في إطار السعي لتطوير منظومة نقل ذكية تدعم التنمية المحلية بقطاعاتها المختلفة وتسهل حركة تنقل سكان إمارة أبوظبي وزوارها، وتعزز مسيرة التحول الرقمي في الإمارة تماشياً مع رؤية قيادتنا الحكيمة في أن تصبح مدن إمارة أبوظبي مدناً ذكية ومستدامة، أعلن مركز النقل المتكامل بإمارة أبوظبي، التابع لدائرة البلديات والنقل، عن إطلاق المرحلة الثانية من مشروع التنقل الذكي في جزيرتي ياس والسعديات.

يأتي إطلاق هذا المشروع بالتعاون بين دائرة البلديات والنقل ومركز النقل المتكامل، وشركة بيانات "التابعة لـ G42 "الرائدة في الهندسة المساحية والأنظمة الجيومكانية وأنظمة الذكاء الاصطناعي.

وأكد مركز النقل المتكامل أن هذا المشروع يشكل جزءاً من استراتيجية التنقل الذكي في إمارة أبوظبي حيث يدعم عملية التحول نحو النقل الذكي والمستدام القائم على المعرفة والحلول المبتكرة، ويعزز الجهود المبذولة لتطوير مدن المستقبل وتحقيق التنمية المستدامة في الإمارة. إذ تعمل دائرة البلديات والنقل -أبوظبي ومركز النقل المتكامل، وبالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين في القطاعين الحكومي والخاص، على إرساء منظومة نقل ذكية، متكاملة ومستدامة تحقق طموحات وتطلعات قيادتنا الرشيدة ورؤاها المستقبلية.

وأوضح المركز أن النقل الذكي يؤسس لمرحلة جديدة من التطور في قطاع النقل المستدام الصديق للبيئة، ويرسخ الأرضية المناسبة التي تشجع على جذب المزيد من الاستثمارات إلى الاقتصاد بما يدعم بيئة الأعمال والسياحة في الإمارة ولا سيما أن قطاع النقل يُعد من قاطرات النمو المهمة نظراً لما يقدمه من دعم ومساندة وميزة تنافسية للأنشطة الاقتصادية في العديد من القطاعات الأخرى.

يتضمن مشروع التنقل الذكي في جزيرتي ياس والسعديات حتى الآن، أسطولاً يتألف من (8) مركبات ذاتية القيادة تحت العلامة التجارية /TXAI / التي تمثل أولى مركبات الأجرة المؤتمتة بالكامل في دولة الإمارات، والتي كان قد تم إطلاقها في شهر مايو الماضي، وخدمة الحافلة الصغيرة ذاتية القيادة (Mini-Robobus) عدد (4)، التي انضمت إلى شبكة خدمات النقل المحلية في يونيو الماضي، إضافة إلى تشغيل عدد (15) محطة للشحن في الشهر الحالي بجزيرتي ياس والسعديات.

وسيتم تشغيل نظام النقل السريع التلقائي (ART) خلال شهر نوفمبر المقبل في جزيرتي ياس والسعديات ، مع تعزيز القدرات التشغيلية لنظام التوأم الرقمي لإمارة أبوظبي والتي تشمل بناء نظام متكامل يعمل كأساس رقمي للنسخ الرقمية المتطورة مع خدمات الدعم المساندة، وتوفير خدمات البنية التحتية الفنية مع التشغيل والدعم الفني والمتمثلة في الحوسبة السحابية T100، التي تسهل عملية تخزين ومعالجة البيانات من خلال أنظمة تشغيل متكاملة.

بدوره أضاف المهندس/ حسن الحوسني، الرئيس التنفيذي لشركة بيانات: "حققت المرحلة الأولى من المشروع في جزيرة ياس نجاحاً باهراً، وأظهرت التأثير الإيجابي الذي تحدثه البيانات المساحية والجيومكانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي وتأثيرها على أنشطتنا وحياتنا اليومية. ويمثل الانتقال إلى المرحلة الثانية من المشروع علامة فارقة في التحول الرقمي لقطاع النقل في أبوظبي، حيث قمنا بزيادة حجم الأسطول وتطبيق نظام النقل السريع التلقائي (ART)، بالإضافة إلى التوسع الجغرافي للمناطق التشغيلية".

واختتم حديثه قائلاً: “مع بدء المرحلة الثانية، سنعمل على تعزيز التعاون مع مركز النقل المتكامل، للمساهمة في تطوير مدن أكثر ذكاء واستدامة حسب طموحات قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة".

و أشار مركز النقل المتكامل إلى أن إطلاق المرحلة الثانية من المشروع يأتي قبيل استضافة سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا 1، في حلبة مرسى ياس خلال نوفمبر المقبل، وهو أحد أكبر الأحداث الرياضية في العالم، ويجسد المكانة الريادية التي تتمتع بها أبوظبي في استضافة كبرى الفعاليات الرياضية العالمية. وأضاف المركز أن مشروع التنقل الذكي سيوفر تجربة نقل متميزة ومتكاملة للمقيمين في جزيرة ياس وزوار الفورمولا 1، حيث سيسهل حركة التنقل أثناء فعاليات السباق ويتيح مسارات تنقل جديدة من شأنها تخفيف الازدحام المروري خلال الفعاليات من خلال استخدام حافلات النقل الذكي ومركبات الأجرة الذكية وتطبيق نظام النقل السريع التلقائي (ART).

الجدير بالذكر أن استراتيجية التنقل الذكي في إمارة أبوظبي تهدف إلى تطوير قطاع نقل فعّال ومستدام وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في خدمة المجتمع من خلال رفع كفاءة منظومة النقل ودعم عملية التحول إلى وسائل نقل ذاتية القيادة ذكية، صديقة للبيئة ومستدامة، تسهم في تقليل تكلفة التنقل وترتقي بجودة المعيشة في إمارة أبوظبي وتعزز مكانتها العالمية كإحدى أفضل الوجهات للحياة والعمل والاستثمار. كما تدعم الجهود المبذولة لتحقيق أهداف الدولة بشأن التنمية المستدامة من خلال خفض انبعاثات الكربون تماشياً مع اتفاقية باريس للمناخ والمبادرة الاستراتيجية لدولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.