نفَّذت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، بالتعاون مع شركة أبوظبي لخدمات الطاقة، التابعة لـشركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، مشروعاً مشتركاً لإعادة تأهيل سبعة مبانٍ تراثية وثقافية بحلول موفِّرة للطاقة والمياه.

والمباني السبعة التابعة لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي التي شملها المشروع هي «قلعة الجاهلي» في منطقة العين، ومسرح شاطئ الراحة، ومركز القطارة للفنون، وواحة العين، ومكتبة زايد المركزية، ومبنى الدهام، وحصن الظفرة. وتعدُّ قلعة الجاهلي إحدى أكبر القلاع في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث بُنيت في أواخر القرن التاسع عشر باستخدام المواد المستدامة لذلك العصر. وسجَّلت تلك المباني التراثية والثقافية المرمَّمة ارتفاعاً في كفاءة استخدام الطاقة سنوياً بنسبة 29%.

يعكس المشروع الالتزام المشترك للطرفين بالتوجُّهات والخطط التي أعلنتها إمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، لا سيما خلال «عام الاستدامة»، ما يُسهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية، والحدِّ من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الاستهلاك المُفرط، تأكيداً للرؤية المشتركة الهادفة إلى تعزيز الممارسات المستدامة، وإبراز أهمية التعاون لمواجهة التحديات البيئية، والالتزام بمبادئ الاقتصاد الدائري في الإمارة.

ويأتي مشروع الترميم استكمالاً لجهود دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي الرامية إلى الحفاظ على الطاقة والمياه من خلال الإضاءة الفعّالة، وأنظمة الإدارة المتقدِّمة، والتجهيزات الموفِّرة للمياه، والتقنيات المبتكرة، وتقييمات الأداء المنتظمة.

وقال سعادة سعود عبد العزيز الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «نلتزم في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بالحفاظ على التراث الثقافي الغني والفريد للإمارة. ويأتي مشروع الترميم ليحمي الصروح الثقافية التي لا تقدَّر بثمن لأجيالنا المقبلة، فهي تحمل قيمة عالية لما تمثِّله من شاهدٍ حيٍّ على إنجازاتنا عبر التاريخ. إنَّ دمج مفاهيم الاستدامة في منظومتنا السياحية، وخاصةً كنوزنا المعمارية من خلال اتفاقيتنا مع شركة أبوظبي لخدمات الطاقة (طاقة)، يضمن استدامة هذه الصروح المميَّزة، وصون تراثنا الحضري في أبوظبي. ومعاً نستطيع أن نمهِّد الطريق لازدهار المعالم الثقافية في الإمارة».

وقال خالد محمد القبيسي، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لخدمات الطاقة: «يجسِّد التعاون مع دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي جزءاً من رؤية شاملة تهدف إلى تحقيق التوازن بين تحديث المباني والحفاظ على الإرث التراثي والثقافي، التزاماً منّا بالنهوض بأهداف الاستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتعزيز كفاءة الطاقة في إمارة أبوظبي، فهذا المشروع ينسجم مع أهداف استراتيجية أبوظبي لإدارة جانب الطلب وكفاءة الطاقة 2030، ويسهم في تحويل الاستراتيجية إلى واقع ملموس من خلال برنامج إعادة تأهيل المباني الذي تنفِّذه شركتنا في جميع القطاعات الاقتصادية في أبوظبي».

يُذكَر أنَّ المشروع يندرج في إطار الالتزام بـاستراتيجية التغيُّر المناخي لإمارة أبوظبي، التي اعتمدها المجلس التنفيذي للإمارة، وتهدف إلى تعزيز قدرة أبوظبي في مواجهة تحديات التغيُّر المناخي، ودعم جهود تحقيق أهداف الحياد المناخي، ومساهمة الإمارة في دعم الدور الريادي العالمي لدولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الاستدامة، وتوفير بيئة جاذبة للاستثمارات، ودفع النمو الاقتصادي المستدام.