اختتمت النسخة الثانية من أسبوع أبوظبي العالمي للصحة فعالياتها مقدِّمة مفهوماً جديداً للحياة الصحية المديدة، ونهجاً مختلفاً للاستثمار في هذا المجال الحيوي ودعمه. وبالتركيز على الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي والوقاية والطب الشخصي والدقيق والحياة الصحية المديدة، أضاف الحدث إنجازاً آخر لمسيرة أبوظبي نحو صياغة مستقبل الصحة والعافية.
وعُقِدَ أسبوع أبوظبي العالمي للصحة 2025، تحت رعاية سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي. وشهد الحدث حضور 14,290 زائراً، و1,295 مبتعثاً من جهات ومؤسسات دولية و140 جهة مشاركة و271 متحدثاً من 95 بلداً.
وحضر سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان حفل الافتتاح الرسمي، وقام سموّه بجولة في المعرض، ما يؤكِّد التزام أبوظبي بوضع الحياة الصحية المديدة والصحة على رأس قائمة أولويات التنمية الوطنية. وشهد الحدث أيضاً حضور سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، ومعالي الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير دولة.
وقال معالي منصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي: «يجسِّد أسبوع أبوظبي العالمي للصحة ثمرة الرؤية الطموحة في إمارة أبوظبي لإحداث تحوُّل نوعي في القطاع الصحي، ومنصة تجمع المعنيين بالقطاع وتوحِّد إمكاناتهم في إطار هدف مشترك يتمثَّل في التحوُّل من نهج تشخيص المرض والوقاية منه إلى نموذج الحياة الصحية المديدة. ويرسِّخ هذا الحدث التزام الإمارة بتمكين الجميع من التمتُّع بالصحة والعافية، بناءً على علاقات التعاون البنّاءة وأرقى الابتكارات والمعلومات القائمة على البيانات والعمل الإيجابي، انطلاقاً من إيمانها بأنَّ الصحة قضية شاملة تهمُّ دول العالم بأسره».
وانضمَّ لحوارات الحدث نخبة من ممثِّلي القطاع الصحي وصُنّاع سياساته بحضور 11 وزيراً وممثّلاً عن بلدان عالمية، منهم معالي عبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع في دولة الإمارات، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية في دولة الإمارات، ومعالي الدكتورة أناهيت أفانيسيان، وزيرة الصحة في أرمينيا، وسعادة الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن، وزيرة الصحة في مملكة البحرين، ومعالي الأستاذ الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان في جمهورية مصر العربية، ومعالي الدكتور ميخائيل سارجفيلادزي، وزير النازحين داخلياً من الأراضي المحتلة والعمل والصحة والشؤون الاجتماعية في جورجيا، ومعالي أدونيس جورجياديس، وزير الصحة في اليونان، ومعالي الدكتور فراس الهواري، وزير الصحة في المملكة الأردنية الهاشمية، ومعالي براديب بوديل، وزير الصحة والسكان في نيبال، ومعالي الدكتور يونسون جونغ، نائب وزير سياسات الرعاية الصحية في جمهورية كوريا، ومعالي ميخائيل موراشكو، وزير الصحة في روسيا.
وضمَّت قائمة الحضور أيضاً ليما غبوي، الحائزة جائزة نوبل للسلام والناشطة الليبيرية في مجال السلام وحقوق المرأة، وقيادات منظمات دولية مثل التحالف العالمي للقاحات والتحصين، ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في إفريقيا، و13 رئيس مجلس إدارة، و49 مؤسِّساً ومديراً تنفيذياً ومديراً عاماً، و17 رئيساً ونائباً للرئيس، و22 من كبار الأكاديميين، وقادة الأبحاث، والمديرين التنفيذيين المتخصصين.
وشمل برنامج أعمال أسبوع أبوظبي العالمي للصحة إقامة 69 جلسة، وتوقيع 33 اتفاقية استراتيجية بهدف تعزيز النظم الصحية القائمة على البيانات التي تستفيد من الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبُّؤية لرصد الأمراض والوقاية منها وإدارتها بكفاءة، فضلاً عن تعزيز الحياة الصحية المديدة بناءً على الابتكار والطب الدقيق والتدخُّل المبكِّر والرعاية الشخصية، وتأسيس نُظم صحية أكثر مرونة وعدالة، مستدامة وشاملة ومستعدة للمستقبل، إلى جانب استقطاب الاستثمار في علوم الحياة لتوسيع نطاق الابتكار ليغطّي أكثر المجالات احتياجاً له.
وشهد الحدث أيضاً إبرام علاقات شراكة، ما يؤكِّد الدور المتنامي لإمارة أبوظبي كجهة عالمية موثوقة في تطوير القطاع الصحي، ومحفِّزٍ رئيسيٍّ للحلول النوعية التي يمكن تطويرها وتستهدف مستقبل الصحة. وضمَّت اتفاقياتُ الشراكة، التي وُقِّعَت، العديدَ من الأطراف من مختلف الدول والقطاعات، منها M42، وبيورهيلث، وإيليومينا، وجامعة نيويورك أبوظبي، وجامعة خليفة، ومعهد الحياة الصحية في أبوظبي، وجلاكسو سميث كلاين، ومكتب أبوظبي للاستثمار، ومدينة مصدر، والمجلس الاستشاري الإقليمي لجنوب غرب تكساس، وجيلياد ساينسز، وغيرها.
ومن أبرز فعاليات أسبوع أبوظبي العالمي للصحة 2025، الجلسة الحوارية لقادة الصحة التي جمعت مجموعة متميِّزة من المسؤولين الحكوميين الدوليين لصياغة إعلان مبادئ حوكمة الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية ومناقشة التحديات والفرص في إطلاق قدرات الذكاء الاصطناعي. وشهد الحدث إطلاق «مجمَّع الصحة والطب واللياقة لحياة مستدامة»، الذي تقود جهود إنشائه كلٌّ من دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، ومكتب أبوظبي للاستثمار، ودائرة الصحة – أبوظبي، بهدف تعزيز الابتكارات الصحية، واستقطاب الاستثمارات الدولية، وتقديم فوائد مستدامة لسكان العالم.
وأُطلِقَ خلال الحدث «ميثاق الحياة الصحية المديدة والطب الدقيق»، لوضع أساس عالمي متين للوصول إلى الحياة الصحية المديدة. وتمَّ إنشاء مركز إقليمي لتوزيع اللقاحات في أبوظبي عقب مذكرة تفاهم وقَّعتها دائرة الصحة – أبوظبي مع شركة جلاكسو سميث كلاين خلال أسبوع أبوظبي العالمي للصحة 2024.
وشهدت الفعاليات أيضاً تأسيس إطار عمل «التحليل الذكي للصحة السكانية»، أول نظام صحي على مستوى العالم قائم على التعلُّم الحقيقي يمكنه اكتساب المعرفة ذاتياً لمواصلة التنبُّؤ بتحديات الصحة العامة والوقاية منها والاستجابة لها عند حدوثها. وأُطلِقَت خلال الحدث ورقة عمل بالتعاون بين مركز أبوظبي للصحة العامة ومعهد ماكنزي للصحة، التابع لشركة ماكنزي آند كومباني، لتحديد خطة لتحسين صحة الأيض، ومشاركة الحلول القائمة على الأدلة العلمية المستندة إلى تجربة أبوظبي الناجحة. وأُطلِقَ كذلك تقرير شامل بعنوان «علم الجينوم للحياة الصحية المديدة»، يتناول قدرة علم الجينوم الكبيرة على تحسين النتائج السريرية، وتعزيز النمو الاقتصادي، ودعم رؤية أبوظبي الاستراتيجية للطب الدقيق.
وتعكس علاقات التعاون هذه الدور الحيوي لإمارة أبوظبي كجهة عالمية موثوقة لتطوير القطاع الصحي، وتؤكِّد أهمية النهج الطموح في اتخاذ القرارات التي تُسهم في صناعة المستقبل.
وجسَّد أسبوع أبوظبي العالمي للصحة 2025 محطة لإطلاق الابتكارات، حيث قدَّمت منطقة الشركات الناشئة وهاكاثون الصحة الذكية للشركات الناشئة المتخصِّصة في التقنيات الصحية فرصة التفاعل مباشرة مع المستثمرين والمرشدين والمنصات على نطاق واسع. وكرَّمت جائزة الابتكار الإسهامات الرائدة في الصحة والحياة الصحية المديدة، مقدِّمة تمويلاً قدره 200,000 دولار للحلول التي أظهرت قدرتها على مواجهة أكثر تحديات القطاع إلحاحاً.
لمزيدٍ من المعلومات، زوروا: www.adghw.com.