أعلن معهد الحياة الصحية في أبوظبي، أول مركز مرخَّص حكومياً على مستوى العالم في مجال طب الحياة الصحية المديدة، عن تعاونه مع شركة "كور إكس" لتطوير أول محرّك حيوي مدعوم بالذكاء الاصطناعي قائم على بيانات سكانية محددة من دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويَستخدم هذا المحرّك تقنيات وحلول الذكاء الاصطناعي المتقدمة ونماذج الأعضاء على الرقائق الإلكترونية، التي تُحاكي الأعضاء والأنسجة البشرية، بما يتيح الحصول على المعلومات بشكل مباشر من البيولوجيا البشرية وتقديم رؤى وتصوّرات دقيقة خاصة بكل فئة سكانية، إسهاماً في تعزيز سلامة المرضى عند استخدام الأدوية، ودعماً للتقدّم المتسارع الذي يشهده مجال الطب الدقيق.
وسيُسهم التعاون بين معهد الحياة الصحية في أبوظبي، الذي يدعم تمكين الأفراد من عيش حياة صحية مديدة من خلال توفير خدمات التشخيص الدقيق وطب نمط الحياة والعلاجات القائمة على الأدلة العلمية، وشركة "كور إكس" المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في أبوظبي، في ترسيخ مكانة الإمارات كأول دولة في العالم تطوّر محرّكاً للذكاء الحيوي، الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لمعالجة وتحليل البيانات الحيوية، ويستند في تصميمه إلى البيولوجيا البشرية للسكان المحليين في الدولة بدلاً من الاعتماد على البيانات الأجنبية.
ويدعم تطوير هذا المحرّك الحيوي الجهود الرامية إلى تقديم رؤى دقيقة تُركّز على مجتمع دولة الإمارات، وتسهم في تمكين المتخصصين من اتخاذ قرارات مدروسة ومدعومة بأدلة علمية بشأن استخدامات الأدوية، وذلك عبر التنبؤ بشكل أكثر موثوقية بكيفية استجابة أجسام المرضى للعلاجات الدوائية، ما سيُسهم في الحدِّ من التفاعلات الدوائية التي يمكن تجنّبها، ورصد وتحديد المخاطر المحتملة في مراحل مبكرة، وتوجيه المرضى نحو اتباع خطط علاجية أكثر فاعلية وملاءمة لحالاتهم الصحية على اختلاف أنواعها.
كما سيُسهم هذا الابتكار الطبي والتكنولوجي في توفير مسارات أكثر شمولية لتطوير الأدوية لمختلف فئات المرضى، من خلال تمكين شركات الأدوية من تقييم العلاجات الدوائية باستخدام نماذج حيوية تعكس الخصائص الجينية والأيضية والسريرية الحقيقية لمجتمع دولة الإمارات.
وإلى جانب تحسين المخرجات الصحية لأفراد المجتمع في دولة الإمارات وتعزيز الأمن الصحي الوطني، يُبرز تطوير محرّك الذكاء الحيوي البنيةَ التحتية العلمية المتقدمة التي تتمتّع بها إمارة أبوظبي، ما يعزز مكانتها كوجهة جاذبة للشراكات العالمية في مجالات الصناعات الدوائية والبحث العلمي والتكنولوجي.
وتُشكّل الجهود التي يبذلها معهد الحياة الصحية في أبوظبي بالتعاون مع شركة "كور إكس" عامل جذب للشركات الدولية العاملة في قطاعات الأدوية والتكنولوجيا الحيوية وعلوم الحياة إلى دولة الإمارات، لاسيَّما تلك الباحثة عن استخدام نماذج تشبيهية بشرية متقدمة، تضمن لها تطوير أدوية آمنة وفعّالة، تعكس خصائص وسمات المجتمع المحلي، بما يدعم استراتيجية دولة الإمارات الهادفة إلى بناء منظومة طبية حيوية وآمنة قادرة على تلبية متطلبات المجتمع مستقبلاً.
وسيجري تطوير محرّك الذكاء الحيوي عبر منصّة متعددة المراحل والأنماط مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، تدمج بين نماذج مصغّرة من الأعضاء أو الأنسجة وأعضاء على رقائق إلكترونية مخصّصة لكل مريض، وبيانات حيوية وجزيئية ووظيفية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب بيانات حيوية خاصة بالسكان على مستوى دولة الإمارات والمنطقة.
وتُشكّل هذه العناصر مجتمعة نظاماً تنبؤياً متقدّماً يمكّن المتخصصين من التوصّل إلى نماذج لاستجابة المرضى للأدوية، ويمكّنهم من توفير خدمات وعلاجات الطب الدقيق على نطاق واسع، ما سيُسهم في بناء قاعدة بيانات وطنية آمنة للذكاء الحيوي.
وبهذه المناسبة، قالت الدكتورة نيكول سيروتين، الرئيس التنفيذي لمعهد الحياة الصحية في أبوظبي: "إن تعاوننا مع شركة »كور إكس «لتطوير أول محرّك وطني للذكاء الحيوي في دولة الإمارات يهدف إلى توظيف تقنيات وحلول الذكاء الاصطناعي المتقدمة ونماذج الأعضاء على الرقائق الإلكترونية للمرضى لإتاحة تنبؤات أكثر دقة، تمكّننا من تقديم رعاية صحية أفضل لجميع فئات المجتمع في دولة الإمارات".
وأضافت سيروتين: "ستوفر هذه المنصة إطاراً متقدّماً لدراسة نماذج الحياة الصحية المديدة لكل عضو من أعضاء جسم الإنسان، بهدف تمكين أفراد المجتمع من الاستمتاع بحياة صحية مديدة".
ومن جانبه، قال الدكتور إسحاق بنتويتش، المؤسس والرئيس التنفيذي العالمي لشركة "كور إكس": "تتميّز شركة »كور إكس «بقدراتها المتقدمة على دمج الذكاء الاصطناعي مع العلوم الحيوية للأعضاء البشرية على الرقائق الإلكترونية، وذلك في إطار جهودها الرامية إلى إحداث نقلة نوعية في اكتشاف الأدوية وتحسين أدائها والتحقّق من فاعليتها العلاجية".
وأضاف بنتويتش: "يتيح لنا هذا التعاون مع معهد الحياة الصحية في أبوظبي بناءَ منصّة مخصّصة لدولة الإمارات، تقوم على أسس علمية دقيقة وواضحة، وتراعي الخصوصية السكانية، وتوفّر رؤى تنبؤية متقدمة لضمان مستقبل أكثر صحة واستدامة للأجيال القادمة على مستوى المنطقة".
وبدورها، قالت سارة ميلر، الشريك المؤسس ورئيس أعمال شركة "كور إكس" في دول مجلس التعاون الخليجي: "من خلال التعاون مع شركة »كور إكس«، تقدّم دولة الإمارات نموذجاً عالمياً في توظيف قدرات الذكاء الاصطناعي عبر تطوير محرّك وطني يتيح تحليل البيانات الحيوية للأعضاء البشرية بواسطة الرقائق الإلكترونية على نطاق سكاني واسع باستخدام الذكاء الاصطناعي".
وأضافت ميلر: "تُمكّننا هذه الشراكة من تجاوز الاعتماد على البيانات الأجنبية وبناء مورد وطني قادر على تشكيل الجيل المقبل من الطب الآمن والدقيق. ويسعدنا الإسهام في تطوير هذه القدرات التي ستعزّز رفاه المجتمع الإماراتي وتعيد صياغة مستقبل الرعاية الصحية على المستوى العالمي".
ومن خلال هذا التعاون الاستراتيجي، سيُسهم معهد الحياة الصحية في أبوظبي وشركة "كور إكس" في ترسيخ ريادة إمارة أبوظبي في مجالات طب الحياة الصحية المديدة والطب الدقيق والابتكارات الطبية من الجيل المقبل.
ويدعم هذا التعاون الجهود العالمية نحو التحوّل إلى توفير رعاية صحية محورها الإنسان، حيث يمثّل خطوة نوعية لبناء منظومة صحية تنبؤية قادرة على تلبية احتياجات أفراد المجتمع الإماراتي في قطاع الرعاية الصحية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المحرّك الحيوي المدعوم بحلول الذكاء الاصطناعي يلتزم بالمعايير الثقافية والأخلاقية التي تتبناها دولة الإمارات في قطاع الرعاية الصحية، حيث يعتمد على خلايا مقدّمة من أشخاص بالغين بعد الحصول على موافقتهم، دون استخدام الأجنّة أو الأنسجة الجنينية أو الاستنساخ أو الدمج أو التعديل الجيني. كما تُنفَّذ جميع الاختبارات والتحاليل ضمن منشآت مرخّصة داخل الدولة، مع التركيز بشكل أساسي على تعزيز سلامة الأدوية وفاعليتها، بما يسهم في تقليل الحاجة إلى إجراء التجارب والاختبارات على الحيوانات.