وجه سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، ورئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي بضرورة استمرار الجهود التي تبذلها الهيئة لتعزيز مكانة أبوظبي على خريطة العمل البيئي، ومواصلة القيام بدورها الريادي في مجال الدارسات والأبحاث البيئية، التي تعزز من قدراتها في مجال حماية البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي لتحقيق التنمية المستدامة.
وأشار سمو الشيخ حمدان إلى أن الهيئة، التي تتطلع دائما إلى المســتقبل، لا يوجد حــدود لطموحاتهــا فــي الحفــاظ علــى البيئــة، والتــي بفضلهــا حققــت إنجــازات هامة تركــت أصــداء محلية وإقليمية، ونالت اعتراف من أبرز المؤسسات والمنظمات البيئية الدولية، والتي كان منها اختيار برامج الهيئة لإعادة تأهيل النظم البيئية الساحلية والبحرية في أبوظبي خلال نهاية العام الماضي ضمن قائمة أفضل 10 مبادرات عالمية لاستعادة وتأهيل النظم البيئية من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وقال سموه أن الهيئة تسعى إلى أن تحقق توجهـات وتطلعات الإمارة فـي أن تتصـدر أبوظبـي المشـهد العالمـي، كمدينـة تستشـرف المسـتقبل وتحظـى ببيئـة صحيــة وحيويــة للأجيال القادمــة، وذلك من خلال تنفيذ الخطط والمبادرات التي حددتها في إستراتيجيتها المؤسسية 2021-2025، وفي المئويــة البيئيــة 2071 التي أطلقتها خلال العام الماضي، وتضمنت رؤيــة بيئيــة شــاملة ومرنــة ترســم آفــاق المســتقبل لخمســة عقــود قادمــة، وتوفر نمــوذجاً تنمــوياً متــوازناً يراعــي الطبيعــة، ويحقــق التنميــة الخضــراء، والتقــدم المعرفــي والتكنولوجــي الصديق للبيئة.
جاء ذلك خلال ترؤس سموه لاجتماع مجلس إدارة هيئة البيئة - أبوظبي الذي أقيم بمركز أبوظبي الوطني للمعارض بحضور معالي محمد أحمد البواردي، وزير الدولة لشؤون الدفاع، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة، ومعالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة، ومعالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع، ومعالي فلاح محمد الأحبابي، رئيس دائرة البلديات والنقل، ومعالي اللواء فارس خلف المزروعي القائد العام لشرطة أبوظبي، وسعادة رزان خليفة المبارك، العضو المنتدب للهيئة، وسعادة أحمد صقر السويدي الرئيس التنفيذي لأدنوك البحرية.
كما حضر الاجتماع سعادة أحمد مطر الظاهري، مدير مكتب سمو ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وسعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي.
وتم خلال الاجتماع الاطلاع على أبرز الإنجازات التي حققتها الهيئة خلال عام 2022، حيث أكد سموه أن هذه الإنجازات ما كانت لتتحقق لولا المتابعة الحثيثة، ورؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " ودعمه المتواصل، الذي مكَّن الهيئة من تحقيـق التميــز والريــادة البيئيــة.
استعرض الاجتماع أبرز هذه الإنجازات ومنها إنجازات الهيئة في مجال حماية التنوع البيولوجي، حيث أصدرت الهيئة أكثر من 2700 رخصة صيد بالصقور خلال الموسم الحالي، بعد أن تم تفعيل الخدمة الفورية لإصدار تراخيص الصيد التقليدي (الصيد بالصقور) وذلك عبر منظومة خدمات أبوظبي الحكومية الموحدة "تم".
كما تم تسليط الضوء على الأنواع البحرية والبرية الجديدة التي اكتشفتها الهيئة خلال العام الماضي، وتضمنت أول اكتشاف لنوع جديد من أسماك اللخم على مستوى العالم خلال مسح المخزون السمكي، كما تم تسجيل (4) أنواع جديدة لأول مرة على مستوى العالم في عدة محميات طبيعية تابعة لإمارة أبوظبي، شملت نوعان من ذباب النحل الصغير وهما (Leylaiya citrina) من محمية البدعة، محمية الوثبة للأراضي الرطبة ومحمية برقا الصقور، و(Leylaiya medioccipitalis) من محمية البدعة ومحمية الطوي. كذلك تم اكتشاف نوعان من الدبابير الصغيرة وهما (Epoligosita arabica) في محمية الحبارى و(Ufens curvipenis) في محمية الوثبة للأراضي الرطبة.
تناول الاجتماع كذلك النجاح الذي حققته الهيئة في استزراع أكثر من 4000 محارة خلال العام الماضي ضمن مزرعة تجريبية تم تأسيسها لإنتاج محار لؤلؤ المياه العذبة في الفاية في إطار مشروع يستهدف استزراع 10,000 محارة بحلول عام 2024، مما سيعزز من الدراسات والأبحاث في مجال استزراع هذا النوع من المحار. كما سجلت الهيئة بنهاية عام 2022 زيادة ملحوظة في إنزال في أنواع الأسماك الرئيسية في الإمارة مقارنة بعام 2022 وذلك بفضل القرارات والإجراءات المتعلقة بصيد الأسماك التي اتخذتها الهيئة لحماية المخزون السمكي.
كذلك تم الاطلاع على جهود الهيئة في إنتاج شتلات لأنواع من النباتات المحلية ضمن مشتل النباتات المحلية في منطقة الظفرة، فضلا عن ترقيم 3500 شجرة غاف وسمر لأول مرة في إمارة أبوظبي، وذلك استمراراً لبرنامج ترقيم الأشجار المحلية الذي أطلقته الهيئة خلال عام 2021.
وأطلع أعضاء المجلس على إدوار ومهام سفينة الأبحاث، التي تعتبر مركز أبحاث بحري متنقل لإجراء الدراسات العلمية وتعزيز فهم الموائل البحرية والمؤشرات الرئيسية للأحياء المائية بما يشمل السلاحف وأبقار البحر إلى جانب دعم مصايد الأسماك ومراقبة المخزون السمكي.
كذلك تم تسليط الضوء على أول رحلة بحث استكشافية للغلاف الجوي التي نفذتها الهيئة على متن سفينة الأبحاث البحرية التي طورتها الهيئة، وتم تزويدها بمعدات مراقبة متطورة تم تركيبها وتشغيلها بواسطة باحثين من مركز أبحاث المناخ والغلاف الجوي التابع لمعهد قبرص، ومعهد ماكس بلانك للكيمياء. والرحلة الاستكشافية، التي تعتبر الأولى من نوعها في العالم، حيث غطت ثلاث قارات وثمانية مسطحات مائية رئيسية، وشارك فيها 30 باحثاً أجروا بحوث عن جودة الهواء والمناخ والتلوث البلاستيكي.
كما استعرض مجلس الإدارة الإنجازات في مجال الجودة البيئية، حيث أصدرت الهيئة 1536رخصة بيئية لـعدد 841 منشأة صناعية و282 تجارية و 413 مشرع تطويري، وتم إجراء مراجعة 250 دراسة بيئية. كما أجرى فريق التفتيش بالهيئة 1056 زيارة تفتيشية للقطاع الصناعي والتطويري والتجاري، حيث بلغت نسبة الامتثال البيئي 97 %. كما نجحت الهيئة في تقليص الفترة الزمنية لعملية التفتيش بنسبة 80% وذلك بفضل نظام التفتيش الإلكتروني الجديد "التزام". وقد تم تسجيل 875 مخالفة بيئية تم تصحيحها ضمن القطاع الصناعي والتطويري والتجاري. كما تم ولأول مرة استكشاف خصائص مياه الآبار الجوفية العميقة (700-1000متر) للتعرف على إمكانية استخدامها على النحو الأمثل.
كما تم الاطلاع على مستجدات سير عمل السياسات والتشريعات البيئية وفق الخطة المعتمدة التي وضعتها الهيئة، بالإضافة إلى مستجدات ملف التغير المناخي، ودور الهيئة في دعم جهود أبوظبي محلياً واتحادياً ودولياً لمواجهة تغير المناخ، وتم تسليط الضوء على سياسة التغير المناخي في إمارة أبوظبي، التي أعدتها الهيئة، والتي تم استخدامها كمدخل لإعداد استراتيجية للتغير المناخي على مستوى إمارة أبوظبي. كما تم عرض مشاركة الهيئة في اجتماعات اللجنة الوطنية لإعداد الاستراتيجية الوطنية للحياد المناخي 2050، ومشاركتها ضمن وفد الدولة في المفاوضات والفعاليات الجانبية بمؤتمر الأطراف 27 الذي أقيم في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية خلال شهر نوفمبر الماضي.
وفي مجال التوعية البيئية تم التركيز على تطبيق "بادر" المبتكر لتعزيز ممارسات الحفاظ على البيئة، الذي أطلقته الهيئة خلال عام 2022 كتطبيق مجاني صديق للبيئة صُمّم لتغيير السلوكيات البيئية لسكان أبوظبي من مواطنين ومقيمين، وتحفيزهم ليكونوا قادة مسيرة التحول الإيجابي. وخلال النصف الأول من العام الماضي استخدم التطبيق 1816 مشاركاً. كما شارك 697 فرد في برامج التطوع البيئي التي تنفذها الهيئة، بالإضافة إلى أكثر من 800 مشاركاً بحملات التنظيف التي تساهم في تعزيز علم المواطنة، وتم تنفيذها في النصف الثاني من عام 2022. بالإضافة إلى عقد 65 جلسة لتوعية المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة بمشاركة 5677 شخصاً.
كما تم استعراض أبرز الإنجازات التي حققتها الحملة المجتمعية "معاً نجو الصفر" التي أطلقتها الهيئة خلال العام الماضي لتحقيق هدفها الطموح الطويل الأجل المتمثل في تحقيق صفر نفايات من المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة، وصفر انبعاثات كربونية، دون ترك أي أثر يذكر على التنوع البيولوجي والذي يعتبر أحد المكونات الرئيسية لسياسة المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة. وشملت الحملة تنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات والإعلانات الخارجية لحث مختلف فئات المجتمع على التحول نحو استخدام بدائل مستدامة وصديقة للبيئة.
وأطلع الاجتماع على الجوائز التي حصلت عليها الهيئة خلال عام 2022 وتضمنت جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر، حيث فازت الهيئة بالمركز الأول ضمن فئة المشاريع الإنتاجية التنموية. كما حصلت الهيئة على المركز الثاني في جائزة تطبيق المعيار الوطني لنظام إدارة استمرارية الأعمال على مستوى الجهات الحكومية في إمارة أبوظبي. كما فازت الهيئة بالجائزة الذهبية ضمن جوائز الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الرقمية 2021: الميزانية الصغيرة "فئة أفضل استخدام لوسائل التواصل الاجتماعي"، فضلا عن شهادة الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة ((LEED، واختيار مشروع نثر بذور القرم كواحد من أهم 12 ابتكار في مجال الكربون الأزرق من قِبل المنتدى الاقتصادي العالمي. كما فازت الهيئة بجائزة اختيار الجودة من الجمعية الأوروبية لأبحاث الجودة بإسبانيا، وجائزة الشرق الأوسط لتميّز الحكومة والمدن الذكية - فئة إدارة المعرفة.
وتم استعراض جهود مستشفى أبوظبي للصقور، الذي استمر في تقديم خدماته المتميزة وتحقيق العديد من الإنجازات الكبيرة، ووصل عدد الصقور التي تمت معالجتها خلال العام الماضي إلى 7,272صقر، وعدد الحيوانات الأليفة التي تمت معالجتها وصل إلى 10,780 حيوان، في حين بلغ عدد الفحوصات المخبرية 78,393 فحص. كما بلغ عدد السياح 6,558 سائح ضمن برنامج المستشفى للسياحة البيئية الحائز على العديد من الجوائز العالمية.
وأثنى سموه على النتائج التي تحققت في 50 مؤشراً من مؤشرات الأداء الرئيسية السنوية لعام 2022، والتي ركزت على القطاعات البيئية المختلفة بما فيها النفايات، وجودة المياه البحرية، وجودة الهواء، وجودة التربة، والتنوع البيولوجي والمياه الجوفية.
كما استعرض الاجتماع التقرير المالي للهيئة لعام 2022 بالإضافة إلى أداء المشاريع الرأسمالية التي تنفذها الهيئة، وتشمل إنشاء مركز المصادر الوراثية النباتية، وإنشاء مركز حفظ البذور بمنطقة الظفرة، وتصميم المقر الرئيسي للهيئة ومركز الأبحاث البيئية، وتأسيس مركز الإدارة البيئية في ميناء المرفأ والسلع، واستبدال أسيجة المحميات البرية التابعة لهيئة البيئة، وإنشاء أقفاص بحرية للاستزراع السمكي حول جزيرة دلما والسلع، وإنشاء مراكز حماية البيئة البرية والمرحلة الثانية من مشروع إنشاء مرافق جديدة لجمع الحيوانات في محمية الدليكة.