وقَّع مركز أبوظبي للمشاريع والبنية التحتية سبع شراكات مع نخبةٍ من كبرى الشركات والهيئات والجمعيات السنغافورية المتخصِّصة في مجالات البناء والهندسة والتخطيط العمراني، في ختام الجولة الناجحة من «قمة أبوظبي للبنية التحتية الدولية» التي استضافتها سنغافورة على مدى يومين، بهدف تعزيز التعاون في تطوير المدن الذكية والمستدامة، ودعم مشاريع البنية التحتية التي يجري تنفيذها في الإمارة بقيمةٍ تتجاوز 54 مليار دولار.
ضمَّ وفدُ إمارة أبوظبي، الذي ترأّسه سعادة المهندس ميسرة محمود سليم عيد، المدير العام لمركز أبوظبي للمشاريع والبنية التحتية، نخبةً من كبار المسؤولين وممثّلي الجهات الحكومية، وعدداً من القيادات التنفيذية في القطاع العقاري، من بينهم سعادة جمال عبدالله السويدي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية سنغافورة، وسعادة عادل سالم النعيمي، المدير التنفيذي لقطاع الشؤون التعاقدية للمشاريع الرأسمالية في مركز أبوظبي للمشاريع والبنية التحتية، والمهندسة خلود المرزوقي، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع تنظيم ودعم البنية التحتية في دائرة البلديات والنقل، وخديجة خليفة مبارك سيف الربيعي، مدير إدارة التطوير الاستراتيجي والتكامل في مركز أبوظبي للمشاريع والبنية التحتية، وعيد العبيدلي، مدير إدارة المساطحة والشراكات بين القطاعين العام والخاص في مكتب أبوظبي للاستثمار. كما شارك في الوفد عددٌ من الرؤساء التنفيذيين لشركات التطوير العقاري الكبرى في الإمارة، من بينهم عادل البريكي من شركة «الدار للمشاريع»، وإبراهيم المغربي من شركة «مدن»، وكارلوس واكيم من شركة «بلوم القابضة»، ومنير حيدر من شركة «ليد للتطوير العقاري»، ومارك ميلوسيفيتش من شركة «جريدورا».
وشارك في الجولة أيضاً عددٌ من الشخصيات البارزة من الجانب السنغافوري، من بينهم الدكتور برايان شيغار، رئيس «مجلس الأعمال الإماراتي – السنغافوري»، وكلفن وونغ، الرئيس التنفيذي لـ«هيئة البناء والتشييد»، وتياه نان تشيوان، رئيس «معهد سنغافورة للمهندسين المعماريين«، وكالفن تشوا، نائب مدير «مؤسسة إنتربرايز سنغافورة»، إلى جانب أكثر من 400 من قادة القطاع الصناعي في الدولة.
وشهدت الجولة توقيع مركز أبوظبي للمشاريع والبنية التحتية عدداً من الشراكات الاستراتيجية مع كلٍّ من «الهيئة الدولية للبناء والتشييد»، الذراع العالمية التابعة لـ«هيئة البناء والتشييد» في سنغافورة، لتبادل الخبرات في تطوير البيئات العمرانية المستدامة، و«شركة سوربانا جورونج» الرائدة في مجالات الهندسة والتنمية الحضرية، للتعاون في مشاريع التخطيط الشامل وتطوير المدن، و«مجموعة ماينهارت» العالمية المتخصِّصة في الاستشارات والتصميمات الهندسية، و«معهد سنغافورة للمعماريين» لتعزيز التعاون في مجالات الابتكار والتصميم المعماري، إضافةً إلى «شركة سي بي جي كوربوريشن» الرائدة في الحلول المتكاملة للبنية التحتية، و«شركة تيك أونشور» المتخصِّصة في أنظمة الميكانيكا والكهرباء والسباكة السابقة التجهيز، و«شركة آر إس بي أركيتكتس»، إحدى أبرز شركات التصميم المعماري والهندسي في سنغافورة، والمتخصّصة في ابتكار الحلول الإبداعية للمشاريع الكبرى.
وتُجسِّد هذه الشراكات رؤية المركز في بناء تحالفات دولية فاعلة تُسهم في نقل الخبرات وتوسيع نطاق التعاون الفني، دعماً لخطط أبوظبي نحو بناء منظومة عمرانية أكثر كفاءة واستدامة واستعداداً لمستقبل الحياد الكربوني.
وقال سعادة المهندس ميسرة محمود سليم عيد: «تشكِّل اتفاقيات التعاون السبع أساساً لشراكات طويلة الأمد تُسهم في إدخال أحدث أدوات التخطيط الرقمي ومفاهيم التصميم المستدام إلى مشاريع الإمارة. وتمثِّل هذه الجولة خطوة رئيسية في مسار بناء الشراكات العالمية، لتطوير نماذج المدن المستقبلية المتكاملة التي تُوفِّر مقوّمات العيش العصري المرن والمستدام.»
ونُظِّمَت الجولة بالتعاون مع «مؤسسة إنتربرايز سنغافورة»، و«الهيئة الدولية للبناء والتشييد»، و«معهد سنغافورة للمعماريين»، و«مجلس الأعمال الإماراتي – السنغافوري»، حيث جرى استعراض فرص الشراكة بين القطاعين العام والخاص في أبوظبي، ومناقشة الحوافز الاستثمارية والبيئة التشريعية الجاذبة التي تدعم تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى، إلى جانب استعراض أفضل الممارسات العالمية التي جعلت من سنغافورة نموذجاً رائداً في الابتكار العمراني.
وقال هنغ تيك ثاي، نائب الرئيس التنفيذي لـ«هيئة البناء والتشييد» في سنغافورة، والمدير التنفيذي لشركة «بي سي إيه إنترناشيونال»، الذراع الدولية للهيئة والمتخصِّصة في تعزيز التعاون العالمي بمجالات الاستدامة والابتكار في قطاع البناء: «من خلال نظام (العلامة الخضراء) لتصنيف المباني وفق معايير الكفاءة البيئية، وخبراتنا الكبيرة في مجالات التصميم والتصنيع الإنشائي والرقمنة المتكاملة، نسعى إلى بناء القدرات وتعزيز الحلول الذكية والمستدامة التي تُسهم في تطوير مدنٍ أكثرَ مرونة وكفاءة في استهلاك الطاقة داخل أبوظبي والمنطقة.»
وخلال الجلسات المتخصِّصة ضمن الجولة، قدَّم الرؤساء التنفيذيون لشركات التطوير العقاري في أبوظبي عروضاً لمشاريعهم المستقبلية، وبحثوا سُبُل التعاون المحتمَلة في تطوير المشاريع متعددة الاستخدامات، والمجتمعات السكنية، والمناطق الحضرية المتكاملة. وجاء تنظيم هذه الجلسات بدعمٍ من دائرة البلديات والنقل بصفتها الشريك الحكومي، ومكتب أبوظبي للاستثمار بصفته شريك منظومة الأعمال، حيث شهدت الجولة لقاءات أعمالٍ ثنائية واجتماعاتٍ خاصة بين الوفدين الإماراتي والسنغافوري، لمناقشة تنفيذ مشاريعَ أكثرَ استدامة وكفاءة وسرعة في الإنجاز، تُسهم في بناءِ مدنٍ ذكيةٍ تُراعي أعلى معايير الجودة البيئية والتطوير العمراني الحديث.
وقالت المهندسة خلود المرزوقي: «نتطلَّع إلى الاستفادة من أفضل ممارسات المؤسسات السنغافورية في إنشاء البنى التحتية المرنة والمستدامة، والتي تُسهم في الوقت ذاته في تعزيز جودة حياة مستخدميها».
وقال عيد العبيدلي: «تتميَّز كلٌّ من سنغافورة وأبوظبي ببنيتهما التحتية المتقدِّمة، وتُعَدُّ هذه الشراكات خطوة مهمة نحو فتح آفاق جديدة للاستثمار المشترك ونقل التكنولوجيا وتبادل المعرفة، بما يواكب تطلُّعات المدينتين لمواصلة تطوير البنية التحتية تماشياً مع رؤيتهما المستقبلية. وفي أبوظبي، لا تقتصر جهودنا على المشاريع الفردية، بل نعمل على تطوير منظومة متكاملة ترتكز على بنية تحتية رفيعة المستوى، وتقنيات مبتكَرة، ونماذج رائدة للشراكات بين القطاعين العام والخاص، بما يرسِّخ مكانة الإمارة كمركز عالمي رائد للابتكار، ومدينة مستقبلية رائدة».
وعقب الاجتماعات، التي استضافها فندق «شانغريلا»، زار وفد أبوظبي هيئة إعادة التطوير العمراني، ومعرض مدينة سنغافورة، إلى جانب المقر الرئيسي لشركة «سوربانا جورونج»، وعددٍ من منشآت شركة «تيم بيلد» المتخصِّصة في تقنيات البناء المعياري، حيث جرى بحث فرص التعاون المشترك للاستفادة من التجربة السنغافورية في تسريع تنفيذ رؤية أبوظبي للتحوُّل نحو تطوير بيئاتٍ حضرية ذكية ومرنة ومستدامة.
وتُعَدُّ جولة «قمة أبوظبي للبنية التحتية الدولية» محطةً بارزةً في مسار تعزيز العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية سنغافورة في مجالات البنية التحتية والتخطيط العمراني والهندسة المستدامة؛ إذ أسهمت في فتح آفاقٍ جديدةٍ لتبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا والاستثمار المشترك في تطوير مشاريع البنية التحتية المتقدّمة.
وتأتي الجولة ضمن استراتيجية المركز لتعزيز التعاون الدولي، واستكمالاً للنجاح الذي حقَّقته النسخة الأولى من القمة التي أُقِيمَت في يونيو 2025، بحضور سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والتي استقطبت أكثر من 4,100 مشارك من أكثر من 100 بلدٍ في العالم. وتواصل جولات «قمة أبوظبي للبنية التحتية الدولية» مسارها خلال شهري أكتوبر ونوفمبر 2025، لتشمل محطاتٍ استراتيجيةً في شنغهاي في الصين، وأنقرة وإسطنبول في تركيا.