افتتحت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي مركز زوّار جزيرة صير بني ياس ليكون مورداً ثقافياً للسيّاح والزوّار المحليين والعالميين، يتعرَّفون من خلاله على تاريخ الجزيرة وأهميتها الثقافية.

يوفِّر المركز الجديد للضيوف تجربةً تفاعليةً غنية بالمعلومات بعد تجوُّلهم في موقع الكنيسة والدير، إلى جانب مجموعة متنوِّعة من القطع الأثرية تمتد حقباً زمنيةً مختلفةً من مواقع عدة في الجزيرة. وزوِّد المركز بشاشات عرض تقدِّم معلومات عن القطع الأثرية وتاريخها.

وفي إطار جهود الترميم التي بذلتها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في عام 2019، أُعيد افتتاح موقع كنيسة ودير صير بني ياس أمام الجمهور بعد تطوير المرافق والخدمات وإضافة لوحات تعريفية لإرشاد الزوّار.

وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «تلتزم دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بصون التراث الثقافي لدولة الإمارات والحفاظ عليه، وسيسهم افتتاح مركز الزوّار الجديد في تعزيز الوعي والاهتمام بتاريخ البلاد الحديث والقديم. وسيتيح المركز للزوّار فرصة استكشاف تاريخ جزيرة صير بني ياس بمزيدٍ من التفاصيل ومساعدتهم على رؤية الجزيرة بعيون الوالد المؤسِّس المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، ما يجعل منها تجربةً رائعةً لأيِّ ضيف يخطِّط لزيارة الجزيرة في المستقبل».

ولا تقتصر مواقع التراث الثقافي في جزيرة صير بني ياس على الكنيسة والدير فقط، بل تعدُّ الجزيرة أيضاً موطناً لمواقع أثرية يعود أقدمها إلى العصر الحجري الحديث، فهي ملجأ للصيادين والبحّارة منذ نحو 8,000 عام. وبفضل تكويناتها الجيولوجية الغنية بالمعادن، ومياهها العذبة وخلجانها الآمنة الغنية بالأسماك، تردَّد إليها سكان المنطقة أو استقروا على شواطئها. ويعدُّ وجود بقايا أثرية من فترات زمنية مختلفة في صير بني ياس دليلاً على استمرارية السكن في الجزيرة. ويظهر موقع العصر البرونزي، الذي يعود تاريخه إلى فترة حضارة دلمون (1,800 عام قبل الميلاد)، أهمية جزيرة صير بني ياس في الشبكة التجارية الواسعة في الخليج. وتُظهر لنا المنازل ذات الأفنية المعاصرة للكنيسة (القرن السابع إلى القرن الثامن) مستوطنة قائمة في الجزيرة، ضمن شبكة مجتمعية واسعة. وأخيراً، خلال أواخر العصر الإسلامي (القرن السادس عشر إلى التاسع عشر الميلادي)، استمرت الجزيرة في أهميتها على طرق البحارة المحلية والإقليمية. وكان التاجر الإيطالي جاسبارو بالبي أول من ذكر جزيرة «صير بني ياس» في سجلات سفره عام 1590، وذكر «بنو ياس» الذين يسكنون الجزيرة في أشهر الشتاء.

وبتوجيهات المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، أُعلنت الجزيرة محمية طبيعية للحياة الفطرية وحُوِّلت إلى ملاذٍ لنموِّ أنواع الحيوانات المهدَّدة بالانقراض. وتعدُّ مباني الشيخ زايد في الجزيرة من معالم التراث المعماري الحديث في أبوظبي التي تتولّى دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي صونها والحفاظ عليها. وتعرض هذه المواقع والمباني أيضاً في مركز الزوّار لإظهار أهمية جزيرة صير بني ياس للمغفور له الشيخ زايد زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه.

ويستقبل مركز زوّار جزيرة صير بني ياس الجمهور من الساعة 10 صباحاً إلى 6 مساءً من السبت إلى الخميس، ومن 2 ظهراً إلى 6 مساءً أيام الجمعة، والدخول مجاني.