حصدت إمارة أبوظبي تصنيف "مدينة الموسيقى" من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

وتم الإعلان عن هذا التصنيف يوم 8 نوفمبر من قبل "شبكة المدن المبدعة" التابعة لليونسكو، وهو مبادرة تم إطلاقها عام 2004 لتعزيز التعاون بين المدن التي تركز في خططها للتنمية الحضرية المستدامة على عنصر الإبداع.

ولطالما ركزت أبوظبي على الثقافة والإبداع كمحركين أساسين للتنمية الاجتماعية والتنوع الاقتصادي، ولا سيما الموسيقى التي منحتها الإمارة اهتماماً واستثماراً بالغين، حيث تعمل باستمرار على تعزيز مفاهيم التعبير والهوية التي تجسد التنمية المستدامة وتركز على الإنسان أولاً. وبخاصة أنها كانت وما تزال بمثابة جسر التقاء بين العالم العربي وآسيا وأوروبا ، وقد ساهم هذا الإرث من الانفتاح والتبادل الثقافي بدعم رؤية العاصمة التنموية لقطاع الموسيقى بما يعزز من فرص الاندماج والهوية عبر المجتمعات وبين الأجيال.

وسيساهم لقب "مدينة الموسيقى" في تعزيز موقع عاصمة الإمارات كمركز متنامي الأهمية على خارطة الموسيقى العالمية باعتبارها موطناً لمنظومة موسيقية مرنة ومستدامة قائمة على الابتكار والتعاون والحوكمة المشتركة. وقد انضمت الإمارة الآن إلى مصافِ المدن العالمية الكبرى مثل ليفربول في المملكة المتحدة، وأوكلاند في نيوزيلاندا، وإشبيلية في إسبانيا، وتشيناي في الهند؛ والتي تعتبر مراكزاً رئيسية للإبداع الموسيقي ومحركات لخطط التنمية المستدامة.

وتمتلك أبوظبي تراثاً غنياً في مجال الموسيقى وعروض الأداء، إضافةً إلى مشهد موسيقى عصري مزدهر. وتحتضن العاصمة الإماراتية اليوم أفراداً من 200 جنسية، يحمل كل منهم ثقافته الخاصة وطريقته المميزة في التعبير الموسيقي. وتسعى الاستراتيجية الثقافية لأبوظبي المحددة لخمس سنوات، والتي تديرها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، إلى جذب المزيد من الاهتمام إلى هذا التنوع الموسيقي، واستخدام الموسيقى في المساحات العامة للارتقاء بسوية المعيشة وتعزيز الإحساس بالمكان، مع إيجاد الطرق المناسبة لتوظيف الموسيقى كجسر يصل بين مختلف الأجيال.

وبهذه المناسبة قالت معالي نوره بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب: "تمثل الموسيقى جزءاً من التراث الشعبي الإماراتي، وتزدهر وتتطور في أماكن مختلفة من الإمارات، وتسرد القصائد الغنائية المترافقة مع الموسيقى الشعبية، فخر الإماراتي بهويته، واعتزازه بنفسه وبيئته".

وأشارت معاليها إلى أن الموسيقى تعد احد العوامل المشتركة في الحياة  الثقافية لأكثر من 200 جنسية في الإمارات، وتعمل الوزارة  على تطوير  الصناعات الإبداعية وتنمية المواهب ، ودعم المبادرات الهادفة إلى ترسيخ دور الموسيقى أداة فاعلة في إحياء ثقافة الحوار والتسامح والانفتاح على الثقافات الأخرى.

وأضافت معاليها، لدينا في دولة الإمارات ثلاث مدن إبداعية متميزة، تساهم في تعزيز مكانة الدولة على خريطة الابداع الثقافي العالمي ، وفوز ابوظبي بهذا اللقب، دليلا على نجاح استراتيجيتها في تطوير الصناعات الثقافية والإبداعية ، لتكون أحد مراكز الابداع الاقليمية الرائدة. فخورون بانضمام ابوظبي  لشبكة مدن العالم المبدعة.

وبهذه المناسبة قال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: "تمتلك دولة الإمارات تراثاً موسيقياً فريداً يتنوع بين عروض الشعر الغنائي التقليدي، والآلات الموسيقية القديمة، ومُغني البوب المعاصرين، ومع احتفائنا بهذا الإرث نؤكد انفتاحنا على كافة أشكال التعبير والمصادر الموسيقية الجديدة سعياً إلى دمج التقليدي مع المعاصر لضمان ربط الأجيال والثقافات مع بعضها البعض. وتحتضن أبوظبي اليوم كنزاً مذهلاً من المواهب والتنوع الموسيقي، ولذا نحاول من خلال إقامة العديد من برامج ومبادرات عروض الأداء الفنية ترسيخ الموسيقى كعنصر أساسي في تكوين الحياة الثقافية في الإمارة، بما يضمن إبرازها كمدينة عالمية تعتمد على الإبداع والثقافة في التنمية الحضرية المستدامة. ونحن فخورون بتكريم جهودنا من قبل ’شبكة المدن المبدعة‘ التابعة لليونسكو، ونأمل أن يدفعنا حصول أبوظبي على لقب ’مدينة الموسيقى‘  في المساهمة بتحسين جودة الحياة في الإمارة".

ومن أبرز أبطال المشهد الموسيقي في أبوظبي بيت العود، وهي أكاديمية محلية تلعب دوراً كبيراً في توثيق التراث الموسيقي العربي والترويج له؛ و"موسم موسيقى أبوظبي الكلاسيكية"، سلسلة الحفلات الموسيقية المحبوبة التي تقام سنوياً في قلب العاصمة وتستعرض أفضل المواهب المحلية والإقليمية والدولية؛ إضافةً إلى المؤسسات الخاصة مثل مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، والتي تدعم المغنيين والموسيقيين الطموحين، وتقيم كل عام مهرجاناً موسيقياً شهيراً يعتبر من أبرز فعاليات الأجندة الثقافية للإمارة، عدا عن الكثير من النشاطات الأخرى التي تقوم بها.

تعاونت بيركلي أبوظبي مع البرنامج الموسيقي في جامعة نيويورك أبوظبي لاستثمار المكانة المجتمعية التي تحظى بها الموسيقى المحلية والإقليمية، والتي تعتبر أسرع مجالات قطاع الموسيقى العالمي نمواً، من خلال استمرارها في دعم واستقطاب المواهب الجديدة.

وبحصولها على تصنيف اليونسكو، تنضم أبوظبي إلى حوالي 250 مدينة حول العالم تشكل حالياً "شبكة المدن المبدعة"، والتي تعمل معاً لتحقيق هدف مشترك يتمثل بوضع الصناعات الإبداعية والثقافية في صميم خططها التنموية على المستوى المحلي، وحفز التعاون بينها على الصعيد الدولي. كما وسيسهم حصول أبوظبي على هذا التصنيف في تعزيز حضورها على الساحة الدولية، بالإضافة إلى دعم تطوير المشهد الموسيقي المحلي وصناعة التسجيلات الموسيقية، وتعزيز مساهمة الموسيقى في قطاعات السينما والتلفزيون والألعاب.