقل وتخزين الأدوية.

وعلى مدى الأعوام القليلة الماضية، أبرمت دائرة الصحة – أبوظبي عدة اتفاقيات للتعاون مع مؤسسات عالمية رائدة في الرعاية الصحية في إطار جهودها لتوسيع نطاق تبادل المعرفة والخبرة. ومن خلال توقيع مذكرة تفاهم في وقت سابق من هذا العام، أصبحت أبوظبي موطنًا لدراسة الأدلة الواقعية لشركة "أسترازينيكا" حول عقار إيفوشيلد، لعلاج حالات الإصابة الشديدة لدى المرضى الذين لا يُظهرون استجابة مناعية كافية لمقاومة فيروس كوفيد-19. إضافة إلى ذلك، انضمت دائرة الصحة إلى شبكة A.Catalyst التابعة لشركة "أسترازينيكا" لتعزيز الرعاية الصحية الرقمية في الإمارة، والارتقاء بتجربة المريض ونتائجها.