عبَّر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، عن فخره واعتزازه بما يوفِّره صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، من طاقة وقدرة تجعل من الإمارات نموذجاً وقدوةً في بناء الإنسان وتنمية قدراته على الابتكار والإنجاز والمبادرة، قائلاً «نفتخر بثقة سموّه القوية بأبناء وبنات هذا الوطن، وبما لديهم من طموحات واسعة وقدرات فائقة على العطاء والعمل المثمر، وبما لديهم من عزم على خدمة المجتمع والإنسان، وتحقيق أهداف الوطن، وإيجاد وتطبيق الحلول الإبداعية لجميع القضايا والتحديات».

جاء ذلك خلال كلمة معاليه في المؤتمر الصحفي الذي نظَّمه صندوق الوطن للإعلان عن انطلاق برامج صندوق الوطن الصيفية، بالتعاون مع مدارس الدار، وبمشاركة مدارس أدنوك، وكليات التقنية العليا، ودائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، ومؤسَّسات التعليم المدرسي، وذلك بمقر مؤسَّسة الدار في أبوظبي، حيث أُعلِنَ عن موعد انطلاق البرامج الصيفية في 17 يوليو 2023، وعلى مدى شهر كامل، في كلٍّ من أبوظبي والظنة، لطلاب المدارس والجامعات. وتركِّز البرامج على تعزيز الهُوية الوطنية وتمكين الشباب، وتشجيع الأجيال الجديدة على الابتكار والإبداع في جميع المجالات.

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك خلال المؤتمر: «إنَّ البرامج الصيفية التي ينظِّمها الصندوق لأبناء وبنات الإمارات هي التي سوف تعكس في جميع أنشطتها وفعالياتها ما نحظى به في الإمارات من حرص كبير على تمكين الإنسان، ومن اعتزازٍ قويٍّ بمسيرة الدولة في الماضي والحاضر والمستقبل، وفوق ذلك كله ما نحظى به من قيادة حكيمة تحرص كلَّ الحرص على إعداد الأجيال القادرة على حماية الوطن ورعاية مكتسباته، والقادرة على المشاركة الكاملة في المسيرة الناجحة لهذه الدولة العزيزة».

وأضاف معاليه: «إننا نعلن اليوم عن انطلاق البرامج الصيفية لصندوق الوطن، ونؤكِّد بكلِّ قوة التزامنا الكامل بأن يكون العمل في الصندوق انعكاساً أميناً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في أنَّ تمكين الإنسان هو أمرٌ له الأولوية القصوى في مجتمع الإمارات؛ فالإنسان هو أداة تشكيل المستقبل وتحقيق الخير والتقدُّم والنماء».

وعن تفاصيل البرامج الصيفية لصندوق الوطن، ركَّز معاليه على نقاط رئيسية عدة أهمُّها:

  • تُنظَّم هذه البرامج للنَّشْء من الفئات العمرية (10 – 15) سنة، إضافة إلى مجموعة مختارة من خريجي الكليات والجامعات، الذين لديهم مبادرات واعدة في مجالات تأسيس الشركات وريادة الأعمال.
  • تُنظَّم هذه البرامج خلال الفترة من 17 يوليو، وحتى 10 أغسطس 2023، وأُطلِقَ موقعٌ إلكترونيٌّ بدايةً من اليوم يضمُّ جميع المعلومات عن هذه البرامج.
  • تُنفَّذ البرامج الصيفية لهذا العام بالتعاون والشراكة مع مدارس الدار، حيث يُعتمَد على أعضاء هيئة التدريس والعاملين فيها في جميع مراحل الإعداد والتنفيذ، مع التنسيق الفعّال مع مدارس أدنوك، ودائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، وكليات التقنية العليا، ومؤسَّسات التعليم المدرسي من خلال مدارس الشراكات. ويُستعان في تنفيذ هذه البرامج أيضاً بعدد كبير من الكُتّاب والفنّانين ورجال الأعمال في إطار حرصهم على تمكين النَّشْء والشباب، وفي ضوء إسهاماتهم المهمّة في تعزيز الهُوية الوطنية لدى الجميع، مع الحرص على أن تُقدِّم هذه الأنشطة نموذجاً رائعاً للعمل المشترك بين أفراد ومؤسَّسات هذا المجتمع الرائد، لما فيه تحقيق الخير لجميع أبنائه وبناته.

وعبّر معاليه عن سعادته بالاهتمام الذي لاحظه من العديد من مؤسَّسات التعليم، ومؤسَّسات المجتمع بهذه البرامج، وبرغبتهم الصادقة في الاشتراك في تنفيذها في الحاضر والمستقبل، معرباً عن أمله في أن تتوسَّع هذه البرامج في الأعوام المقبلة، وأن تتزايد أعداد مؤسَّسات المجتمع المشاركة فيها، مؤكِّداً أنَّ هذه البرامج تهدف إلى الإسهام في تعزيز الثقة لدى المشاركين بهُويتنا الوطنية وبخصائصها المرموقة، التي أصبحت رموزاً يعرفها عنّا العالم. وسوف تكون هذه البرامج مجالاً للمشاركين يعبِّرون فيه عن حبِّهم للوطن وانتمائهم وولائهم لقادته ورموزه، ولقيَمه ومبادئه وتاريخه وتراثه، ولتقدُّمه وإنجازاته، وللمكانة المتنامية لدولة الإمارات بين دول العالم.

وأوضح معاليه أنَّ هذا العام ستُطرَح فيه ثلاثة برامج منفصلة، تركِّز على صفات واضحة في الهُوية الوطنية لأبناء وبنات الإمارات، مشيراً إلى أنَّ البرنامج الأول هو برنامج «قدوتي» ويتعرَّف فيه النَّشء والشباب على أفكار وإنجازات القادة وبُناة النهضة في هذا الوطن العزيز، بدءاً بمؤسِّس الدولة المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، وهو القائد العظيم الذي أرسى قواعد المسيرة التي نراها اليوم، في الإنجازات الهائلة التي تحقِّقها الدولة في كل الميادين، وسوف يكون هذا البرنامج مجالاً للاحتفاء بأفكار وأعمال الشيخ زايد، وكيف أنه كان رجل الحكمة والسلام، ورجل التنمية والتقدُّم، ورجل التسامح والتعايش السلمي بين البشر أجمعين.

ونبَّه معاليه بأنَّ البرنامج سيتناول الجوانب المتعددة للرؤية الحكيمة والمتميزة لسمو الوالدة الفاضلة أم الإمارات الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله، وجهودها من أجل تمكين الرجل والمرأة في الإمارات من أداء دورهم الوطني، وتحقيق أقصى ما وهبه الله لهم من طاقات وإمكانات، وسيركز هذا البرنامج على الاعتزاز بما يمثِّله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ومعه قادة ورموز الدولة الكرام، وما يتسمون به من حرصٍ على أن تكون دولة الإمارات هي القدوة والنموذج في التعايش والأُخوَّة والتعمير والرخاء؛ فمن خلال الدراسة الواعية لإنجازات قادة الدولة ورموزها، وما يجسدونه من خصائص متميزة لثقافة وهُوية دولة الإمارات سوف يتبلور أمام المشاركين في هذه البرامج تحديد واضح لعناصر الهُوية الوطنية وما تضمُّه من أهداف الوطن وغاياته ومنظومة القيم والعادات، وعناصر الانتماء للوطن، وعوامل التجانس بين السكان التي تجعل منهم « الكل في واحد»، إضافة إلى الاعتزاز بالتراث والتاريخ والاحتفاء بالرموز الوطنية التي لها أدوارها المهمّة في تأصيل مسيرة الوطن.

وعن البرنامج الثاني، أكَّد معاليه أنه يحمل عنوان «فكرتي» ويتناول كلَّ ما يتعلَّق بجانب مهم في شخصية أبناء وبنات الإمارات، وهو الأخذ بطرائق التفكير، والقدرة على الإبداع والابتكار العلمي والتقني، والإسهام في جميع مجالات الإنجاز العالمي، ويركِّز البرنامج على تنمية قدرات المشاركين على التفكير المستنير والابتكار الناجح في مجالات الاستدامة وحماية البيئة، وفي مجالات استخدام التقنيات الحديثة، كتقنيات الروبوت والبرمجة والذكاء الاصطناعي، مع تنمية الوعي والإدراك لديهم بأهمية أن تظلَّ دولة الإمارات قائدةً ورائدةً في هذه المجالات.

أما البرنامج الثالث، فأكَّد معاليه أنه يحمل عنوان «مستقبلي»، وهو برنامج يؤكِّد دور الشباب في بناء المستقبل، ودورهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، من خلال الإسهام في تنمية قدرات الخريجين والخريجات على تحويل الأفكار الجديدة إلى مشروعات اقتصادية ومجتمعية ناجحة، معبِّراً عن أمله في أن يتمَّ بنهاية البرنامج اعتماد وتمويل عدد من المشروعات الواعدة لخريجي الكليات والجامعات، على أن يتمَّ متابعتها وتقديم الدعم والمساندة والنصح لأصحابها من جانب الخبراء ورجال الأعمال في الدولة، وصولاً إلى تحقيق النجاح لها، وتسليط الضوء على ريادة الأعمال، وتأسيس الشركات الجديدة، باعتبارها أدواتٍ مهمَّة لتوظيف الخريجين، وتعميق إسهامات الشباب في النهضة التي تشهدها الدولة في جميع المجالات.

وأضاف معاليه: «إننا في صندوق الوطن على قناعة كاملة بأنَّ تعزيز ودعم الهُوية الوطنية بين الشباب هو أمرٌ أساسيٌّ وفي المسيرة الناهضة للإمارات، وأنَّ صندوق الوطن على التزام كامل برؤية القيادة الرشيدة الرامية إلى دعم الإبداع والابتكار، وتشجيع المواطنين على تأسيس مشروعاتهم وشركاتهم، وهي في موقع القلب من مسيرة هذه الدولة الحبيبة، مؤكِّداً أنَّ تنظيم هذه البرامج الصيفية يحمل العديد من الرسائل إلى المجتمع، والتي تتضمَّن اعتزازنا الكبير بمسيرة الإمارات، وبأننا جميعاً حريصون على أداء مسؤولياتنا في تعبئة جهود أبناء وبنات الوطن، من أجل تمكينهم نحو حياة أفضل لأنفسهم ولمجتمعهم وللعالم».

وعبَّر معاليه عن شكره وتقديره لجميع الجهات والمؤسَّسات التي تدعم صندوق الوطن، متوجِّهاً بشكر خاص إلى سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، على دعمه القوي لصندوق الوطن، مؤكِّداً أنَّ توجيهاته المهمَّة في أن يكون صندوق الوطن أداةً لتأكيد الانتماء والولاء للوطن، وتعميق قدرة أبنائه وبناته على التعامل الذكي مع جميع القضايا والتحديات، هي موضع تقدير الجميع.

واختتم معاليه كلمته قائلاً: «أُرحِّب بأبنائي وبناتي المشاركين في هذه البرامج الصيفية، وأعتزُّ بما يمثِّله إقبالهم الكبير عليها من استعداد جيد لتحمُّل مسؤولياتهم في خدمة هذا البلد الأمين، ويحقُّ لكلٍّ منهم أن يفتخر بالانتماء إلى دولة الإمارات، وأن يجسّد هذا الفخر بالعمل الجاد والعطاء المتواصل، ونتطلَّع معاً إلى نجاح البرامج الصيفية لصندوق الوطن، كما نتطلَّع إلى أن نكون في الصندوق عند ثقة الجميع، وأن يوفِّق الله دولة الإمارات بقادتها العظام وشعبها الكريم، لتظلَّ باستمرارٍ دولةَ الخير والإنجاز والأُخوَّة والسلام، والتنمية البشرية والمجتمعية الناجحة».