اختتم مركز إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث لإمارة أبوظبي فعاليات الملتقى السنوي لاستمرارية الأعمال والخدمة الوطنية البديلة (مرونة). وعقد الملتقى بحضور معالي اللواء أحمد سيف بن زيتون المهيري رئيس المركز والقائد العام لشرطة أبوظبي، وعدد من أصحاب السعادة ومسؤولي الجهات الحكومية، ومشاركةٍ واسعةٍ من الجهات الحكومية والخاصة.

ونُظِّم الملتقى في إطار جهود المركز لتعزيز قدرة الجهات والشركات الحكومية على التعامل مع الأزمات والتحديات التي قد تواجهها، وضمان استمرارية الخدمات. وركَّز الملتقى في دورته لعام 2025 على عدة محاور رئيسية، شملت أهمية استمرارية الأعمال، ودور الخدمة البديلة كإحدى الاستراتيجيات الفعّالة لضمانها، والوسائل المبتكَرة في تقديم الخدمات البديلة.

وشهدت فعاليات اليوم الأول من الملتقى إطلاق «معيار أبوظبي لاستمرارية الأعمال لنشاط الرعاية الصحية» بالتعاون مع دائرة الصحة - أبوظبي. ويعد هذا المعيار الأول من نوعه عالمياً المخصص للقطاع الصحي، ويشكل جزءاً من المعايير الخاصة بنظام إدارة استمرارية الأعمال التي سيطلقها المركز مستقبلاً لكافة الأنشطة الحيوية في إمارة أبوظبي. وشهد اليوم الأول من الملتقى أيضاً تخريج 129 مجنداً ضمن ثلاث دفعات من برنامج الخدمة الوطنية البديلة.

وتخلل الملتقى تكريم 21 جهة محلية مفعلة لبرنامج الخدمة الوطنية البديلة، إضافة إلى تكريم 10 جهات محلية استكملت متطلبات الامتثال للمعيار الوطني لاستمرارية الأعمال في إمارة أبوظبي.

واستعرض المشاركون في الملتقى أفضل الممارسات الكفيلة بتطوير خطط الطوارئ والأزمات والكوارث، وتخلَّله عرض تجارب جهات وشركات نجحت سريعاً في التعافي من الأزمات بكفاءة عالية، بفضل خططها المدروسة لاستمرارية الأعمال. وتضمَّنت أعمال اليوم الثاني عرضاً لأفضل ممارسات استمرارية الأعمال التي تتبعها شركات رائدة، مثل «أدنوك» و«صحة»، إضافة إلى إقامة سلسلةٍ من الحلقات النقاشية عن برنامج الخدمة الوطنية البديلة.

وأكَّد سعادة مطر سعيد النعيمي، المدير العام لمركز إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث لإمارة أبوظبي، أنَّ الملتقى يعكس التزام المركز بتعزيز جاهزية إمارة أبوظبي للطوارئ والأزمات والكوارث انسجاماً مع رؤية حكومة الإمارة. وأشار سعادته إلى أنَّ المركز يحرص على تطبيق المعيار الوطني لنظام إدارة استمرارية الأعمال من خلال عمليات التحقُّق والتدقيق من استيفاء الجهات متطلبات المعيار، ومتابعة حالات عدم المطابقة وتقديم الحلول الفعّالة.

وقال سعادته: «شكًّل الملتقى منصةً لتبادل المعرفة والخبرات بين مختلف الجهات والشركات الحكومية، والاستفادة من التجارب السابقة وقصص النجاح والبناء عليها، واستكشاف سُبُل تطوير استراتيجيات فعّالة للتعامل مع الأزمات. ويُفضي هذا النهج إلى تحسين الإجراءات المتَّبعة، وتوطيد أواصر التعاون بين جميع الأطراف المعنية».

وأوضح سعادته أنَّ المركز يحرص على تشجيع الجهات الحكومية على تفعيل برنامج الخدمة الوطنية البديلة لإسهامه في ضمان استمرارية الأعمال وتقديم الخدمات الحيوية خلال الحالات الاستثنائية، لافتاً إلى أنَّ البرنامج يُعَدُّ منظومةً متكاملة لتعزيز الأمن والاستقرار في إطار التعاون الوثيق بين مختلف الجهات المعنية.

يُذكَر أنَّ مركز إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث لإمارة أبوظبي يعكف على تنظيم الملتقيات الكفيلة بتطوير العمل المؤسَّسي المشترك، ويولي أهميةً كبيرةً لإتاحة مساحاتٍ لمناقشة آليات ضمان استمرارية الخدمات الحيوية، بوصفها ركيزةً أساسيةً لتعزيز كفاءة منظومة الاستجابة للطوارئ والأزمات في إمارة أبوظبي وجاهزيتها واستباقيتها. وجاء تنظيم الملتقى السنوي لاستمرارية الأعمال والخدمة الوطنية البديلة (مرونة) في إطار هذا التوجُّه الاستراتيجي، حيث شهد مشاركةً واسعةَ النطاق، واتسمت جلساته وحواراته بتنوُّع الطروحات في سبيل بلورة رؤى مشتركة لمواجهة تحديات استمرارية الأعمال.