أطلق متحف اللوفر أبوظبي النسخة الثانية من مبادرته العالمية برنامج الزمالات والمِنح لتعزيز البحوث الرائدة في مجالات تاريخ الفن ودراسات المتاحف وعلوم التراث، مُستمدة إلهامها من التزام المتحف بتعزيز البحث وإنتاج المعرفة. باب التقديم مفتوح حالياً حتى تاريخ 6 فبراير 2026 وستتولى لجنة من خبراء المتاحف المرموقين تقييم عروض المشاريع المُقدَّمة بعناية، وسيُعلَن عن الزملاء المقبولين في شهر مايو 2026.
يهدف البرنامج إلى التشجيع على طرح وجهات نظر جديدة وتعزيز التبادل الثقافي بين الحضارات، حيث يرحَّب بالباحثين من مختلف أنحاء العالم للتفاعل بعمق مع مجموعة مقتنيات المتحف والموارد المتاحة فيه. ويسعى البرنامج إلى تعزيز التعاون عبر مختلف التخصصات، وتوسعة نطاق المنح العلمية حول الروابط الفنية العالمية والتاريخ البصري المشترك.
وقال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: «يُعزِّز برنامج المنح والزمالات إيمان متحف اللوفر أبوظبي بأنَّ الفن لغة عالمية، من خلال تشجيع الأبحاث التي تُعيد التفكير في الطريقة التي نروي بها القصة العالمية للفن، وانطلاقاً من نهجنا الإبداعي، ندعو الباحثين إلى التساؤل حول الروايات القديمة واستكشاف التاريخ المشترك، وتسليط الضوء على الروابط الإنسانية وراء الإبداع.»
ويستكشف برنامج عام 2026 مرة أخرى ثلاثة محاور أساسية، الأول هو «التاريخ العالمي للمتاحف ومجموعات المقتنيات»، ويستعرض كيفية تطوُّر المتاحف، وممارسات جمع المقتنيات عبر سياقات ثقافية وتاريخية مختلفة، حيث يستكشف ممارسات أمانة المتاحف، وتفاعل الجمهور، وأساليب العرض في العالم العربي وخارجه، وينظر في تعريف أفكار مثل مفهوم المتحف العالمي ووضعها موضع نقاش، مع تتبُّع التاريخ المتصل لمجموعات المقتنيات الفنية وانتقالها عبر القارات.
والمحور الثاني هو «انتشار الأنماط الفنية والصور والنصوص»، ويتناول انتشار الأعمال، والأنماط واللغات الفنية، والممارسات المرئية التي انتشرت وتنقَّلت من خلال التجارة والهجرة والترجمة والتلاقح الثقافي. ويتناول هذا المحور عمليات التكيُّف والتحوُّل، ويطرح تساؤلات حول السرديات الهرمية في تاريخ الفن، ويستكشف المسارات الفنية العابرة للحدود الوطنية، والتحولات الثقافية، وتطوُّر أشكال متعددة من الحداثة.
ويدرس المحور الثالث «المواد الثمينة وطرق التبادل التجاري» كيف حدثت تحولات في المواد، والمهارات الحِرفية، وأنظمة تحديد القيمة عبر شبكات التبادل، بداية من طريق الحرير وصولاً إلى طرق التجارة البحرية، حيث يُسلِّط الضوء على الجوانب المادية للفن وتداوله.
ومن المقرَّر أن يحظى الزملاء المقبولون بوصول حصري إلى البنية الأساسية البحثية المتميزة لمتحف اللوفر أبوظبي، بما في ذلك مركز الموارد، والمختبر العلمي، الذي يُعَدُّ الأول من نوعه في منطقة الخليج العربي، وتوفِّر هذه المنشآت الأدوات والخبرات اللازمة لإجراء أبحاث متقدمة في تحليل المواد، وعلوم حفظ التراث، وتاريخ الفن.
ويشارك الزملاء، طوال فترة زمالتهم البحثية في المتحف، في الندوات وورش العمل، ما يسهم في إنشاء مجتمع حيوي للتبادل بين الباحثين، وأمناء المتاحف، والممارسين الثقافيين.
وقال الدكتور غيليم أندريه، مدير إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في اللوفر أبوظبي: «نتطلَّع إلى الترحيب بالباحثين الجدد الذين يُقدِّم عملهم تحديات للتصورات النمطية، ويوسِّع الحوار حول الفن والتراث والممارسات المتحفية. وهذا البرنامج ليس مجرَّد مبادرة بحثية، بل هو مساحة يلتقي فيها الفكر والثقافات والأجيال، مع تعميق فهمنا العالمي للحوار المستمر للفن عبر الزمن».
يُقدِّم البرنامج زمالات قصيرة الأجل (ثلاثة أشهر) وطويلة الأجل (تسعة أشهر) لدعم الباحثين المحليين والدوليين في متابعة مشاريعهم البحثية المستقلة. وتُقدَّم عروض المشاريع عبر الإنترنت من خلال الموقع الإلكتروني للمتحف، ويجب أن تكون باللغة الإنجليزية. للاستفسارات راسلوا: research@louvreabudhabi.ae