نجح فريق إدارة الأنواع البحرية المتخصص التابع لهيئة البيئة - أبوظبي في إنقاذ عجل البحر الصغير «ملقوط» وإعادة تأهيله بدعم من خبراء المكتب الإقليمي لمعاهدة المحافظة على الأنواع المهاجرة من الحيوانات الفطرية في أبوظبي (CMS)، ومستشاري حدائق الحيوان العالمية (WZC).

وكان مراقبو الهيئة قد عثروا على «ملقوط» في محمية مروح البحرية خلال عمليات المسح والتقييم الدورية للمحيط الحيوي. ووجده المراقبون في حالة صحية سيئة وحيداً من دون أمه وبعيداً عن أي قطيع، فعملوا على نقله إلى منشأة متخصصة وتوفير الرعاية المستمرة له حتى أُعيد تأهيله تماماً وتحسنت صحته.

وتمكنت الهيئة من إعادة تأهيل «ملقوط»، بدعم من شركائها، ومنهم الأطباء البيطريون من مستشاري حدائق الحيوان العالمية. بعد أن قدم له الفريق المتخصص رعاية بيطرية منذ إنقاذه في عام 2019، ونُقل «ملقوط» بعد ذلك بنجاح إلى مرافق الإنقاذ في «ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ»، ليبقى تحت الإشراف والرعاية لضمان عدم تعرضه لمخاطر قد تهدد حياته، لأنه يفتقر إلى غريزة البقاء الطبيعية التي تكتسبها أبقار البحر عادة في المراحل الأولى من حياتها.

ولأن «ملقوط» أحد أبقار البحر الصغيرة التي عاشت في بيئة خاضعة للرقابة، فهو ذو مناعة أضعف من المعدل الطبيعي، وتكيَّف مع تلقي الرعاية من المتخصِّصين، ما يعوق قدرته على التفاعل مع الأنواع الأخرى والهروب من الحيوانات المفترسة. ووفقاً لمعلومات سكرتارية مذكرة التفاهم بشأن أبقار البحر والمحاولات السابقة في العالم، لم ينجح حتى الآن إطلاق أي بقرة بحر رُبيت في مراكز الرعاية في بيئتها الطبيعية. وتعمل الهيئة وشركاؤها على متابعة حالة «ملقوط» لتضمن حصوله على أفضل رعاية ممكنة.

ويعمل فريق خبراء الهيئة على مراقبة مدى تقدم ملقوط في مركز «ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ»، وسيتابع فحوصاته الصحية وسلوكه ومدى تأقلمه مع بيئته الجديدة في «سي وورلد جزير ياس، أبوظبي»، ويوفر «ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ» و«سي وورلد جزيرة ياس، أبوظبي» فريقاً متخصصاً من الخبراء في رعاية الحيوانات لتلبية احتياجاته، ويعمل فريق هيئة البيئة - أبوظبي من المتخصصين في الحيوانات البحرية على ضمان بقائه بصحة جيدة.

ونُقل «ملقوط» إلى جزيرة ياس في أبوظبي في مركبة بحرية للإنقاذ مجهزة خصيصاً لذلك، وهي تتيح التحكم بدرجة حرارتها لنقل أي حيوان بحري يحتاج إلى المساعدة. وأتاحت المركبة للأطباء البيطريين والمتخصصين في رعاية الحيوانات مرافقة ملقوط طوال الرحلة لمراقبة علاماته الحيوية ورش جسمه بالماء.

وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة - أبوظبي: «منذ إنقاذ ملقوط، وبالتعاون مع شركائنا، حرصنا دائماً على الاعتناء به جيداً في جميع الأوقات. وتم تكليف فريق متخصص من الخبراء والباحثين بمراقبة حالته الصحية للتأكد من تمتعه بصحة جيدة. وبهذا ستتوفر للأطباء البيطريين وخبراء التغذية ورعاية الحيوان فرصة تعميق المعرفة باحتياجات هذا النوع المهم من الحيوانات البحرية وسلوكياته».

وأضاف الهاشمي: «نظراً لنجاح عدد قليل جداً من عمليات إعادة التأهيل لأبقار البحر في العالم، سيمنح ملقوط العلماء المقيمين والزائرين فرصة دراسة كيفية تفاعله مع بيئته ومراحل نموه ووصوله إلى مرحلة النضج. إن العمل المذهل الذي أُنجز خلال فترة الإنقاذ وإعادة التأهيل المبكرة الحرجة لملقوط جعله يستقر جيداً في مركز "ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ، أبوظبي" و"سي وورلد جزيرة ياس، أبوظبي"».

وقال روب يوردي، المشرف العام في «سي وورلد جزيرة ياس، أبوظبي» ومركز «ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ، أبوظبي»: «لا شك في أن الرعاية التي حظي ملقوط منذ إنقاذه دليلٌ على التزام الجهات المعنية كافة بالحفاظ على الأحياء البحرية والتعاون القائم بينها، ونفخر في مركز «ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ» و«سي وورلد جزيرة ياس، أبوظبي» بتوفير موطن جديد لملقوط الذي تأقلم مع بيئته الجديدة، ليكون مصدراً فريداً للمعارف العلمية التي تعزز قدرتنا على فهم طبيعة هذه الأنواع البحرية، وهو ما يدعم جهودنا في الحفاظ على أبقار البحر في منطقتنا».

وخلال الأعوام الماضية نما «ملقوط» من عجل حديث الولادة عمره أقل من شهر واحد إلى أن بلغ عمره 5 سنوات. ويعد مركز «ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ» و«سي وورلد جزيرة ياس، أبوظبي» أفضل المنشآت المجهزة لرعايته نظراً لتوفُّر المساحة الكافية والمرافق الطبية والعناية والمعدات المتطورة، ويحظى أيضاً على مدار الساعة بفريق متخصص من مقدمي الرعاية والأطباء البيطرين، ما يجعلها مرافق مثالية لاستضافته.

ويشار إلى أن المياه الإقليمية لإمارة أبوظبي تحتضن نحو 3000 بقرة بحر، تعيش معظمها في المياه المحيطة بجزيرة بوطينة التي تشكل جزءاً من محمية مروح للمحيط الحيوي ومحمية الياسات البحرية، ويمثّل الخليج العربي موطناً لثاني أكبر تجمع لأبقار البحر في العالم بعد أستراليا.

ويعدُّ «ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ» المركز الأول من نوعه في المنطقة في أبحاث الأحياء البحرية وعمليات إنقاذها وإعادة تأهيلها وإطلاقها في بيئتها الطبيعية، وهو المرفق المتقدم والشامل لأبحاث الحياة البحرية وعلومها والمساهم الرئيسي في المحافظة عليها في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة.

وتلتزم كل من هيئة البيئة - أبوظبي و«ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ» بمساعدة الأحياء البحرية المصابة أو المعرضة للخطر. وبإمكان الجمهور التواصل مع هيئة البيئة - أبوظبي عبر مركز الاتصال الحكومي في إمارة أبوظبي على الرقم 800555 للإبلاغ عن الحيوانات المصابة أو المعرضة للخطر.