نجح برنامج هيئة البيئة – أبوظبي لإعادة توطين المها أبو حراب في جمهورية تشاد في تحسين حالة حفظ هذا النوع، فعادت المها أبو حراب إلى البرية، وأُعيد تصنيفها إلى «مهدَّدة بالانقراض» على مقياس حالة الحفظ لفئات القائمة الحمراء للأنواع المهدَّدة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، بعد أن كانت مصنَّفةً «منقرضة في البرية».

وتعدُّ إعادة تصنيف المها أبو حراب شهادة على التأثير الإيجابي لبرنامج إعادة توطين الثدييات الأكثر طموحاً في العالم، والذي أُسِّسَ بتوجيهات سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثِّل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي، واستلهاماً من الإرث البيئي للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسِّس الدولة، طيَّب الله ثراه.

وتحقَّقت قصة النجاح هذه أيضاً بفضل التعاون بين هيئة البيئة – أبوظبي، ووزارة البيئة والثروة السمكية والتنمية المستدامة التي تمثِّل حكومة جمهورية تشاد، ومنظمة صحارى كونزرفيشن، ومعهد سميثسونيان الوطني لحديقة الحيوان وبيولوجيا الحفاظ على الكائنات الحية، وجمعية علوم الحيوان في لندن، والجمعية الملكية لعلوم الحيوان في اسكتلندا، وحديقة حيوان سانت لويس، ومركز الحياة البرية الأحفوري.

ومنذ انطلاق برنامج إعادة توطين الثدييات عام 2014، سعى البرنامج إلى إنشاء قطيع صحي ومستدام ذاتياً من المها أبو حراب في منطقة محمية طبيعية ضمن محمية وادي ريم – وادي أخيم في جمهورية تشاد.

وتمكَّنت هيئة البيئة - أبوظبي منذ عام 2016، من نقل 285 رأساً من المها أبو حراب إلى البرية في جمهورية تشاد، ثمَّ تكاثر القطيع في البرية ليصل عدده إلى أكثر من 600 رأس في عام 2023، وهذا يتجاوز الهدف الأساسي للبرنامج المحدَّد بـ 500 رأس. وعلى الرغم من التحسُّن في حالة التهديد لهذا النوع، فإنه ما زال بحاجة إلى بذل جهود متواصلة لضمان بقائه على المدى الطويل في البرية.

ويعدُّ المها أبو حراب من الأنواع الرئيسية لنظام بيئي متكامل من الحياة البرية والنباتات والموائل الصحراوية. وأسهمت عملية إعادة توطينها وحماية بيئتها بشكل غير مباشر في تحقيق العديد من الفوائد للأنواع الأخرى، مثل الغزلان والحيوانات المفترسة والحبارى والنسور.

وأسَّست الهيئة منشأة حديثة لإكثار الحيوانات المهدَّدة بالانقراض في مركز دليكة، للحفاظ على الحياة البرية في إمارة أبوظبي. وخلال الأعوام الماضية أسَّست الهيئة ورعت «القطيع العالمي» من المها أبو حراب المتنوّع وراثياً، والذي أصبح النواة الأساسية لبرنامج إعادة التوطين في جمهورية تشاد.

وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: «نفخر كثيراً بالإنجاز الذي حقَّقناه بعد أعوام من العمل الشاق، بتحسين تصنيف حالة المها أبو حراب من (منقرضة في البرية) إلى (مهدَّدة بالانقراض) في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة. لم نكن لنتمكَّن من تحقيق هذا الهدف لولا دعم والتزام قيادتنا الرشيدة التي تستوحي إلهامها من المغفور له الشيخ زايد، طيَّب الله ثراه».

وأضافت سعادتها: «إنَّ إعادة توطين الأنواع مسعى طويل الأمد، ويتطلَّب التزاماً مستمراً ومعرفة ومهارات متخصِّصة وتعاوناً فاعلاً وتمويلاً ضخماً، وكان كلُّ ذلك جزءاً من برنامج إعادة توطين المها أبو حراب، وأثمر هذا النجاح الباهر. ونحن فخورون بقيادة هذه المبادرة الاستثنائية للحفاظ على الأنواع، بالتعاون مع وزارة البيئة والثروة السمكية والتنمية المستدامة، ومنظمة صحارى كونزرفيشن، ومعهد سميثسونيان الوطني لحديقة الحيوان وبيولوجيا الحفاظ على الكائنات الحية، وجمعية علوم الحيوان في لندن، والجمعية الملكية لعلوم الحيوان في اسكتلندا، وحديقة حيوان سانت لويس، ومركز الحياة البرية الأحفوري وديوان ولي العهد».

وأكدت سعادتها «أنَّ هذه المبادرة أحيت الأمل في إعادة توطين الأنواع، وجذبت الاهتمام على المستوى العالمي. ويعدُّ تخفيض درجة التهديد للمها أبو حراب في القائمة الحمراء خطوة كبيرة إلى الأمام في جهودنا لتحسين حالة الحفظ، وفرصة البقاء على المدى الطويل للأنواع الأخرى المهدَّدة بالانقراض، مثل المها أبو عدس وغزال الداما. وتظهر الأبحاث أنَّ معدل البقاء الإجمالي يزيد على 85% في البرية».

ولفتت سعادتها إلى أنَّ أحد العناصر التي أسهمت في نجاح المبادرة الخبرة التي اكتسبتها الهيئة من برنامجها الناجح لإعادة توطين المها العربي في أبوظبي. وقالت: «لقد منحَنا نجاحنا في دولة الإمارات فرصة الانطلاق إلى العالم».

وأوضحت: «أنَّ إدراج المها أبو حراب في درجة التصنيف الحالية يعدُّ علامة بارزة لجهودنا في مجال المحافظة على الأنواع، لكنه ليس نهاية جهودنا المشتركة. ونأمل أن يلهم نجاح هذا البرنامج الشركاء الآخرين في مواصلة دعم إعادة توطين المها أبو حراب، خاصَّة أنَّ المشروع أفاد المجتمع أيضاً من خلال بناء القدرات، ورفع الوعي وتوظيف السكان المحليين».

وقال محمد عبد الكريم حنو، وزير البيئة والثروة السمكية والتنمية المستدامة في جمهورية تشاد: «إنها لحظة تاريخية للمها أبو حراب ولمحمية وادي ريم – وادي أخيم في جمهورية تشاد، فبعد أكثر من ثلاثة عقود من الانقراض، تعد عودة المها دليلاً على التزام جمهورية تشاد بالحفاظ على التنوع البيولوجي. إنها مسؤوليتنا المشتركة لضمان حماية جميع أنواع الحياة البرية وموطنها، لاستعادة الأنواع مثل المها أبو حراب إلى مكانها. إن حماية البيئة والحياة البرية هي مصدر اهتمام وأولوية لنا جميعاً».

وقال تيم وودفاين، الرئيس التنفيذي لمنظمة صحارى كونزرفيشن: «في هذا الوقت الحرج لكوكبنا، يعدُّ إدراج المها أبو حراب في القائمة شهادة على التعاون وتطلُّعات جميع المعنيين لإعادة توطين الأنواع على نطاق واسع. يمثِّل حذف المها أبو حراب من القائمة علامة فارقة في أحد أكثر برامج الحفاظ على الأنواع طموحاً، ويسهم في ترسيخ منطقة الصحراء الكبرى ومنطقة الساحل على خريطة الحفاظ على الأنواع العالمية. وتعدُّ هذه المبادرة مثالاً مشرقاً لما يمكن تحقيقه لإنقاذ الحياة البرية المعرَّضة للخطر في إفريقيا إذا تضافرت جهودنا في الحفاظ على الأنواع».

وأضاف: «بفضل رؤية هيئة البيئة – أبوظبي وقيادتها، والتعاون الفاعل، يمكن وقف انقراض الأنواع. ويمهِّد النجاحُ الذي حقَّقناه في إعادة توطين المها أبو حراب الطريقَ لإعادة توطين الأنواع الأخرى المهدَّدة بالانقراض، مثل المها أبو عدس وغزال الداما، والتي تستفيد من جهود الحفاظ على الأنواع في جمهورية تشاد. تذكِّرنا هذه النتيجة الرائعة بأنَّ الجهود يجب أن تستمر لضمان بقاء الأنواع التي ما زالت مهدَّدة بالانقراض على المدى الطويل، ما يؤكِّد للشركاء والجهات المانحة أننا نسير على الطريق الصحيح.

وقال أندرو تيري، مدير المحافظة والسياسات في جمعية علوم الحيوان في لندن: «الأنواع المصنفة على أنها منقرضة في البرية أصبحت مهددة إلى درجة أن البعض يطلق عليها قضايا خاسرة. لكن هذا الإنجاز شهادة على إمكانية النجاح. واستناداً إلى أساس كبير من المعرفة والخبرة، ومن خلال رؤية ودعم هيئة البيئة - أبوظبي، لم يكتفي هذا التعاون في إعادة ذلك النوع من حافة الانقراض فحسب، بل أسس أيضاً مستقبلاً قابلاً للحياة للعديد من الأنواع الأخرى. ودعم البرنامج أيضاً حماية الموائل المحلية، وتدريب المراقبين والمجتمع المحلي. وأسهم في الحفاظ على البيئة ويجب الاستمرار في تعزيز هذه الجهود وتوسيع نطاقها».

وقال براندي سميث، مدير ومعهد سميثسونيان الوطني لحديقة الحيوان وبيولوجيا الحفاظ على الكائنات الحية التابع لمؤسسة جون وأدريان مارس: «إنَّ تحسين تصنيف المها أبو حراب يمثل فصلاً جديداً مثيراً للاهتمام في قصة هذا النوع. يؤكد هذا الإنجاز أنه عندما يتعاون الشركاء والمنظمات المعنية العالمية معاً، نحقق النجاح في الحفاظ على الأنواع. ونحن نتطلع إلى مواصلة شراكاتنا لحماية المها أبو حراب وغيرها من الأنواع المهددة بالانقراض في جميع أنحاء منطقة الساحل».