افتتح رواق الفن بجامعة نيويورك أبوظبي معرضاً ألهمته تجارب الفنان بلين دي سانت في دولة الإمارات العربية المتحدة تحت عنوان: «بلين دي سانت كروا: أفق»، تزامناً مع عام الاستدامة والاستعداد لاستضافة دولة الإمارات مؤتمر الأطراف (كوب 28). وكشف الفنان عن العديد من الأعمال الفنية الكبرى، وسلسلة من المنحوتات المستوحاة من المناظر الطبيعية في الدولة.

ويمثِّل المعرض ثمرةَ جهودِ الفنان خلال إقامته الفنية طيلة عامٍ في رواق الفن، في فترة تشهد التحضير لإقامة مؤتمر الأطراف (كوب 28). وخلال عام 2023، أجرى بلين مقابلات مع أعضاء هيئة التدريس وخبراء المناخ، وأسهم في حوارات عن القضايا البيئية التي يتناولها المدرسون في جامعة نيويورك أبوظبي، من العلوم إلى الفنون والإنسانيات. وشكَّلت هذه المقابلات عملاً فنياً تصويرياً ضمن المعرض.

يقدِّم المعرض أعمال دي سانت كروا المستوحاة من مختلف النظم البيئية في العالم، ويتمحور حول عدد من الأعمال الكبرى الجديدة، وأكبرها مشروع «مقتطف من السبخة، الإمارات العربية المتحدة»، وهو مشروع مشترك مع الفنانة المسرحية وأستاذة الفنون جوانا سيتل، التي تشغل منصب العميد المشارك في جامعة نيويورك أبوظبي. واستلهم الفنانان الفكرة من البحيرات المالحة- السبخات- في الدولة، ونحتا منظراً طبيعياً، مع الصوت والصورة ممّا لا يقل عن خمسين ألف زجاجة مياه بلاستيكية. ويتضمَّن المعرض أيضاً سلسلة من «المناظر الطبيعية اللانهائية» المستوحاة من صحارى دولة الإمارات العربية المتحدة، التي طوَّرها دي سانت كروا بالمشاركة مع مختبر التصوير والتصنيع البحثي بجامعة نيويورك أبوظبي. ويضمُّ المعرض أيضاً عملاً مستلهماً من حوارات الفنان مع مجموعة من أعضاء هيئة تدريس العلوم الاجتماعية والإنسانية بعنوان «قمم شاهقة: هيماشال (جبل ثلجي)» الذي يتكوَّن من منحوتات لجبل إيفرست، وخمسة جبال أخرى توحي بأنها على وشك الذوبان والانهيار فوق زوّار المعرض.

وقالت مارييت ويسترمان، نائب رئيس جامعة نيويورك: «بلين دي سانت كروا معروف بشغفه بقضايا المناخ، ولذا دعوته مع المديرة التنفيذية لرواق الفن في جامعة نيويورك أبوظبي، مايا أليسون، للإقامة الفنية وعرض أعماله في الجامعة بعد معرضه الناجح في متحف الفن المعاصر في ماساتشوستس 2020-2021. وهذا المعرض نتاج عمله وشراكاته مع العديد من الأساتذة والأقسام المختلفة في حرم الجامعة. وسرَّنا مدى توافق برامج الجامعة مع رؤية الدولة في عام الاستدامة مع اقتراب مؤتمر الأطراف (كوب 28)».

وقالت مايا أليسون، المديرة التنفيذية لرواق الفن في جامعة نيويورك أبوظبي: «منحنا تكليف الفنان ومشاركته الجهود خلال مراحل تطوير العمل منظوراً فريداً للمعرض من وجهة نظر الفنان، ما يعني في هذه الحالة رؤية الإمارات العربية المتحدة من منظور الفنان خلال استكشافه المناظر الطبيعية ذات النواحي المتعدِّدة للمنطقة. ومع اقتراب مؤتمر الأطراف (كوب 28)، يتزايد موضوع البيئة أهمية في الدولة، وتتزايد أهميته في الجامعة بصفتها مؤسَّسةً أكاديميةً عالمية ذات دور مهم في إيجاد حلول لتغيُّر المناخ. تشغلني التحديات البيئية التي تواجهها البشرية حالياً، ولكنها تمثِّل أيضاً فرصة للتجديد. إنَّ الفنَّ أداةٌ نستخدم معها كلَّ حواسنا لاستكشاف دورنا في العالم، وخصوصاً في معرضٍ كهذا. إنني ممتنة للفنان بلين دي سانت كروا وكل مَن دعم أبحاثه التي ساعدتنا على توسعة رؤيتنا، وجَعْلِ الفنِّ وسيلةً لفهم العالم بالمساهمة مع العلماء والباحثين والخبراء وصنّاع القرار».

وقال بلين دي سانت كروا: «بعد تجوُّلي في العديد من المواقع الخلابة ذات البيئات الحسّاسة بيئياً مثل صحراء غوبي ومنطقة القطب الشمالي، رسَّخت أبحاثي في الصحراء الساحرة لدولة الإمارات إيماني بحقيقة ما يردِّده الفنانون والعلماء: إنَّ كوكبنا يتميَّز بترابط عميق، وكذلك التحديات البيئية التي تواجهنا. علينا أن نعيَ تلك الحقيقة عند تطوير الحلول التي نعمل عليها. أتوجَّه بالشكر إلى الأساتذة في جامعة نيويورك أبوظبي، على دعمهم المتواصل خلال تطوير هذه المجموعة من الأعمال الفنية التي ستدفع الزوّار إلى التفكير بطرق مختلفة عن تعاملنا مع الطبيعة».

يقام المعرض في ظل رئاسة جامعة نيويورك أبوظبي شبكة المناخ الجامعية التي تضمُّ عدداً من الجامعات ومؤسَّسات التعليم العالي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتهدف إلى تفعيل الحوارات وورش العمل والفعاليات العامة، ورسم السياسات العامة وتفعيل دور الشباب في الفترة التي تسبق مؤتمر الأطراف وما بعد ذلك.

يرحِّب معرض «بلين دي سانت كروا: أفق» بالزوّار بدءاً من 14 يناير 2024 من يوم الثلاثاء إلى الاثنين، من الثانية عشرة ظهراً إلى الثامنة مساء. لمزيدٍ من التفاصيل يرجى زيارة: الموقع الإلكتروني.