تستضيف أبوظبي فعاليات كونجرس المجلس الدولي للأرشيف - أبوظبي 2023، لأول مرة في الشرق الأوسط في الفترة من 9 إلى 13 أكتوبر 2023. وسيقام الحدث تحت شعار «إثراء مجتمعات المعرفة» وتنظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك».

وستخصص فعاليات كونجرس المجلس الدولي للأرشيف - أبوظبي 2023، حيزاً واسعاً للقدرة التحولية لتوفير المعلومات وإمكانية الوصول إليها في المجتمعات الحديثة، وتتركز أعمال الدورة المُقبلة على خمسة محاور، هي «السلام والتسامح» و«التقنيات الناشئة - السجلات والحلول الإلكترونية» و«الثقة والأدلة» و«الإتاحة والذكريات» و«المعرفة المستدامة والكوكب المستدام.. الأرشيف وتغير المناخ». ويأتي المحور المناخي تزامناً مع استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28)، والتي تعد إحدى أبرز الفعاليات على الأجندة الدولية للعمل المناخي.

ومن المنتظر أن يشهد الكونجرس حضور أكثر من 5,000 مشارك من أكثر من 130 دولة ممثّلة في الكونجرس، بالإضافة إلى 50 جهةً عارضة و15 دولة، وتُوفّر الفعالية منصةً رائدة للتواصل واستكشاف آفاق التعاون بين المشاركين من جميع أنحاء العالم. وتكتسب هذه الدورة أهمية خاصَّة في ظل تنامي الاستثمارات في مجالات إدارة المجموعات الأرشيفية وحفظ السجلات الرقمية والبرمجة العامة في منطقة الشرق الأوسط. وتشير الأرقام المسجلة حتى الآن إلى تحقيق الكونجرس لأرقام قياسية في عدد أوراق العمل المقدّمة والمقبولة وعدد ورش العمل العلمية، وعدد المسجلين للمشاركة في الفعاليات حتى تاريخه.

وأعرب الدكتور عبدالله الريسي، رئيس اللجنة المنظمة لكونجرس المجلس الدولي للأرشيف - أبوظبي 2023 والمستشار الثقافي في ديوان الرئاسة، عن فخره باستضافة هذا الحدث العالمي البارز في دولة الإمارات، في خطوةٍ تجسّد التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز قطاع الأرشيف، وهو ما يتجلى في اعتمادها أحدث التقنيات والممارسات العالمية في مجال الأرشفة وتطوير الكفاءات المتخصصة في هذا المجال. ولفت الريسي إلى أن الكونجرس يمثل فرصة للمتخصصين لتبادل المعرفة في مجال الأرشفة وتقديم رؤاهم وأفكارهم بما يتعلق بتطوير العلوم الأرشيفية، معرباً عن حرص اللجنة على تشجيع مجتمع الأرشفة على تقديم مقترحاته لتكوين رؤى أوضح عن القضايا والتحديات التي يواجهها هذا القطاع وسبل معالجتها.  

وتعكس استضافة كونجرس المجلس الدولي للأرشيف في أبوظبي التزام دولة الإمارات الراسخ بالحفاظ على التراث الثقافي، وتعزيز أهمية الأرشيف في مجال المحافظة على المعلومات وضمان الوصول إليها. وفي هذا الصدد، يؤدي الأرشيف والمكتبة الوطنية في الدولة دوراً رائداً في صون التراث الثقافي، في حين يعدُّ كونجرس المجلس الدولي للأرشيف منصةً لتعزيز أهمية الأرشيف بوصفه أحد مجالات التعاون الدولي وأدوات تمكين التواصل الحضاري.

ويُنظّم المجلس في دورته للعام 2023 فعاليات عدَّة، منها مسابقة «هاكاثون الأرشفة» الذي يُنظّم لأول مرة في تاريخ الكونجرس الدولي للأرشيف، ويشمل المدارس والجامعات في دولة الإمارات العربية المتحدة. وستمنح المسابقة جوائز مُجزية تبلغ 73,000 درهم لفريق الجامعة الفائز، و37,000 درهم لفريق المدرسة الثانوية الفائز. وتقدم دولة الإمارات العربية المتحدة برنامجاً للمنح في إطار حرصها على دعم المجتمعات الأقل ثروةً.

يتضمن البرنامج الثقافي المصاحب لفعاليات الكونجرس تنظيم سلسلةٍ من الزيارات للوفود المشاركة إلى مجموعةٍ من المواقع التراثية والثقافية والمعالم الحضارية والوجهات المميزة في إمارة أبوظبي، بهدف إبراز المقومات التي تتفرد بها الإمارة، وتعزز حضورها على الخريطة الثقافية والسياحية العالمية. وتشمل هذه الوجهات القرية التراثية؛ وبيت العائلة الإبراهيمية؛ والسوق القديم في المركز التجاري العالمي؛ وجامع الشيخ زايد الكبير؛ ومتحف اللوفر أبوظبي.

ويقوم مكتب أبوظبي للمؤتمرات والمعارض بدور الداعم الرسمي للكونجرس، بينما تؤدي شركة «إي إكس بي إم» (EXPM) دور الشريك الذهبي، وتُشارك كلّ من شركة «إن في إس سوفت» وشركة زتشيه (Zeutschel GmbH) بدور الشريك الفضي. وتشمل قائمة العارضين خلال هذه الدورة مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، والهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن»، والمركز الوطني للوثائق والمحفوظات في المملكة العربية السعودية، ومكتبة الملك عبد العزيز العامة، و»آر إم سوفت»، و»أركايفينج سوليوشنز«، و»بايوميست تكنولوجي«، و»فورفرونت تكنولوجيز»، و«بريسيرفيكا»، و«كلاريفيت»، و«تيمريكس».

يُذكر أن المجلس الدولي للأرشيف (ICA) تأسس عام 1948، وهو منظمةً تُعنى بتعزيز سبل حفظ الأرشيف، وإتاحة إمكانية الوصول إليه في جميع أنحاء العالم. ويتعاون المجلس مع منظمة اليونسكو ومؤسسة «بلو شيلد» وغيرها من المنظمات الدولية غير الحكومية لتقديم الدورات التدريبية وتطوير المعايير، وتوعية الجمهور بأهمية السجلات الوثائقية. ويعالج المجلس قضايا مهمة، مثل الحفظ الدائم للسجلات الرقمية المعقدة، والتقنيات المطلوبة لإتاحة السجلات الدقيقة بصورة أوسع للغايات التعليمية، والمعايير والاشتراطات القانونية التي تُنظّم عملية الحفظ.