نظَّمت دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي، الجهة المسؤولة عن تنظيم القطاع الاجتماعي في الإمارة، النسخة الثانية من منتدى القطاع الثالث تحت شعار «شركاء لتحقيق الأثر»، في فندق ريكسوس جزيرة السعديات، لتسليط الضوء على الفرص التي تُسهم في تعزيز نمو مؤسَّسات القطاع الثالث، وهي تشمل الجمعيات والمؤسَّسات الأهلية ذات النفع العام، والشركات ذات الهدف الاجتماعي.

شهد المنتدى حضور كلٍّ من معالي شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع، ومعالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع - أبوظبي، ومعالي حصة بنت عيسى بوحميد، المدير العام لهيئة تنمية المجتمع في دبي، والشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيسة مجلس إدارة مؤسَّسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان، وسعادة المهندس حمد علي الظاهري، وكيل دائرة تنمية المجتمع، وسعادة عارف حمد العواني، الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي، وسعادة مريم الرميثي، المدير العام لمؤسسة التنمية الأسرية، وسعادة سارة إبراهيم شهيل، المدير العام لمركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية «إيواء»، وسعادة سلامة العميمي، المدير العام لهيئة المساهمات المجتمعية - معاً، وسعادة الدكتورة بشرى الملا، المدير العام لهيئة الرعاية الأسرية، وسعادة غانم مبارك الهاجري، المدير العام للمؤسَّسة العامة لحديقة الحيوان والأحياء المائية، وعدد من القيادات في القطاعين الحكومي والخاص، وممثّلين عن المؤسَّسات والجمعيات الأهلية ذات النفع العام من القطاع الثالث، إضافةً إلى الشركاء.

وأكَّدت معالي شما بنت سهيل المزروعي أنَّ القطاع الثالث من الجمعيات ذات النفع العام والمؤسَّسات الأهلية، يتمتَّع بميزة روح العمل الجماعي، وقالت: «إنَّ أجمل ما في القطاع الثالث أنه قائم على الشراكات والعمل الجماعي والعطاء المتبادل، وهذا باستطاعته تحويل أيِّ مجموعة إلى فريق عمل تجمعه رؤىً وأهداف، وأيِّ فكرة إلى حراك قائم وملموس على أرض الواقع».

وأضافت: «إنَّ فِكرة الوضع القائم لا تلبّي طموحات دولة تسعى دائماً إلى القمة، فاليوم مهمتنا، بصفتنا فريقاً تتوحَّد جهوده من خلال هذا المنتدى، إعادةُ تخيُّل القطاع بشكل لم نتصوَّره من قبل لنخرج بعدها بنتائجَ وتوصياتٍ نلمس أثرها في دعم وتطوير منظومة العمل التشاركي بين القطاع الثالث والقطاع الحكومي والخاص». وأكَّدت معاليها أنَّ أيَّ نجاح في القطاع الثالث سيصبُّ نجاحه في جميع القطاعات، وأننا في دولة الإمارات نملك جميع مقوّمات النجاح، وما علينا سوى توحيد الجهود والمشاركة في ترك أثر مستدام يكون أساس بناء وتنمية المجتمع.

وأكَّد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي أهمية استمرارية تنظيم هذا الحدث دورياً، نظراً لأهمية دور المؤسَّسات والجهات في القطاع الثالث في دفع عجلة النهضة الشاملة والمستدامة من خلال تكامل العمل بين جميع القطاعات ذات الصلة.

وأضاف الخييلي: «سنواصل تمكين ودعم جميع القطاعات للمشاركة والإسهام الفعّال في المجتمع، لتعزيز مكانة أبوظبي وجهةً مثاليةً ينعم أفرادها بالحياة الكريمة، ويتحقَّق ذلك عبر تكامل الأدوار، ما يفتح الآفاق لفرصٍ تمكِّن الجميع من أداء أدوارهم تجاه المجتمع، والوصول إلى منظومة اجتماعية رائدة ومتميِّزة على الصعيدين المحلي والإقليمي».

وأكَّدت معالي حصة بنت عيسى بوحميد، أهمية المنتدى في توفير منصة لمناقشة سبل تطوير دور القطاع الثالث لدعم خطط التنمية المجتمعية، لافتة إلى أنه يشكِّل قناةً لتعزيز التواصل والتعاون بين مختلف شرائح المجتمع والجهات الحكومية، فضلاً عن طرحه برامج وخدمات متنوِّعة تتكامل مع الجهود والمشاريع الحكومية.

وقالت معاليها: «يشكِّل إسهام القطاع الثالث في برامج وخطط التنمية إحدى الركائز الأساسية للتنمية المستدامة، ويقدِّم حلاً مجتمعياً شاملاً لتنظيم دور المؤسَّسات غير الربحية والمتطوعين ومؤسَّسات النفع العام وجهودها ضمن الإطار العام للاستراتيجية الوطنية، ما يضمن تغيُّراً إيجابياً ومستداماً للمجتمع، ويعزِّز مخرجات التنمية المجتمعية على المديَيْن المباشر والطويل».

وأكَّدت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، في كلمة تحت عنوان «أُسمّيه أولاً»، أهمية وجود قطاع مدني وأهلي نابض بالحياة، يعزِّز قدرات المجتمع والدولة. وأضافت سموّها أنَّ المجتمع المدني والأهلي ليس ترفاً من الكماليات، أو زينة نرتاح لذكرها، بل حاصل نتاج الكل للكل، وهو ثمرة جهود القطاعين الحكومي والخاص.

وأشارت إلى المشاركة المميزة للمرأة الإماراتية في العمل المجتمعي، تحت رعاية واهتمام سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسَّسة التنمية الأسرية »أم الإمارات». وأكَّدت الدور المحوري للقطاع الثالث في دعم القضايا الاجتماعية، ما جعله يحظى بدعم القيادة في تحقيق التغيُّر والتطوُّر في علاقة المجتمع بالعديد من القضايا المؤثِّرة في المجتمع، لترسيخ قوة الأمن المجتمعي.

وقال سعادة محمد هلال البلوشي، المدير التنفيذي لقطاع المشاركة المجتمعية والرياضة في دائرة تنمية المجتمع: «تعدُّ النسخة الثانية من المنتدى فرصةً أخرى لتوحيد جهود مؤسَّسات القطاع الثالث، بما يتماشى مع توجُّهات أبوظبي والتزامها بتعزيز قطاع اجتماعي شامل ومستدام قائم على النتائج والأثر، لتحقيق حياة كريمة لجميع أفراد المجتمع».

وأضاف: «تحرص الدائرة، بصفتها الجهة المسؤولة عن تنظيم القطاع الاجتماعي، على دعم القطاع الثالث وتمكينه، وتعزيز دوره الحيوي في مجتمعنا، للإسهام في معالجة التحدّيات والأولويات الاجتماعية وتقديم الحلول الناجحة لها. وستسهم النسخة الثانية من المنتدى في رسم خريطة الطريق عبر تعزيز التعاون والشراكات لتبادل المعرفة والأفكار والرؤى، وتوحيد الجهود وتوجيهها نحو تحسين جودة حياة أفراد أبوظبي على المدى الطويل».

وسلَّط المنتدى الضوء على دور هيئة المساهمات المجتمعية - معاً في دعم القطاع الثالث وتمكينه من خلال برنامج متكامل يشمل فرص التدريب والتطوير، وتوفير الموارد اللازمة لتمكين هذه المؤسَّسات ودعمها للمساهمة في معالجة الأولويات المهمة وتحقيق آثار ايجابية ومستدامة تعود بالفائدة على أفراد المجتمع في أبوظبي.

وشهد المنتدى تنظيم جلسات توعوية عن المسؤولية المجتمعية للشركات، تستهدف ممثّلي القطاع الثالث، قدَّمتها كلٌّ من الدار العقارية، وطيران الاتحاد، وطاقة. ونظّمت ورش عمل تخصُّصية تناولت ثلاثة محاور، هي الدمج المجتمعي لأصحاب الهمم، والاستدامة البيئية، وتفعيل القطاع الثالث.

وتحتضن أبوظبي مؤسَّسات القطاع الثالث، منها جمعيات نفع عام، مصنّفة ضمن قطاعات مختلفة، والمؤسَّسات الأهلية، وأندية الجاليات، وصناديق التكافل، والمؤسَّسات العامة والثقافية، والفنون الشعبية، والمسرح، والهيئات المهنية، إضافة إلى المؤسَّسات ذات الهدف الاجتماعي والتي تعمل في إطار الدمج الاجتماعي والأغراض التكنولوجية، والبيئية، والتعليمية، وغيرها.

ويهدف منتدى القطاع الثالث، إلى تهيئة بيئة تعاونية تُسهم في تحقيق التكامل والتعاون عبر المجالات الرئيسة ذات الأولوية، من خلال مجموعة من الجلسات الحوارية وورش العمل وجلسات التواصل التي تستهدف مواضيع ذات أولوية لتحفيز الشركاء إلى التعاون والتكامل في الأدوار، إلى جانب تعزيز الالتزام الجماعي بتحسين جودة الحياة.