يحتفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بعميد الأدب العربي الدكتور "طه حسين" شخصية محورية لدورته الـ31، خلال الفترة من 23 ولغاية 29 مايو المقبل، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، بمشاركة نخبة من كبار الأدباء، والمفكرين، والناشرين من جميع أنحاء العالم.

ويمثل هذا الاختيار حرص المركز على التعريف بقامة أدبية وفكرية مرموقة استطاعت أن تترك بصمة لافتة على صعيد الأدب والفكر والثقافة العربية، وبقت منجزاتها خالدة بعد أكثر من أربعة عقود على رحيل صاحبها، إذ أسس "طه حسين" لمشروع تنويري في العالم العربي خلال القرن العشرين، وبقيت أعماله ومنجزاته قاعدة أساسية يمكن الانطلاق منها لمواصلة الجهود الثقافية والمعرفية التي تدفع باتجاه ترسيخ مكانة الأدب واللغة العربية.

وقال سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية بالإنابة، ومدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب:" بعد قرابة 50 عاماً على رحيله ما زال فكر وأدب ومنجز طه حسين ماثلاً أمامنا إلى اليوم، ومنبعاً ينهل منه الدارسون، والباحثون بعلوم اللغة العربية وفكرها الأصيل، ونحن في المركز إذ نحتفي بهذه الشخصية المحورية، فإننا نقدّم للأجيال الجديدة خلاصة معارفه، وفكره، وأعماله وحياته الشخصية ونفتح أمامهم بوابة واسعة ليتعرّفوا على تراث تاريخهم الثقافي العربي الأصيل، ويستفيدوا من المعارف والخبرات الجليلة التي تركها لنا عميد الأدب العربي".

وتابع مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب:" إن استضافة الشخصيات الأدبية والثقافية ذات الحضور على ساحات الفكر والمعرفة والفنون، يسهم في تقريب الآراء ويدفع باتجاه تعزيز مكانة معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي بات جزءاً أصيلاً في صناعة الكتاب، فهو حدث استطاع أن يؤكد مكانته كرافد للحراك الثقافي المحلي والإقليمي والعالمي على حدّ سواء، لما يحشده سنوياً من نخب أدبية وفكرية وفنية تتلاقى كلها للتحاور بالوعي والمعرفة والإبداع، ليبقى المعرض شعلة تنطلق من إمارة أبوظبي ويعكس أهمية الكتاب بوصفه الأداة الأهمّ لبناء الأمم والمجتمعات، والثقافة التي تُعدُّ اليوم لغة الحوار بين مختلف الحضارات والشعوب".

وينظم المعرض في سياق الاحتفاء بشخصيته المحورية وضمن جناح مخصص، أربع ندوات تضم نخبةً من النقاد والمفكرين والأدباء العرب والأجانب لتسليط الضوء على أربعة محاور أساسية من تجربة الدكتور طه حسين الفكرية والثقافية والأدبية، إلى جانب مقال يوميّ بأقلام نخبة من العارفين بتجربة طه حسين، في النشرة اليومية للمعرض. بالإضافة إلى الجناح المخصص للشخصية المحورية.

يشهد المعرض تدشين سلسلة مخصصة لنشر الدراسات والأبحاث التي تتناول فكر وأعمال وسيرة الدكتور طه حسين، بالتعاون مع نخبة من الناشرين العرب. فضلاً عن رعاية نشر طبعات جديدة من أعمال عميد الأدب العربي، وتحويل مختارات منها للأشكال الحديثة من المطبوعات السمعية والرقمية الإلكترونية والمصورة.

وتستضيف دورة هذا العام من المعرض أكثر من ألف ناشر من 76 دولة عربية وأجنبية، مع برنامج حافل يضمّ أكثر من 400 فعالية متنوعة تُلبي تطلعات الجمهور، من ضمنها الجلسات الحوارية، والندوات، والأمسيات الشعرية والأدبية والثقافية والفكرية، إلى جانب مجموعة كبيرة من الفعاليات التعليمية، وأنشطة البرنامج المهني للناشرين، وفعاليات الطفل التي يقدمها نخبة من الأكاديميين والمتخصصين.