أبرمت هيئة البيئة – أبوظبي مذكرة تفاهم مع مؤسسة «إينبيكس–جودكو» اليابانية لإطلاق مبادرة بحثية مشتركة تهدف إلى إجراء دراسات ريادية مبتكَرة باستخدام أحدث التقنيات عن أشجار القرم في الإمارة، في إطار استراتيجية أبوظبي للتغيُّر المناخي، وبرنامج الشراكة لمبادرة القرم – أبوظبي.

ووقَّعت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي، وهيروشي فوجي، مدير مؤسسة «إينبيكس–جودكو»، مذكرة التفاهم لإرساء إطار عمل لدراسة قدرات أنظمة أشجار القرم في أبوظبي على تخزين الكربون، وقياس معدلات عزله على سطح الأرض وضمن التربة، مع التركيز على المقارنة بين المواقع الطبيعية والمزروعة. في خطوة محورية لدعم الجهود العالمية الرامية إلى الحدِّ من الانبعاثات الكربونية.

وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: «تُعَدُّ أشجار القرم حليفاً رئيسياً في مواجهة تحديات تغيُّر المناخ، لما توفِّره من حماية طبيعية فريدة للسواحل وقدرة استثنائية على عزل الكربون. وتجسِّد هذه الشراكة قوة التعاون الدولي في تطوير البحوث البيئية المتقدِّمة. وانطلاقاً من رؤيتنا المشتركة، نعمل على دمج الابتكار بالمعرفة العلمية لحماية هذه النظم البيئية المهمة، وتعزيز التزام أبوظبي بالاستدامة، والإسهام في رسم مسار نحو مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة».

ويعكس هذا التعاون الالتزام المشترك لهيئة البيئة – أبوظبي ومؤسسة «إينبيكس–جودكو» لتعزيز الحفاظ على البيئة، والتصدي لتغير المناخ عبر الأبحاث وأحدث الابتكارات التقنية، حيث تُعَدُّ هذه النُّظم البيئية ركيزة أساسية في الحفاظ على التنوُّع البيولوجي، وتعزيز مرونة السواحل، والحد من آثار تغيُّر المناخ. ويمثِّل التوسُّع في دراستها إضافة نوعية للجهود العالمية الرامية إلى مواجهة تغيُّر المناخ، من خلال تعزيز الحلول المستندة إلى الطبيعة. ويجسِّد التعاون أيضاً التزام الهيئة المستمر بتعزيز المساهمات الاجتماعية والبيئية في الدولة، وتعزيز مهمتها في توطيد العلاقات، وبناء جسور التفاهم المتبادل بين اليابان ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وقال هيروشي فوجي: «يشرِّفنا أن نتعاون مع هيئة البيئة – أبوظبي في استكشاف إمكانات أشجار القرم كأحد أهم الأصول البيئية في دولة الإمارات العربية المتحدة لاحتجاز الكربون. نحن في المؤسسة ملتزمون بالحفاظ على البيئة، ويأتي هذا البحث انسجاماً مع رسالتنا في التصدي لتغيُّر المناخ بالشراكة مع دولة الإمارات. ومن خلال هذا التعاون، نسعى إلى تقديم فوائد مناخية جديدة لصون وتعزيز هذه الموائل الحيوية. إنَّ شراكتنا مع الهيئة تُجسِّد وحدة الرؤى نحو مستقبل أكثر استدامة، وتفتح آفاقاً أوسع لتطوير العلوم البيئية، وتوسيع نطاق الأنشطة البيئية المشتركة».

تُعَدُّ هذه المبادرة البحثية امتداداً لجهود هيئة البيئة – أبوظبي في حماية ودراسة النُّظم البيئية الطبيعية، وتبنّي أفضل الممارسات العالمية في الإدارة البيئية. كما تجسِّد التزام الإمارة بالاستدامة وتوافقها مع الأهداف المناخية الدولية.

تُعَدُّ مبادرة القرم – أبوظبي البرنامج الشامل الذي يضمُّ جميع مشاريع البحث واستعادة النظم البيئية لأشجار القرم والكربون الأزرق في الإمارة، وتهدف إلى تعزيز جهود الاستعادة العلمية استناداً إلى ستة مبادئ رئيسية هي: التعليم، المشاركة، البحث، الحماية، الشراكة، والابتكار. وقد أُعلِنَ عن المبادرة في فبراير 2022، خلال اللقاء الذي جمع صاحب السموّ الملكي الأمير وليام بسموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، في منتزه قرم الجبيل.

وفي إطار تحقيق أهدافها، أطلقت المبادرة برنامج شراكة مفتوحاً يدعو الجهات الحكومية وغير الحكومية للانضمام وتبنّي المبادئ الأساسية في مجالات الحفاظ على البيئة، والتعليم، والاستعادة. وعلى المستوى المحلي، تعمل المبادرة مع الشركات والمؤسسات الحكومية والمجتمعية لتسليط الضوء على الدور الحيوي لهذه المواطن الطبيعية كحلول قائمة على الطبيعة، فضلاً عن توجيه جميع مشاريع استعادة أشجار القرم، وضمان تنفيذها وفق أفضل الممارسات العلمية لتحقيق الاستعادة المبنية على الأدلة. وقد نجحت المبادرة حتى الآن في استقطاب 15 شريكاً محلياً، وثمانية شركاء دوليين يجمعهم هدف واحد يتمثَّل في حماية هذه النُّظم البيئية الفريدة، وضمان استدامتها.