تواصل هيئة البيئة – أبوظبي تنفيذ خطتها المتكاملة التي وضعتها لتطوير وحماية موقع الكثبان الرملية الأحفورية في الوثبة والتي تشمل تطوير البنية التحتية للموقع وبناء العديد من المرافق الخدمية والسياحية مثل تركيب لوحات إرشادية يتم توزيعها على أهم المناطق في الموقع، وإنشاء ممرات ومسارات للزوار بالإضافة إلى مواقف للمركبات، فضلاً عن العمل على إعلان الموقع كمحمية طبيعية لحماية الإرث الطبيعي للإمارة وتشجيع السياحة البيئية.
والكثبان الرملية الأحفورية هي عبارة عن كثبان رملية متصلبة تتواجد ضمن مساحات محددة من مناطق الرمال وتتكون من ترسبات كربونات الكالسيوم التي تصلبت خلال الحقبة الجليدية قبل ملايين السنين بفعل العوامل الجوية المختلفة. واستمدت التكوينات في منطقة الوثبة شكلها من التفاعل بين قوة الرياح وإمدادات الرواسب.
وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: "تزخر أبوظبي بتنوع فريد ببيئاتها وموائلها ونسقها الطبيعي الخلاب، ومن ضمن هذه المكونات الطبيعية أعجوبة الكثبان الرملية الأحفورية وهي عبارة عن تشكيلات رملية مميزة ونادرة تتواجد بشكل كثيف في منطقة الوثبة إلى الجنوب من محمية الوثبة للأراضي الرطبة بالإضافة إلى تواجدها بمناطق أخرى من الإمارة حيث تم تصنيفها ضمن خارطة الموائل المعدة من قبل الهيئة كجروف رملية متحجرة وهي موائل مهمة للعديد من الأحياء البرية".
وأشارت سعادتها إلى أن إمارة أبوظبي تتميز بوجود هذا الكثبان الرملية التي تعتبر جزءً من التاريخ الطبيعي لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات مشيراً إلى أنه لم يتم تسجيل وجودها بنفس الميزات والكثافة في أجزاء أخرى من الدولة. ونوهت سعادتها إلى أن هذه التكوينات الرملية تعتبر هشة للغاية وعرضه للكسر والتلف، حيث تقوم الهيئة بالتعاون مع شركائها من الجهات الحكومية المعنية بتكريس جهودها لحماية الموقع من خلال إدارة المنطقة وتسيير دوريات لمراقبتها.
وذكرت د. الظاهري "أن فريق مكون من خبراء التنوع البيولوجي وعدد من المهندسين في الهيئة قام بعمل أكثر من 20 زيارة تقييمية للموقع على مدى الثلاثة شهور الماضية بهدف وضع خطة تطويرية للموقع. كما عقدت الهيئة سلسة من الاجتماعات مع الجهات المعنية والجهات ذات العلاقة لضمان تظافر الجهود المؤسسية لحماية وتطوير الموقع وضمان استدامته".
وأشار أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري بالهيئة إلى أن الهيئة قامت بإعداد وتنفيذ برنامج رقابي من خلال تسيير دوريات صباحية ومسائية على الموقع لضمان المحافظة على بيئة المنطقة ومنع التعديات حيث قام فريق التفتيش والرقابة المكون من أربعة مفتشين بيئيين من تنفيذ ما يقارب الـ 1400 ساعة من الجولات التفتيشية على الفترتين الصباحية والمسائية بمعدل 16 ساعة يومياً خلال الربع الأول من العام الحالي.
كما أشار الهاشمي إلى أن الهيئة قامت بالتنسيق مع مركز أبوظبي لإدارة النفايات (تدوير) لتنظيف الموقع بشكل دوري وإضافة حاويات في عدد من المواقع حول الموقع. كما تم خلال الفترة الماضية تنظيم وتنفيذ حملتين للتوعية ولتنظيف الموقع بالتعاون مع مركز أبوظبي لإدارة النفايات (تدوير) شارك فيهما أكثر من 100 متطوع ونتج عنهما جمع ما يقارب الـ 300 كغم من المخلفات والنفايات، وشارك في الحملتين متطوعين من مجلس الشباب الأخضر حيث قاموا ببث رسائل توعوية استهدفت زوار الموقع. كما قام فريق من الهيئة بإزالة الرسومات الجدارية التي تم رصدها على بعض الكثبان الرملية وتكثيف عمليات الرقابة والتوعية لمنع حدوث مثل هذه التجاوزات في المستقبل.
وأطلقت الهيئة حملة إعلامية تهدف إلى توعية الجمهور بأهمية الموقع من خلال توجيه رسائل توعوية عبر حسابات الهيئة على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي حيث أكدت الهيئة على أهمية أن يتجنب زوار الموقع تسلق التشكيلات الجيولوجية ورمي القمامة وتنظيم أية فعاليات أو أنشطة في مواقع الكثبان الأحفورية. وشددت الهيئة على أن الموقع، الذي يعتبر مكانًا خلابًا للتنزه أو التجمع مع العائلة والأصدقاء، إلا أن التعدي والتجاوزات ورمي النفايات فيه قد يؤثر ويضر بشكل كبير على الكثبان الأحفورية وسلامة الموقع واستدامته، في حين أن الرسم والكتابة على الكثبان يعتبر سلوك مرفوض لأنه يوثر على سلامة الموقع ويشوه المنظر الجمالي العام.