فازت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي بجائزة المملكة العربية السعودية للإدارة البيئية في العالم الإسلامي عن فئة جائزة المرأة الرائدة في مؤسَّسات القطاع الخاص أو الحكومي في العمل البيئي، لدورها الريادي وإسهاماتها الفاعلة في دعم جهود حكومة أبوظبي في مجال حماية البيئة وتحقيق أهداف الحياد المناخي، وتعزيز المكانة العالمية للإمارة في مجال المحافظة على الأنواع وتحقيق الحياد المناخي.

تسلمت درع الجائزة نيابة عن سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، هدى المزروعي، رئيس قسم العلاقات الخارجية في هيئة البيئة – أبوظبي، يوم 19 أكتوبر 2023، خلال حفل توزيع الجوائز الذي نظمته منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية، والذي أقيم خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التاسع لوزراء البيئة في العالم الإسلامي في جدة، في المملكة العربية السعودية.

أسهمت سعادة الظاهري في طرح مبادرات وحلول مبتكرة لحماية البيئة والحفاظ على الأنواع ومواجهة مخاطر التغيُّر المناخي، وأشرفت على تنفيذ العديد من البرامج المتعلِّقة بسياسات التنوُّع البيولوجي، والرصد والمراقبة، والمناطق المحمية والغابات، والأنواع المهدَّدة ومصائد الأسماك، وشمل ذلك برامج إعادة توطين الأنواع على المستوى الوطني والعالمي، وتطوير عدد من المبادرات والتشريعات للمحافظة على المياه الجوفية وتحسين جودة الهواء وجودة المياه البحرية والتربة في إمارة أبوظبي، ودعم الاستثمار والابتكار في المجال البيئي، والإسهام في تخفيف آثار التغيُّر المناخي، ووضع خطة للوصول للحياد المناخي بحلول عام 2050، ويشمل ذلك تنفيذ مشروع الكربون الأزرق الوطني، وتطوير حلول مبتكرة لزراعة أشجار القرم.

وأسهمت سعادتها أيضاً في تنفيذ مبادرات تهدف إلى تغيير سلوك المجتمع نحو ممارسات أكثر استدامة من خلال الحد من استخدامات المواد البلاستيكية المستخدمة مرَّةً واحدةً، بإطلاق سياسة المواد البلاستيكية المستخدمة مرَّةً واحدةً للوصول إلى صفر نفايات منها، ما يعزِّز الدور البيئي العالمي لدولة الإمارات وإمارة أبوظبي.

وعبَّرت سعادة الدكتورة شيخة الظاهري عن اعتزازها بالفوز بهذه الجائزة، قائلة: «يعدُّ هذا التكريم شهادة لإبراز الدور الريادي لجهود القيادة الرشيدة ودعمها في المحافظة على بيئة صحية ومستدامة، وتُلهمنا هذه الجائزة أن نعمل على تحقيق أهداف وطموحات أكبر لنحقق إنجازات غير مسبوقة على الصعيدين الوطني والعالمي». وأضافت سعادتها: «إن الحصول على هذه الجائزة يأتي تنفيذاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أعلن عام 2023 عاماً للاستدامة، ليكون هذا العام تتويجاً لمسيرة الدولة الزاخرة في مجال الاستدامة والحفاظ على البيئة، ونقطة الانطلاق إلى آفاق أرحب من التقدم والازدهار في مجال حماية البيئة ومواردها الطبيعية، لضمان مستقبل أفضل وأكثر استدامة للأجيال المقبلة».

وقالت إنَّها ما كانت لتحصل على هذه الجائزة لولا الدعم غير المحدود من القيادة الرشيدة، والذي مكَّنها من القيام بهذا الدور القيادي في مجال حماية البيئة، وتجسيد شغفها الشديد في العمل للمحافظة على الأنواع داخل دولة الإمارات وخارجها، حتى وصلت إلى منصب الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي، تحت قيادة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثِّل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس مجلس إدارة الهيئة، الذي كانت رؤيته وتوجيهاته ومتابعته المستمرة أهم عوامل النجاح التي قادتها إلى الفوز بهذه الجائزة.

وتُمنَح الجائزة التي فازت بها الدكتورة شيخة الظاهري، لتميُّز الأداء في مجال العمل البيئي، وتعميم الممارسات البيئية الناجحة في المؤسَّسات، إضافة إلى عمل المرأة وأنشطتها في حماية البيئة وإدارتها للقطاع البيئي بمختلف أشكاله في البحث العلمي والتربية البيئية في المجتمع والعمل الميداني للجمعيات الأهلية ومؤسسات القطاع الخاص أو الحكومي.

وتشجِّع الجائزة على المبادرة والرّيادة في مجال البيئة، وتمثِّل إطاراً تحفيزياً لتعزيز الاهتمام بالعمل البيئي المشترك في العالم الإسلامي، ودعم انفتاحه على التجارب العالمية في مجال البيئة وحمايتها، وفقاً للمنظور الإسلامي القائم على مفهوم الاستخلاف الرشيد والإعمار المستدام للأرض، ما ينسجم مع عناية المجتمع الدولي المعاصر بقضايا التنمية المستدامة. وتُعبِّر الجائزة أيضاً عن تقديرٍ علميٍّ وموضوعيٍّ لجهود الأفراد والمؤسَّسات المعنية بإدارة الموارد الطبيعية، لتحقيق الأمن البيئي الإنساني، ورعاية حقوق الأجيال الحاضرة والمقبلة على السواء في بيئة نظيفة وسليمة.

يشمل نطاق الجائزة كلَّ نشاط علمي أو عملي يصدر عن مختلف الفاعلين في مجال الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، مع التركيز على البعد العملي الميداني للنشاط المقترَح للجائزة في الحفاظ على التنوُّع البيئي وتوازناته، وتحقيق التنمية البشرية مع تحقيق عدد من الأهداف، التي تشمل ترسيخ المفهوم الواسع للبيئة والتنمية المستدامة في العالم الإسلامي، بحسن استغلال الموارد الطبيعية وتنميتها والحفاظ عليها من الاستنزاف أو التلوُّث أو الانقراض، وتأصيل مبادئ الحوكمة البيئية وأساليبها السليمة في مؤسَّسات القطاعات التنموية العامة والخاصة والأهلية في العالم الإسلامي. وتتضمَّن الأهداف أيضاً تشجيع الدول الإسلامية على المحافظة على البيئة وإدارة التوازن بين المحافظة على البيئة ومواصلة التنمية، وتعزيز الانفتاح والتفاعل العلمي والقانوني المطلوبين على المستوى العالمي في تناول قضايا البيئة والتنمية المستدامة وتنفيذها في واقع العالم الإسلامي.

وللجائزة أربعة فروع تشمل فرع أفضل البحوث والإنجازات والممارسات، وفرع جمعيات النفع العام والجمعيات الأهلية، وفرع الأنشطة الريادية للمرأة في العمل البيئي، وفرع جائزة التميُّز للمدينة الخضراء الإسلامية.

يُشار إلى أنَّ الدكتورة شيخة تتمتَّع بمعرفة مهنية متعمِّقة، فهي أول إماراتية تحمل درجة الدكتوراه في حماية الحياة الفطرية في دولة الإمارات العربية المتحدة من جامعة أبردين في بريطانيا، وتحمل أيضاً ماجستير علوم البيئة من جامعة الإمارات، وماجستير في الصون البيولوجي من جامعة كنت ببريطانيا، وبكالوريوس الأنواع البيئية من جامعة الإمارات.

التحقت الظاهري بالعمل في الهيئة عام 2000 في وظيفة مساعد باحث بقطاع التنوُّع البيولوجي البري والبحري، وتدرَّجت في السُّلَّم الوظيفي لتتولّى في عام 2012 منصب المدير التنفيذي للقطاع. ومنذ عام 2018 تتولّى منصب الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي. وحصلت على وسام رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي للأداء الحكومي المتميّز في عام 2015. وهي عضو نشط وفاعل في العديد من المنظمات الدولية، ففي عام 2021 أُعيد انتخابها للمرة الثانية على التوالي لمنصب مستشار إقليمي للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة لمنطقة غرب آسيا، وهي عضو في المجلس الاستشاري للأمم المتحدة لاستعادة النظام الإيكولوجي.

للمزيد من المعلومات عن جائزة المملكة العربية السعودية للإدارة البيئية في العالم الإسلامي، يرجي زيارة www.ksaaem.org.