في إطار الجهود المبذولة لتعزيز مقومات الاستدامة والتميّز التشغيلي في قطاع الرعاية الصحية، أعلنت شركة "إم 42"، شركة الرعاية الصحية العالمية القائمة على التقنيات الحديثة ومقرها أبوظبي، عن توقيع اتفاقية تعاون مع شركة "سيمنز"، لتعزيز كفاءة استخدام الطاقة في جميع منشآت الرعاية الصحية التابعة لها بدولة الإمارات.
وتُعدُّ إزالة الكربون من البنية التحتية جزءاً من نهج شركة "إم 42"المزدوج لتقليل الانبعاثات الكربونية، واستخدام الحلول الصحية الوقائية المدعومة بالتكنولوجيا لتقليل عدد المرضى المحتاجين إلى زيارة هذه المرافق المستهلِكة للطاقة بكثافة.
وتتضمَّن المرحلة الأولى من المشروع إجراء عملية تدقيق شاملة لتقييم كفاءة الطاقة في جميع مرافق الرعاية الصحية التي تديرها شركة "إم 42" في جميع أنحاء دولة الإمارات، وتحديد الفرص السانحة لتحقيق وفورات كبيرة في تكاليف استخدام الطاقة، ودراسة الوسائل المتاحة لخفض الانبعاثات الكربونية.
وسيعمل الجانبان بموجب الاتفاقية على تعزيز الجهود لإحداث تأثير إيجابي في البيئة والمجتمع، ومناقشة وتطوير خارطة طريق تؤدي إلى رقمنة البنية التحتية لـ"إم 42"، بهدف تعزيز الكفاءة التشغيلية وتحسين راحة المرضى واختصاصيي الرعاية الصحية والموظفين في جميع مرافقها، فضلاً عن إرساء معايير جديدة لضمان استدامة قطاع الرعاية الصحية بالاستفادة من منصة Xcelerator التابعة لشركة سيمنز.
ووفقاً لعملية تدقيق أولية أُجريت في أواخر شهر نوفمبر الماضي، أشارت النتائج إلى إمكانية تحقيق وفورات كبيرة في تكاليف الطاقة في إحدى المرافق الصحية التابعة لـ"إم 42" من خلال تحديث أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء (HVAC)، ودمج أنظمة إدارة المساحة ضمن محفظة Siemens Enlighted التي تعمل على تطبيق مركزية إدارة الطاقة في نظام إدارة المباني. ويأتي تبنّي هذه الحلول الموفّرة للطاقة وتطبيقها في جميع المستشفيات والمرافق الصحية التابعة لـ"إم 42" ليقلّص بشكل كبير من الانبعاثات الكربونية، ويعزِّز الكفاءة التشغيلية.
وبحسب تقديرات المؤسسة الدولية غير الحكومية "هيلث كير وذ آوت هارم"، تشكّل الانبعاثات الكربونية المباشرة الناتجة عن مرافق الرعاية الصحية (النطاق 1) نسبة 17% من إجمالي البصمة الكربونية للقطاع عالمياً. وتمثّل الانبعاثات غير المباشرة الناتجة عن شراء الكهرباء والبخار والتبريد والتدفئة (النطاق 2) 12%.
وفي هذا الإطار، قال مارك ماكغورتي، رئيس العمليات التشغيلية في "إم 42": «تأتي "إم 42" في طليعة شركات الرعاية الصحية المدعومة بالتكنولوجيا، حيث نعمل على تكريس الأدوات المتطوّرة، كالذكاء الاصطناعي وعلوم الجينوم لعلاج الناس، وليس المرضى فقط، والتركيز على الصحة، وليس على الرعاية الصحية فقط. إن تسخير التكنولوجيا ليس سوى جزء من استراتيجيتنا. ويأتي هذا التعاون مع شركة سيمنز ليمثّل خطوة مهمة في رحلتنا نحو تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050».
وأضاف: "لو كان قطاع الرعاية الصحية العالمي دولة، لكان خامس أكبر مساهم في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم. هذه الشراكة هي مجرد خطوة أولى، وأدعو جميع مرافق الرعاية الصحية الأخرى للانضمام إلينا في هذا المسعى المهم، والمتمثّل في إزالة الكربون من جميع عملياتنا التشغيلية، وتمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر استدامة لقطاع الصحة والكوكب".
ومن جهته، أعرب هيلموت فون شتروف، الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز في الشرق الأوسط ودولة الإمارات عن سعادته بهذه الشراكة قائلاً: «نحن فخورون بالشراكة مع "إم 42"، وكلّنا ثقة بقدرتنا على تطوير خارطة طريق لتحسين الأداء وتعزيز راحة المرضى وكوادر الرعاية الصحية في جميع المرافق التابعة لها. ولا تقتصر أهمية هذه الشراكة على تحقيق وفورات في تكاليف استخدام الطاقة فحسب، بل تدعم أيضاً تعاوننا لوضع معيار جديد للاستدامة والتميّز التشغيلي في قطاع الرعاية الصحية».
وتتعاون شركة سيمنز مع العديد من مزوّدي خدمات الرعاية الصحية حول العالم لتمكين منشآتهم ومستشفياتهم من تعزيز كفاءة أعمالها بالاعتماد على العمليات الذكية والمحسّنة. وتتيح أنظمة المباني وبرامج التشغيل الآلي والأجهزة المتطوّرة التي تشكل جزءاً منSiemens Xcelerator ، وهي منصة أعمال رقمية مفتوحة مصممة لتسريع التحول الرقمي على نطاق أوسع، للمشغلين التحكم المركزي في آلاف نقاط البيانات مثل إمدادات الطاقة والحماية من الحرائق والتدفئة والتهوية وتكييف الهواء والإضاءة وضوابط الوصول، وتحسين راحة المرضى، وسلامة المرافق، والاستدامة.