أصدرت كلية الإمارات للتطوير التربوي «تقرير التعليم أولاً» وهو أبرز مخرجات ملتقى «التعليم أولاً» الذي يهدف إلى تشكيل الاستراتيجيات للتربويين، ما يتيح لهم الارتقاء بقطاع التعليم في الدولة، مواكبة لرؤية مئوية الإمارات 2071.

وحدَّد التقرير مجموعة من الأفكار والقيم والمسارات والمجالات التطويرية التي يجب التركيز عليها خلال هذه المرحلة، ومن أبرزها؛ التعلُّم التفاعلي، والتعلُّم مدى الحياة، وتحسين جودة الحياة لدى الكوادر التربوية، والإيجابية في العمل، والمرونة في القطاع التربوي، وتعزيز الانتماء الوظيفي لمهنة التربوي.

وبهذه المناسبة قالت الدكتورة مي ليث الطائي، مدير كلية الإمارات للتطوير التربوي: «نسعى من خلال (تقرير التعليم أولاً) إلى توظيف النتائج والاستفادة منها في تحقيق استراتيجية الكلية، وتطوير الكفاءات الوطنية في قطاع التعليم في الدولة، واستشراف مستقبل العملية التربوية والحرص على استدامتها، ما يضمن جودة تعليمية عالية تواكب روح العصر. وتسهم هذه التقارير في تطوير استراتيجيات عمل القطاع، والتعرُّف على اتجاهاته بالتعاون مع جميع الشركاء في القطاعين الحكومي والخاص، والتأكُّد من مواءمة خطط العمل والبرامج للمستجدات والتطوُّرات، لتعزيز مساهمة التربويين في مسيرتنا نحو المستقبل».

وأضافت الطائي: «أظهرت نتائج التقرير الإيجابية، التي جاءت بناءً على 7 ورش عمل إبداعية وتفاعلية، أنَّ التربويين في قطاع التعليم في دولة الإمارات يواكبون التطوُّرات العالمية، ولديهم حضور قوي وقدرة عالية على المنافسة، وإبراز بعض التحديات التي ينبغي للتربويين مراعاتها والأخذ بها، وتحويلها إلى فرص لتعزيز دورهم للعبور إلى مستقبل مستدام يلبّي احتياجاتنا من التعلُّم المستمر والتفاعلي، ويراعي البعد الإنساني وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة في دولة الإمارات».  

جاءت النتائج بناءً على ما تمَّ عقده في الملتقى من ورش عمل إبداعية ترتكز على مبدأ التصميم، شارك فيها 183 شخصية من قطاع التعليم والكوادر التربوية، وبلغت فيها نسبة المعلمين 46%، ونسبة مديري المدارس 15%. واستندت الورش المندرجة تحت موضوع التصميم إلى البعد الإنساني في التطوير التربوي مع التركيز على أهمية التعلُّم المستمر ضمن القطاع التربوي.

وتضمَّن الملتقى 7 ورش تفاعلية شهدت أكثر من 2,196 مشاركة من مختلف الفئات، شملت مديري المدارس ورؤساء هيئة التدريس، ورؤساء الأقسام، والمعلمين، والطلبة الملتحقين ببرامج الكلية، قدَّموا أكثر من 128 فكرة خلاقة تسهم في تطوير المنظومة والقطاع التعليمي، ما يضمن مواكبة أهدافه والعمل على نموّه واستمراره.

وخاض الحضور تجربة الاختبار الشخصي، التي تركِّز على متابعة الوعي الذهني للمشارِك، وتُعنَى باستخدام ملصق علمي مبتكَر يُستخدَم في تحديد نفسية وإحساس الشخص من خلال وضع الملصق على مكان النبض في اليد. قاست التجربة مدى سعادة المشاركين وتحوُّل مشاعرهم، وتحقَّقت من تأثير التجارب في نفسية الفرد بعد خوض تجارب وورش عدة في الملتقى، إضافة إلى حضور الجلسة الرئيسية.

واستكمل الحضور التجارب بتجربة قِيَم التربويين، التي يكتشف المشارِك خلالها أهمَّ العوامل والقِيَم التي يجب  مراعاتها خلال عام 2023، وأظهرت النتائج أنَّ أغلبهم يتطلَّعون إلى خلق بيئة إيجابية في عملهم، ويولون اهتماماً خاصاً بالمسؤولية والمرونة في القطاع التربوي.

وقدَّمت تجربة الاستبيان التفاعلي -التي شكَّلت نسبة المعلمين المشاركين فيها نحو 38%، يليهم الوكلاء بنسبة 28%- تصوراً عن استراتيجية زيادة العدد والكفاءة من الكوادر التعليمية في دولة الإمارات. وأكَّد المشاركون في هذه التجربة أهمية تطوير جودة الحياة للتربويين وتنمية مهاراتهم، وتحسين وتعزيز صورة المهنة، وتقديم الدعم المستمر لتطوير البيئة التعليمية.

وركَّز 183 مشاركاً في تجربة لوحة الإلهام على أبرز المجالات التي يريد التربويون التركيز عليها خلال الأعوام الخمسة المقبلة. وجاء التعلُّم التفاعلي والتعلُّم مدى الحياة في صدارة هذه المجالات، ثمَّ الابتكار والبحوث، والبرامج الأكاديمية المتنوِّعة والشراكات والمشارَكة المجتمعية.

وخلال تجربة النمو تعرَّف المشاركون على أهم العوامل التي تسهم في نمو وتطوير التربويين، وعبَّر 46% من المشاركين في التجربة عن الحاجة إلى الانتماء الوظيفي، و33% عن الحاجة إلى الأولوية، و21% عن الحاجة إلى المعرفة التربوية.

ولتحديد الرؤية والأهداف في عملية تطوير العمل التربوي اختار المشاركون في تجربة رسم الرؤية الألوان التي تمثِّل الاهتمامات التي يتطلَّعون إلى التركيز عليها لتطوير التعليم خلال عام 2023، وعبَّروا عن ذلك بوضع هذه الألوان بطريقة فنية على اللوحة. وبيَّنت هذه التجربة أنَّ 38% من المشاركين لديهم اهتمام كبير بتحسين جودة الحياة، وأبدى 37% من المشاركين الاهتمام بتطوير المهارات المستقبلية، وأبدى 25% من المشاركين الاهتمام بالابتكار.

وفي الختام خاض المشاركون تجربة الأفكار الخلّاقة، التي استكشفوا فيها عدداً من الأفكار المبتكرة لتطوير استراتيجيات التعليم في دولة الإمارات. وقُدمت تلك الأفكار في ملخص لكلية الإمارات للتطوير التربوي المعنية بتطوير المهارات التربوية في دولة الإمارات والعمل على تطبيق أفضل الممارسات التربوية العالمية في قطاعها التربوي، ما يسهم في إعداد الأجيال المقبلة عبر الالتزام بالتميز الأكاديمي.

يُذكَر أنَّ ملتقى «التعليم أولاً» الذي نظَّمته كلية الإمارات للتطوير التربوي، يجسِّد نهجها في التخطيط لمستقبل التربويين والعملية التعليمية، وإعادة تصوُّر مستقبل هذه المهنة من خلال التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، وإتاحة المجال أمامهم لتقديم أفكارهم الخلاقة لإثراء الاستراتيجية المستقبلية للتعليم.