أطلقت جي 42، شركة التكنولوجيا الرائدة في أبوظبي، ومجموعة فيولا، مجموعة الاستثمارات الرائدة الإسرائيلية التي تمتلك أصولاً مُدارة بقيمة إجمالية تبلغ أكثر من 18.3 مليار درهم، منصة جلوبال فالي المعنية بتقديم خدمة الكفاءات والمواهب الجاهزة، بهدف مواكبة الطلب العالمي المستمر على المهارات المتخصِّصة في مجال التكنولوجيا. ويحظى المشروع المشترَك بين كلٍّ من جي 42 وفيولا بدعم من مكتب أبوظبي للاستثمار، وسيتيح للعملاء الوصول إلى مراكز البحث العلمي والتطوير الجاهزة والمتكاملة، ومراكز التميز في مجال التكنولوجيا.

وستكون «جلوبال فالي» واحدةً من أكبر جهات العمل للمواهب التقنية من ذوي المهارة والكفاءة العالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تعمل على العثور على أفضل الموظفين على مستوى العالم عبر مجموعة متنوعة من المهارات والتخصُّصات التقنية واستقطابهم. وبهدف سدِّ أيِّ نقصٍ في المهارات التقنية التي يعاني منها العالم منذ أمد طويل، ستوفِّر جلوبال فالي إمكانية الوصول إلى الموارد المتخصِّصة، لتثري بذلك مجموعة المواهب والقدرات الحالية المهمة التي تتمتَّع بها إمارة أبوظبي، وتسهم أيضاً في تطوير قطاع التكنولوجيا المحلي والانتقال به إلى مستويات جديدة.

وستغطّي منصة جلوبال فالي متطلبات موارد فِرَق العمل عبر دورة كاملة لحياة الموظف، بدايةً من مرحلة الاستقدام إلى الإدارة وتسيير المرتبات والأجور، لتوفِّر تغطية مناسبة للمناصب التكنولوجية القياسية، وكذلك متطلبات المهن عالية التخصُّص مثل الذكاء الاصطناعي والتعلُّم الآلي. وستكون هذه الفِرَق، التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، مزيجاً من المواهب التكنولوجية العالمية والكوادر المهنية الإماراتية، وستمثِّل امتداداً طبيعياً لفِرَق العمل الأساسية لدى العملاء.

وبهذه المناسبة، قال عبدالله عبد العزيز الشامسي، المدير العام بالإنابة لمكتب أبوظبي للاستثمار: «تتمتَّع إمارة أبوظبي بمنظومة ابتكار قوية، وتمتلك قاعدة متينة ومتنوعة من المواهب المتخصِّصة التي تجعل منها خياراً مثالياً لنمو أعمال جلوبال فالي، التي ستسهم بدورها في تلبية الطلب العالمي المتزايد على أفضل المواهب التكنولوجية، وتدعم الشركات العاملة في كلٍّ من دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والعالم ككل، وتمكِّنها من دفع مسيرة الابتكار والنمو لديها. وستبنى منصة جلوبال فالي على الزخم المتنامي الذي حقَّقه اتفاق السلام الإبراهيمي، الذي يواصل ترسيخ علاقات التعاون المهمة في القطاعات التي تركِّز على الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة.»

وبالرغم من التحسُّن المؤقت في تحدي نقص المهارات التكنولوجية، فإنَّ التحدي سيتواصل على مستوى العالم خلال السنوات المقبلة؛ فقد قدرت إحدى الدراسات البحثية التي أجرتها مؤسَّسة «كورن فيري» الاستشارية أنَّ العالم سيشهد، بحلول عام 2030، نقصاً كبيراً في أعداد المواهب والكفاءات، يقدَّر بـ85 مليون موظف في قطاع الاتصالات والإعلام والتكنولوجيا وحده. وستكون لهذا الأمر آثار سلبية يمكن أن تعرقل خطط التنمية الاقتصادية. وستسهم جهات مثل جلوبال فالي بدور أساسي في سد فجوة المواهب التكنولوجية، ودفع مسيرة التنمية والتقدُّم الاقتصادي عبر الصناعات والأسواق المختلفة.

وقال بنغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة جي 42 : «لطالما كانت أبوظبي السباقة في تبني أحدث الابتكارات الرقمية والتكنولوجية لتنويع الاقتصاد والارتقاء بجودة حياة السكان. ولقد نجحت الإمارة في ترسيخ مكانتها وجهةً رائدة للمواهب والاستثمارات التقنية، ومن خلال المساعدة في معالجة نقص المواهب التقنية العالمية، تتطلع (جلوبال فالي) لتعزيز منظومة الأعمال المحلية، وتطوير ثقافة الإبداع والابتكار بما يسهم في تكريس أبوظبي مركزاً حيوياً للتقدم التكنولوجي وريادة الأعمال. ونتطلع للعمل مع مكتب أبوظبي للاستثمار وفيولا، لتعزيز قدرات الجيل القادم من قادة الأعمال والتكنولوجيا على صعيد الشرق الأوسط والعالم. » 

وأضاف: «برزت أبوظبي بصفتها جهة بارزة ورائدة في تطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي، حتى قبل اكتسابها لهذه الشعبية والانتشار الواسع. وباعتبارها من الفاعلين البارزين في هذا المجال، تؤكد  جي42 التزامها بالعمل مع مختلف الشركاء لدفع جهود تطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي ونشر ثقافة الابتكار التكنولوجي. لا شكّ أن (جلوبال فالي) ستساهم في إطلاق ابتكارات وفرص أعمال واعدة، كما ستمثل دفعة مهمة لتكريس مكانة المنطقة بصفتها وجهة بارزة للمواهب التقنية والاستثمارات.»

وتعتزم جلوبال فالي العمل من مواقع مختلفة في إمارة أبوظبي، بما في ذلك مدينة العين، بالتعاون مع عدد من الشركاء في الدولة، وإضافة إلى توفير فرص التوظيف المباشرة، ستقدِّم «جلوبال فالي» فرص التدريب الوظيفية المؤقَّتة للكوادر الإماراتية، وستنظّم برامج التبادل والتعاون مع الجامعات المحلية.

وقال آفي زئيفي، المؤسِّس والشريك العام في مجموعة فيولا: «نفخر بمواصلة التعاون والبناء على رؤية الاتفاق الإبراهيمي للسلام، وتطوير هذا المشروع المشترك الذي من شأنه تعزيز منظومة الابتكار والتكنولوجيا في إسرائيل. لا شكَّ أنَّ هذه المبادرة سيكون لها تأثير كبير على التنمية في المنطقة، لما تتمتَّع به التكنولوجيا من قوة تحويلية كبيرة على الصعيد العالمي، وهذا هو الوقت الأنسب للاستثمار في البنية التحتية التي ستزوّد شركات التكنولوجيا، في إسرائيل والعالم، بأفضل المواهب التقنية التي تمكِّنها من تعزيز نموها المستقبلي ودعم أعمالها في المنطقة.»

ويأتي المشروع المشترك بين كلٍّ من شركة جي42 وفيولا ليستكمل الاتفاقيات الأخيرة التي وقَّعها مكتب أبوظبي للاستثمار مع مجموعة لكويديتي وشركة آور كراود، حيث أصبحت مجموعة لكويديتي المتخصِّصة في التكنولوجيا المالية أول شركة إسرائيلية تنضمُّ إلى برنامج الابتكار التابع لمكتب أبوظبي للاستثمار، وتؤسِّس مركزاً للأبحاث والتطوير في العاصمة الإماراتية، في حين ستستفيد شركة آور كراود من دعم مكتب أبوظبي للاستثمار لتوسيع عملياتها في أبوظبي ودعمها بمكتب ورأس مال مخاطر جديد، وتدشين مركز لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.