أعلنت هيئة البيئة - أبوظبي عن إكمالها بنجاح تقييم الأنظمة البيئية البرية والبحرية لإمارة أبوظبي، في إطار إعداد قائمة أبوظبي الحمراء للنظم البيئية، التي تعدُّ جزءاً من مشروعها المتكامل لتقييم البيئات البرية والبحرية في الإمارة، والذي يعدُّ أول تقييم من نوعه على مستوى المنطقة.

وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي: «تُعدُّ قائمة أبوظبي الحمراء للنظم البيئية، إلى جانب كونها الأولى في المنطقة، نموذجاً مثالياً للتعاون مع شركائنا من المنظمات البيئية العالمية في تطوير وتعزيز الجهود التي يبذلها الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) وزيادة المعرفة حول الوضع الحالي والتهديدات التي تتعرَّض لها الأنواع».

وأضافت: «تعمل قائمة أبوظبي الحمراء للنظم البيئية على تعزيز جهود الهيئة لحماية الموائل والأنظمة البيئية المهدّدة بشكل فعّال في الإمارة، من خلال تضمين النظم البيئية المهددة ذات الأولوية في خططنا لتوسيع شبكة المحميات الطبيعية التي تديرها الهيئة. مشيرة إلى أنَّ هذه القائمة تعزِّز أيضاً من الجهود التي تبذلها الهيئة للتخفيف والتكيُّف مع تأثيرات تغيُّر المناخ، خاصة أنَّ دولة الإمارات تستعد لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغيُّر المناخ (كوب 28) في وقت لاحق من هذا العام».

وأشارت إلى أهمية القائمة التي ستساعد على التطوير المستدام للتخطيط الحضري واستخدام الأراضي ومشاريع البنية التحتية، الأمر الذي يسهم في دعم الجهود التي تبذلها الإمارة لتحقيق النمو دون المساس بالبيئة والمحافظة على مواردها الطبيعية ونظمها البيئية.

وقالت الدكتورة الظاهري: «سيتم نشر قائمة أبوظبي الحمراء للنظم البيئية، بوصفها وثيقة من وثائق الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، والتي تُوزَّع في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي يسهم في تسليط الضوء على جهود أبوظبي في تطبيق عمليات ذات معايير دولية على المستوى المحلي لحماية تنوُّعها البيولوجي».

ويعدُّ الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) أقدم وأكبر شبكة بيئية عالمية، ويضمُّ أعضاء ومتطوِّعين من 185 دولة. وتركِّز لجانه الست على قيادة التغيير من خلال التعليم والتواصل، إضافة إلى التعلُّم وتطوير المعرفة حول الوضع والتهديدات التي تتعرَّض لها الأنواع. وتعدُّ هيئة البيئة – أبوظبي أحد الشركاء الاستراتيجيين للاتحاد، وفي 2013 أصبحت الهيئة عضواً رسمياً بالاتحاد. في حين انضمت وزارة التغيُّر المناخي والبيئة في عام 2020 لعضوية الاتحاد ممثّلة عن دولة الإمارات.

وشمل التقييم 16 نظاماً بيئياً برياً وبحرياً، صُنِّف 12 نظاماً بيئياً بـ «مهددة»، في حين قُيِّم نظامان على أنهما «معرضان للخطر بشكل كبير»، وخمسة أنظمة «مهددة بالانقراض»، وخمسة أنظمة أخرى بأنها «معرضة للخطر». وكشف التقييم بأن الوقت الحالي لا يوجد فيه دليل على أيِّ تدهور لنظام بيئي داخل الإمارة.

وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوُّع البيولوجي البري والبحري بهيئة البيئة - أبوظبي: «تتعرَّض الأنواع والأنظمة البيئية المتنوعة في أبوظبي للعديد من التهديدات، بما في ذلك الأنشطة البشرية والتلوُّث وتغيُّر المناخ. وتشكِّل قائمة أبوظبي الحمراء للنظم البيئية فهماً حول المخاطر التي تواجه كلَّ نظام بيئي، ما يمكِّن الهيئة من إنشاء شبكة مستهدفة من المناطق المحمية بشكل فعّال. ولا تعدُّ القائمة الأولى في المنطقة فحسب، بل هي الأولى من نوعها أيضاً التي تشمل النظم البيئية الصحراوية، وتطبِّق معايير التقييم على النظم البيئية من صنع الإنسان».

وأضاف: «قائمة أبوظبي الحمراء للنظم البيئية كانت تجربة تعليمية مهمة لفريق هيئة البيئة - أبوظبي، وخاصة ما تضمَّن ذلك من العمل مع خبراء من الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، و(بروفيتا) في تطوير نماذج تصورية لعمل النظام البيئي وتحديد التهديدات. كما ساعدت قائمة أبوظبي الحمراء للنظم البيئية على تحديد الفجوات في البيانات فيما يتعلَّق بمدى فهمنا للوضع الحالي، وأبرزت بشكل أكبر الحاجة إلى ضرورة وجود بيانات متسلسلة زمنية طويلة المدى حول ترابط عمليات النظم البيئية».

وأوضح: «توفِّر قائمة أبوظبي الحمراء للنظم البيئية، جنباً إلى جنب مع قائمة أبوظبي الحمراء للأنواع، فهماً جيداً لحالة الأنواع والأنظمة البيئية لدينا والحاجة إلى وضع برامج لإدارتها والمحافظة عليها. وتمَّ خلال عملية التقييم تصنيف النظم البيئية في الإمارة وفقاً لمعايير الاتحاد الدولي لصون الطبيعة وتصنيف درجة تهديدها، بهدف حمايتها والمحافظة عليها ووضع خطط لضمان استدامها».

وتعدُّ الجبال والوديان والسهول الساحلية وغابات القرم والسبخات والنظم البيئية للشعاب المرجانية من أكثر النظم البيئية المهدَّدة وفقاً للتقييم الذي أُجرِيَ في أبوظبي. وتوفَّر بالفعل الحماية للعديد من هذه النظم البيئية من خلال شبكة زايد للمحميات الطبيعية التي تديرها هيئة البيئة - أبوظبي.

ويشار إلى أنَّ الهيئة تدير شبكة من المحميات الطبيعية تضمُّ 20 محمية طبيعية منتشرة في أنحاء إمارة أبوظبي، وتقوم من خلالها بالمحافظة على التنوُّع البيولوجي في الإمارة، ولا سيما الأنواع المهدَّدة والنظم البيئية. ويرتبط إنشاء هذه المحميات الطبيعية بتنفيذ برامج لمراقبة الأنواع والموائل بشكل مكثَّف، فضلاً عن تنفيذ مشاريع لاستعادة وإعادة تأهيل النباتات والحيوانات.

ونجحت الهيئة في إعادة تأهيل الأنواع النباتية المهمة، مثل أشجار الصرح والغاف والسمر، في موائلها الطبيعية لضمان بقائها جزءاً من المناظر الطبيعية والإرث الثقافي في أبوظبي. وقد أثبتت جهود هيئة البيئة - أبوظبي أيضاً تأثيرها، مع حماية وزيادة أعداد العديد من الأنواع المهددة، بما في ذلك المها العربي، وأبقار البحر، والسلاحف البحرية. كما حظيت جهود أبوظبي لإعادة تأهيل غابات أشجار القرم والشعاب المرجانية وحماية التنوُّع البيولوجي البحري باعتراف دولي، حيث اختيرَت برامجُ إعادة تأهيل النظم البيئية الساحلية والبحرية في أبوظبي، والتي تقودها الهيئة، ضمن قائمة أفضل عشر مبادرات عالمية لاستعادة وتأهيل النظم البيئية ضمن عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظم الإيكولوجية.