أطلقت هيئة البيئة - أبوظبي بالتعاون مع المنظمة الدولية للأراضي الرطبة بوابة إلكترونية لتقدير إعداد الطيور المائية، وتعتبر هذه البوابة منصة تفاعلية إلكترونية تضم أحدث البيانات حول حالة وتوزيع مجموعات الطيور المائية في العالم، وقد تمت عملية الإطلاق بعد عقد جلسة نقاشية خلال ندوة عالمية نظمتها المنظمة الدولية للأراضي الرطبة بالشراكة مع هيئة البيئة – أبوظبي، والتي قدمت دعماً مالياً لتطوير البوابة.

شارك بالجلسة النقاشية لجنة دولية رائدة ضمت ممثلين عن اتفاقية رامسار بشأن الأراضي الرطبة، ومعاهدة الأنواع المهاجرة (CMS)، واتفاقية التنوع البيولوجي (CBD)، واتفاقية الطيور المائية المهاجرة الأفريقية الأوروبية الآسيوية (AEWA)، وشبكة موقع مسار الطيران بين شرق آسيا وأستراليا (EAAF)، وشبكة موقع مسار الطيران في غرب / وسط آسيا، وشبكة محمية الطيور الساحلية في نصف الكرة الغربي (WHSRN)، والتي تمثل المستخدمين الرئيسيين للبوابة الجديدة. وقد مثّل هيئة البيئة - أبوظبي الدكتور سالم جافيد، مدير إدارة التنوع البيولوجي البري بالإنابة.

ومع وجود أكثر من 870 نوعًا من الطيور المائية، ستوفر البوابة الإلكترونية الجديدة أحدث المعلومات حول تقديرات أعداد الطيور المائية واتجاهات أكثر من 2500 مجموعة من هذه الطيور. وتتنوع هذه الطيور من طيور الفلامنجو الرائعة، التي يمكن مشاهدتها بانتظام في الأراضي الرطبة الساحلية والداخلية في الإمارات العربية المتحدة، وطيور كركي ساروس المهيبة التي يبلغ طولها أكثر من 1.5 متر، مما يجعلها من أطول الطيور التي تنتشر في الأراضي الرطبة وحقول الأرز في جنوب شرق آسيا واستراليا. وتشمل أيضًا أنواع الطيور المائية الأخرى من طيور الطيطوي إلى الزقزاق، بما في ذلك زقزاق السرطان الفريد من نوعه، الذي يتكاثر حاليًا في اثنتين من جزر أبوظبي البحرية. ويتطلب الحفاظ على جميع هذه الأنواع توفر معلومات يسهل الوصول إليها عن حالتها وانماط هجرتها لمساعدة الحكومات والباحثين على اتخاذ قرارات لحمايتها.

وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي، "ستساهم البوابة الجديدة في جعل الوصول إلى معلومات حول الطيور المائية الرئيسية أسهل بكثير للسلطات المعنية بإدارة ومراقبة هذه الطيور، مثل هيئة البيئة - أبوظبي، وستساعدنا بالتأكيد على تحديد مواقع الأراضي الرطبة الجديدة، التي يمكن أن يتم ضمها إلى اتفاقية رامسار".

وأضافت سعادتها "يسعدني أن الدعم الذي قدمناه سيكون مفيدًا للغاية للمستخدمين، بدءًا من الحكومات إلى الباحثين والمهتمين في المحافظة على الحياة الفطرية على الصعيدين الوطني والإقليمي وفي جميع أنحاء العالم. ويشرفنا أن نكون قد ساهمنا في مثل هذه المبادرة الهامة التي تقودها والمنظمة الدولية للأراضي الرطبة ".

وتعليقًا على هذه المبادرة، قال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري بهيئة البيئة - أبوظبي، والذي شارك أيضًا في إطلاق البوابة الإلكترونية: "يعد تطوير البوابة التفاعلية من قبل المنظمة الدولية للأراضي الرطبة إنجازًا مهمًا، وقد جاء الدعم الذي قدمته هيئة البيئة – أبوظبي في الوقت المناسب، وأدى إلى تطوير هذه الأداة التي ستعمل كنظام دعم للطيور المائية والأراضي الرطبة في جميع أنحاء العالم".

وحث الهاشمي الحكومات والمنظمات غير الحكومية والخبراء في جميع أنحاء العالم على تقديم ملاحظاتهم حول البوابة الإلكترونية، وكيف ساهمت بدعمهم في تنفيذ عملهم وتقديم مقترحاتهم لإدخال تحسينات على آلية عمل البوابة في المستقبل.

وخلال مشاركته بالجلسة النقاشية قال الدكتور سالم جافيد، مدير إدارة التنوع البيولوجي البري بالإنابة بهيئة البيئة - أبوظبي: "إن الوصول إلى أحدث المعلومات حول حجم واتجاهات الطيور أمر بالغ الأهمية للمنظمات الحكومية المسؤولة عن إدارة الأراضي الرطبة والطيور المائية."

وأضاف: "تسمح لنا الخرائط التفاعلية وتحديد عتبة 1٪ من العدد الكلي لكل مجموعة من أعداد الطيور المائية بتحديد المواقع المستهدفة، وتحديد أولويات الحفاظ عليها، وتخطيط إجراءات الحماية على المستوى المحلي وإدراجها ضمن شبكات المناطق المحمية، فضلاً عن إعلان المواقع كأراضي رطبة ذات أهمية دولية بموجب اتفاقية رامسار".

وذكر د. جافيد "أن هيئة البيئة – أبوظبي أجرت برنامجاً لتقييم ورصد تكاثر الطيور المائية المهاجرة في أبوظبي. بالإضافة إلى ذلك، اكسبتنا دراسات الطيور المائية المهاجرة الرئيسية التي أجرتها الهيئة عن بُعد عبر الأقمار الصناعية، رؤى مهمة حول مواقع هجرة الطيور، وأنماط هجرتها واستخدام الأراضي الرطبة على طول مسارات الطيران، مما ساعدنا في حماية المواقع المهمة".

وأشار الدكتور جافيد إلى أن الهيئة تقوم أيضا بتنسيق التعداد الدولي للطيور المائية (IWC) في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي مبادرة طويلة الأمد ضمن علم المواطَنَة تتيح للمتطوعين الفرصة لزيارة الأراضي الرطبة المهمة في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة وجمع البيانات عن الطيور المائية. كما تساهم المعلومات التي يتم جمعها من خلال مجموعة من المتطوعين في توفير بيانات مفيدة عن الطيور المائية، والتي تغذي تقديرات أعداد الطيور المائية ".

واختتم الدكتور جافيد قائلاً: "نظرًا لأن العديد من الأراضي الرطبة في جميع أنحاء العالم تتعرض للتهديد نتيجة الأنشطة التنموية، والتغير المناخي وتأثير الأنواع الغازية، فنحن بحاجة إلى العمل معاً لحمايتها. ولأن الأراضي الرطبة تعتبر من بين أكثر النظم البيئية إنتاجية في العالم، فنحن بحاجة أيضًا إلى استعادة بعض الأراضي الرطبة المتدهورة والتي هي في حاجة ماسة إلى حمايتها وضمان تعافيها. وأشار الدكتور جافيد إلى أن الأمم المتحدة قد أعلنت مؤخرًا أن هذا العقد هو "عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام الإيكولوجي" لعكس واستعادة النظم البيئية المتدهورة.

توفر البوابة الإلكترونية روابط لـ 160 نوعًا من الطيور المائية المهددة، وفقًا للقائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة. كما تدعم البوابة تطوير وأعمال اتفاقية رامسار، بما يتعلق بمعاهدة الأنواع المهاجرة، واتفاقية التنوع البيولوجي، وكذلك المبادرات الإقليمية / ومسارات هجرة الطيور الرئيسية.

كما تتميز البوابة التفاعلية المفتوحة والمحسنة بسهولة الوصول إلى المعلومات الأساسية عن مجموعات الطيور المائية والاتجاهات،كما أنها ستوفر ميزة إضافية تتمثل بخرائط تحدد مواقع انتشار أنواع الطيور المائية في العالم، ويمكن استخدام هذا البوابة من قبل السلطات الوطنية أو المحلية العاملة في مجال إدارة الأراضي الرطبة أو مديري المواقع، الأمر الذي يمكّنهم من الوصول إلى قائمة مختصرة من أعداد الطيور المائية ، للتحقق من المعلومات المتاحة وتحديد الأراضي الرطبة التي يحتمل أن تكون ذات أهمية دولية أو وطنية. سيساعد هذا في اتخاذ قرارات مستنيرة وحاسمة بشأن حماية الأراضي الرطبة والحفاظ عليها. إن زيادة عدد ومساحة هذه المواقع ذات الأهمية الدولية ستساعد الحكومات على تحقيق أهدافها بموجب اتفاقية التنوع البيولوجي، لتعزيز تغطية المناطق المحمية. كما توفر البوابة فرصًا لدعم تحديد مناطق الطيور المهمة ومناطق التنوع البيولوجي الرئيسية في جميع أنحاء العالم.

تحل البوابة الجديدة محل بوابة تقدير أعداد الطيور المائية التي تم إطلاقها في مؤتمر رامسار في عام 2012 واستخدمت بشكل مكثف من قبل الحكومات والمنظمات غير الحكومية والباحثين وغيرهم من جميع أنحاء العالم على مدار العقد الماضي. وتحاول الطيور المائية في جميع أنحاء العالم التكيف مع التغيرات المستمرة في المناخ، وكذلك التحولات في المساحات الطبيعية والموائل المتأثرة بمشاريع التنمية البشرية. لمواصلة دعم مستخدمي البيانات، يجب تحديث المعلومات الموجودة على البوابة بشكل منتظم لتعكس أحدث المعارف حول حالة واتجاهات ومسارات هجرة الطيور المائية.