عُقد الأربعاء، 23 يونيو 2021 فعاليات الجلسة الافتراضية الأولى من "سلسلة جلسات قمة المستقبل الرقمي"، حيث جرت مناقشة التطور والنمو السريع لثقافة الابتكار ضمن القطاع الحكومي، وسط حضور كبير شمل 1170 من القطاعين العام والخاص، ومزودي الحلول الرقمية، وممثلي الشركات ووسائل الإعلام.

واستضافت دائرة الإسناد الحكومي، ممثلة بهيئة أبوظبي الرقمية، الجلسة الافتراضية الأولى بعنوان "تمكين حكومات المستقبل"، والتي تأتي قبل انعقاد "قمة المستقبل الرقمي 2022" وتنظمها شركة ميسي فرانكفورت الشرق الأوسط، حيث جرى خلالها تسليط الضوء على كيفية "بناء الحكومات الأكثر ابتكاراً في العالم"، وتخللها عرض تقديمي بعنوان "رؤى حول حكومات المستقبل"، إضافة إلى استعراض تقنيات "التكنولوجيا الحديثة لتمكين حكومات المستقبل".

وشهدت مناقشات الخبراء في الجلسة حواراً حول الدور المحوري الذي يلعبه التحول الرقمي للحكومات في جميع أنحاء العالم، حيث ناقش المشاركون أبرز قصص النجاح في مجال التحول الرقمي لمختلف البلدان، بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة وسنغافورة وجمهورية إستونيا، فضلاً عن استعراض دور التكنولوجيا الرقمية والابتكار في إعادة هيكلة نظم الخدمات الحكومية المقدمة بهذه الدول. كما تناولت الجلسة تبادل الأفكار والآراء حول الاتجاهات التكنولوجية الحالية والناشئة، والتي تساهم في إحداث نقلة نوعية ضمن الخدمات الحكومية، بالإضافة إلى مناقشة خطط التحول الرقمي المتسارعة وأشكال التعاون الجديدة ضمن القطاعين العام والخاص.

وقال سعادة راشد عبد الكريم البلوشي، وكيل دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي: "شكلت الجلسة الافتراضية  الأولى ضمن سلسلة جلسات قمة المستقبل الرقمي بعنوان " تمكين حكومات المستقبل" فرصة نوعية لتسليط الضوء على مسيرة إمارة أبوظبي نحو تحقيق استراتيجية التحول الرقمي، والتي تعكس الاهتمام الكبير الذي توليه حكومة الإمارة لتعزيز ومواكبة الابتكارات التكنولوجية" مؤكداً على أن  الاقتصاد المحلي لإمارة أبوظبي أصبح يعتمد بشكل أكبر على التكنولوجيا والابتكار كركيزة أساسية في خطط الإمارة التنموية ورؤيتها المستقبلية للاستعداد للأعوام الخمسين المقبلة.

وأشار سعادته الى أن التحول الرقمي بات محركاً رئيساً وخياراً هاماً لتعزيز جهود إمارة أبوظبي لمواكبة التغيرات الناجمة عن جائحة فيروس كورونا "كوفيد – 19" موضحاً دور دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي في بناء اقتصاد قائم على المعرفة يعتمد بشكل رئيس على الحلول التقنية من خلال تعزيز التحول الرقمي لكافة خدماتها ومبادراتها الداعمة لشركات القطاع الخاص، وبما يمكنها من تعزيز تنافسيتها إقليميا ودوليا في مختلف المجالات.

من جهته، قال سعادة الدكتور محمد عبد الحميد العسكر، مدير عام هيئة أبوظبي الرقمية: "بفضل الجهود الحكومية الاستباقية للارتقاء بالقطاع الحكومي وبناء علاقات تعاون مثمرة مع الشركات الخاصة، باتت إمارة أبوظبي اليوم إحدى المدن الأكثر تنافسية وابتكاراً في العالم. ويمثل الاعتماد المستمر على التقنيات المتقدمة وتطوير وتنفيذ الاستراتيجيات الداعمة لها بالشكل الأمثل حجر الأساس لإحداث فارق إيجابي، ودفع مسيرة التحول الرقمي التي تقودها الإمارة على كافة المستويات. وقد قدمت الجلسة اليوم فرصة مثالية لمشاركة الأفكار وتبادل التجارب والخبرات بين المشاركين، فضلاً عن دورها في تسليط الضوء على الجهود المتواصلة لحكومة أبوظبي لتسريع وتيرة التحول الرقمي، وتحسين كفاءة العمليات الحكومية المختلفة، بما يجعل حياة الناس أكثر سهولة ورخاءً".

ومن جانبه، أكد سعادة محمد بن طليعة رئيس الخدمات الحكومية لحكومة الإمارات، أن تحقيق التحول الرقمي الشامل للخدمات يمثل أولوية لحكومة دولة الإمارات، وهدفاً استراتيجياً تسعى لتحقيقه، بما يسهم في تقديم خدمات رقمية متكاملة وتوفير تجربة متعامل سلسة وسريعة تستبق احتياجاته وتواكب تطلعاته، وتسهل حياته، وتعزز مستويات الثقة بين الحكومة والمجتمع. 

وقال بن طليعة إن قمة المستقبل الرقمي تمثل منصة ريادية لاستعراض الرؤى والتوجهات لتعزيز جهود التحول الرقمي في دولة الإمارات، وتوفر الفرص لتبادل الخبرات والمعارف والتجارب وأفضل الممارسات في هذا المجال، ودعم التكامل الحكومي على المستويين الاتحادي والمحلي في قيادة مسيرة تصميم خدمات مستقبلية محورها الإنسان.

وأثنى المتحدّثون خلال الجلسة الافتراضية على جهود دولة الإمارات في توظيف التكنولوجيا المتقدمة وترسيخ ثقافة الابتكار ضمن منظومة العمل الحكومي، من أجل تعزيز تجارب المتعاملين، وإسعاد كافة شرائح المجتمع، ورفع مستوى المعيشة، وتوفير الرفاهية والرخاء للجميع.

وجرى التركيز على تجربة دولة الإمارات في اعتماد نموذج جديد ومبتكر لتقديم الخدمات الحكومية بأسلوب تفاعلي بين الحكومة والمتعاملين، وتناول الحضور أيضاً الدور المتنامي للشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص في تحسين الخدمات الحكومية والارتقاء بتجربة المتعاملين.

وإلى جانب التجربة الإماراتية الرائدة، تطرقت الجلسة إلى استعراض رؤية سنغافورة لإنشاء حكومة رقمية متكاملة، بالإضافة إلى المبادرات الشاملة التي أطلقتها جمهورية إستونيا لإنشاء وتطوير خدماتها الحكومية الرقمية بما يتماشى مع احتياجات مواطنيها ومتطلبات مجتمع الشركات والأعمال.

وضمت قائمة المتحدّثين الرئيسيين في الجلسة الافتراضية كل من سعادة راشد عبد الكريم البلوشي، وسعادة الدكتور محمد عبد الحميد العسكر، وسعادة المهندس محمد بن طليعة، إلى جانب سعادة نيلي ليوسك، سفيرة الشؤون الرقمية في وزارة الخارجية لجمهورية إستونيا؛ وسعادة تشان تشيو هو، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا الرقمية في مكتب الدولة الذكية والحكومة الرقمية في سنغافورة؛ وسيد حشيش، المدير العام اللإقليمي لشركة "مايكروسوفت – الإمارات. 

وتم إدارة الحلقة النقاشية من قبل فادي كساتلي، الشريك الاستشاري ومدير أنظمة المؤسسات والحلول السحابية في شركة "كي. بي. أم. جي" (KPMG).

وتهدف "سلسلة جلسات قمة المستقبل الرقمي"، المقرر انعقادها حتى شهر ديسمبر 2021، إلى توفير محتوى حصري وتفاعلي حول المبادرات الحكومية في مجال التحول الرقمي في جميع أنحاء العالم. وتمّ اختيار الموضوعات بدقة استناداً إلى المحاور الأربعة لـ "قمة المستقبل الرقمي 2022" وهي؛ "مستقبل الخدمات الحكومية” (Gx Next) و"مستقبل البيانات" (Data Next) و “مستقبل التكنولوجيا” ( Technology   Next )و"مستقبل الأمن السيبراني" (Cyber Next). ويجدر الذكر بأنّ قمة المستقبل الرقمي ستقام على مدى يومي 22 و23 فبراير 2022 في "الاتحاد أرينا" في إمارة أبوظبي.

وتم تصميم "سلسلة جلسات قمة المستقبل الرقمي" وفق منهجية تستهدف إتاحة الفرصة أمام المشاركين لبناء علاقات وروابط مع الشركاء من خلال المحادثات الرقمية ومكالمات الفيديو، فضلاً عن استكشاف أحدث المنتجات والحلول المبتكرة المقدمة من قبل نخبة العارضين عبر شبكة الإنترنت.