أعلنت هيئة البيئة - أبوظبي وإنجي، الشركة الرائدة عالمياً في توفير خدمات الطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية، بالشراكة مع شركة دستنز ايمجري المتخصصة في حلول هندسة الطائرات بدون طيار، والخبراء في مجال استعادة الكربون الأزرق، عن إنجاز المرحلة الثانية من مشروع المسؤولية البيئية والاجتماعية "الكربون الأزرق" بنجاح والذي يهدف إلى الحفاظ على أشجار القرم في الإمارة. وتضمنت هذه المرحلة نثر أكثر من 35 ألف بذرة من بذور القرم في منطقة المرفأ باستخدام تقنية الطائرات بدون طيار المبتكرة للزراعة.

وفي هذه المناسبة، قال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري بهيئة البيئة -أبوظبي: "نحن حريصون دائمًا على لعب دور مؤثر في معالجة ظواهر تغير المناخ بما يتماشى مع رؤية الإمارات التي أصبحت الآن رائدة في هذا المجال، وعلى الالتزام بالمحافظة على الأنواع النباتية البرية المحلية. وسيساهم مشروع "الكربون الأزرق" في تحقيق هذه الأهداف بالإضافة إلى رؤية حكومة دولة الإمارات الرامية إلى بلوغ صفر انبعاثات كربونية بحلول العام 2050".

وأضاف الهاشمي: "بعد النجاح الذي حققناه في المرحلة الأولى والنتائج التي استخلصناها منها، استخدمنا في المرحلة الثانية آلية ومنهجية أكثر تطورًا شملت الزراعة باستخدام الطائرات المسيرة من دون طيار التي تعتبر مفهومًا جديدًا نسعى من خلاله إلى إعادة تأهيل وزيادة مناطق أشجار القرم في أبو ظبي خصوصًا في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها وزراعتها بالطرق التقليدية، وبالتالي رفع نسبة النجاح إلى 35٪، الأمر الذي سيشكل مكسباً لنا بالشراكة مع إنجي".

من جانبها، قالت فلورنس فونتاني، نائبة الرئيس التنفيذي للاتصالات والاستدامة في إنجي أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا: "إن إعادة تأهيل النظم البيئية لأشجار القرم تعد طريقة فعالة للتخفيف من تداعيات تغير المناخ والحفاظ على الموائل الطبيعية والتنوع البيولوجي. يشرفنا في إنجي أن نكون جزءًا من هذا المشروع المهم، وأن ندعم أهداف الإمارات في سعيها للحفاظ على نظامها البيئي الغني وضمان استدامته وتوفير مستقبل أكثر خضرة للأجيال القادمة".

يشار إلى أن مشروع إعادة تأهيل أشجار القرم انطلق في العام 2020 في تجربة ناجحة تمثلت بزرع نحو هكتار من الأراضي على الخط الساحلي باستخدام طائرات بدون طيار صُممت خصيصًا لنثر بذور القرم، ويتم مراقبتها ورصد نموها شهريًا  وعلى مدار العام لتقييم نجاحها وضمان بقائها حية.

أما المرحلة الثانية من المشروع، فشملت استخدام المزيد من الطائرات بدون طيار لزراعة بذور القرم النابتة وكرات البذور لتوسيع نطاق تواجد الأشجار. وكان استخدام هذا النوع من الطائرات أمرًا بالغ الأهمية في كل خطوة من المشروع لأنّها ساعدت في تقييم الظروف البيئية على الأرض وترتيب البذور في أماكنها والقدرة على رسم خريطة جغرافية للموقع، كما أنّها وفرت طريقة فعالة وسريعة لنثرها بمعدل 2000 بذرة لكل حمولة. وكانت شركة دستنز ايمجري قد طورت ثلاث طائرات مسيرة متخصصة لنثر وزراعة البذور وفق خصائص التربة والارتفاع والمد والجزر لتعزيز سبل نجاح المشروع.

وفي حين ستواصل هيئة البيئة - أبوظبي دعم المشروع من خلال المراقبة الفعالة لضمان صحة أشجار القرم وتقييم المخاطر، ستسعى إنجي بدورها إلى تمكين الحكومات والشركات من تسريع الانتقال نحو اقتصاد خالٍ من الكربون ودعم الحلول المستدامة.