أطلقت شركة مبادلة للاستثمار ومجموعة الدار مشروعاً نوعياً مشتركاً لتطوير مرحلة جديدة ضمن توسعة جزيرة الماريه، في خطوة استراتيجية تعزّز انطلاقة الفصل التالي من مسيرة نمو منطقة الأعمال المالية الدولية، وتدعم مكانة أبوظبي على خارطة المال والأعمال العالمية بصفتها «عاصمة رؤوس الأموال».
وتمتدّ منطقة شمال جزيرة الماريه، آخر قطعة أرض غير مطوّرة على الجزيرة، على مساحة تقارب 500,000 متر مربع، وتبلغ قيمتها التطويرية أكثر من 60 مليار درهم. وسيضم المشروع ما يزيد على 1.5 مليون متر مربع من المساحات المكتبية والسكنية، إلى جانب مرافق راقية للتجزئة والضيافة، في تجربة عمرانية متكاملة تُدمج بسلاسة بين الأعمال والمجتمع ونمط الحياة العصري، ما يعزّز المزيج المتفرّد الذي تقدّمه جزيرة الماريه بوصفها مركزاً عالمياً للأعمال ووجهة راقية للعيش الفاخر.
ويسهم هذا المشروع في توسيع نطاق أبوظبي العالمي (ADGM)، ليشمل نطاقه الجغرافي جزيرتي الماريه والريم. وحقّق أبوظبي العالمي (ADGM) نمواً استثنائياً، إذ بات يضم نحو 11,000 شركة عاملة مسجلة في المنطقة الحرة،
ليصبح واحداً من أسرع المراكز المالية نمواً في العالم. ويواصل الطلب على المساحات المكتبية تسجيل ارتفاع لافت، إذ تعمل الأبراج المكتبية في جزيرة الماريه بمعدلات إشغال شبه كاملة، وتحتضن اليوم نحو 40,000 شخص في المنطقة المالية. وبتنفيذ هذه التوسعة، تضيف الجزيرة أكثر من 450,000 متر مربع من المساحات المكتبية من الفئة الممتازة، ما يضاعف إجمالي حجم المعروض في الجزيرة ويرسّخ مكانتها مركزاً مالياً عالمياً رائداً.
ونتيجةً لتزايد أعداد المستثمرين والكوادر الدولية، تشهد المساكن الفاخرة في جزيرة الماريه طلباً متنامياً، بالتزامن مع تطوير مجموعة من المشاريع السكنية الراقية التي تحمل علامات دولية مرموقة مثل «دبليو» و«سانت ريجيس». ويتوقع أن تعزّز التوسعة الجديدة هذا الزخم عبر إضافة أكثر من 3,000 وحدة سكنية فاخرة على الواجهة المائية، ما يرسخ مكانة الجزيرة كإحدى أبرز وجهات السكن الفاخر في المنطقة.
ويواصل هذا المشروع التطويري الجديد الارتقاء بمكانة جزيرة الماريه وجهة رائدة للأعمال وأنماط الحياة العصرية في أبوظبي، عبر سلسلة جديدة من التجارب ترتقي بمنظومتها الحضرية المتكاملة. وتضم الجزيرة «الغاليريا»، الوجهة الفاخرة الأولى للتسوق في العاصمة الإماراتية، ومستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، و«أكتيف»، أحد أكبر مراكز الرياضات الحضرية وأكثرها تقدّماً في الدولة، إلى جانب أكبر تجمّع للمطاعم الحائزة على نجوم ميشلان في البلاد. وتضيف التوسعة الجديدة أكثر من 40,000 متر مربع من تجارب التجزئة الفاخرة والمطاعم، فضلاً عن مرسى من الطراز العالمي.
ويمثّل تطوير الواجهة البحرية لجزيرة الماريه محوراً رئيسياً في هذه المرحلة الجديدة، ويتضمن نافورة يصل ارتفاعها إلى 75 متراً، لتكون معْلماً يحفّز إعادة تشكيل الواجهة الساحلية عبر مساحات متنوعة للمطاعم والخيارات الترفيهية وغير ذلك من الأنشطة والفعاليات، ما يُكمّل الطابع العصري المتفرّد للجزيرة.
وتشمل التوسعة إنشاء مركز المؤتمرات الجديد في أبوظبي، ما يعزّز دور جزيرة الماريه منصّةً محوريةً لاستضافة الفعاليات الكبرى، وفي مقدمتها أسبوع أبوظبي المالي، إلى جانب سلسلة واسعة من المعارض والاجتماعات والملتقيات العالمية. وفي ظل التوقعات المرتبطة بنمو ملحوظ في أعداد الزوار بغرض العمل أو الترفيه، فمن المرتقب أن يرتفع الطلب على مرافق الضيافة الفاخرة؛ إذ يتضمن المخطط الرئيسي تطوير مجموعة من الفنادق الجديدة التي ستكون إضافة نوعية إلى باقة الخيارات الفاخرة من الفنادق الحالية، ومنها فندق «فورسيزونز» وفندق «روزوود أبوظبي».
وقال الدكتور بخيت الكثيري، الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمار في الإمارات لدى شركة مبادلة: «يمثّل هذا المشروع المشترك امتداداً لشراكتنا الراسخة مع الدار، وترجمة لما حققناه معاً من إنجازات نوعية حتى اليوم. ويعكس التزام مبادلة المتواصل بإيجاد قيمة استراتيجية مستدامة لأبوظبي ودولة الإمارات. ومن خلال إطلاق الإمكانات الكاملة لهذه الأرض الاستثنائية، فإننا لا نعمل على توسيع وجهة رائدة للأعمال وأنماط الحياة العصرية وحسب، بل نُسهم أيضاً في تعزيز مسيرة التنويع الاقتصادي، وترسيخ مركز عالمي متكامل للحياة المهنية والمجتمعية».
وقال طلال الذيابي، الرئيس التنفيذي لمجموعة الدار: «تشكّل هذه التوسعة محطة محورية في مسيرة نمو أبوظبي مركزاً مالياً عالمياً، تتوسطه منظومة أبوظبي العالمي (ِADGM). وانطلاقاً من السجل الحافل بالإنجازات والنجاحات لكل من مبادلة والدار في تخطيط وتطوير الوجهات العصرية الرائدة، فإننا نمضي اليوم بشراكة استراتيجية تهدف إلى صياغة بيئة عالمية المستوى متعددة الاستخدامات، قادرة على استقطاب نخبة الشركات والمستثمرين والمواهب من مختلف أنحاء العالم. ويسهم هذا المشروع في دعم رؤية دولة الإمارات الرامية إلى بناء اقتصاد متنوّع قائم على المعرفة بجانب تعزيز جاذبية العاصمة وجهةً مثاليةً للعيش والعمل والاستثمار».
وعلق سالم الدرعي، الرئيس التنفيذي لسلطة أبوظبي العالمي (ِADGM): «يمثل التوسع في جزيرة المارية خطوة محورية نحو تعزيز مكانة أبوظبي عاصمةً عالمية للقطاع المالي. ومع وجود أبوظبي العالمي (ِADGM) في قلب هذا التحول، يعكس هذا التطوير طموحنا في إنشاء أحد أكثر المراكز المالية تقدماً وترابطاً في العالم، منظومة يمكن للمؤسسات الدولية والمستثمرين والمبتكرين الازدهار فيها. ويعزز هذا الفصل الجديد الرؤية الاقتصادية طويلة المدى لأبوظبي، ويسرّع مسيرتنا نحو تشكيل مركز ديناميكي جاهز للمستقبل يضع معايير عالمية جديدة للنمو والفرص والتأثير».
ويعد تعزيز الحركة والربط الانسيابي ركناً أساسياً ضمن خطط البنية التحتية الشاملة للمنطقة، إذ يوفّر المخطط الرئيسي بيئة حضرية مستدامة ومترابطة تمتد عبر 2.5 كيلومتر من ممرات المشاة المكيّفة، وما يزيد على 12,000 موقف عام للسيارات، إضافة إلى تخصيص 20% من المشروع كمساحات مفتوحة ضمن قلب المنطقة المالية. ويتضمن المخطط المقترح إنشاء ثلاثة جسور جديدة لربط الجانب الشمالي من الجزيرة بكل من جزيرة الريم والبر الرئيسي في أبوظبي، مع ضمان الوصول إلى جزيرة السعديات في أقل من عشر دقائق. ومن المقرر أن تنطلق الأعمال التمهيدية للمشروع في عام 2026.
وينطلق المشروع المشترك، الذي تبلغ حصة الدار فيه 60% ومبادلة 40%، من شراكة استراتيجية تمتد لأكثر من عقدين، والتي شهدت مؤخراً إطلاق سلسلة من المشاريع المشتركة الجديدة في أبوظبي عبر مجموعة واسعة من فئات الأصول العقارية، شملت الأصول التجارية والتجزئة والسكنية واللوجستية.
وتحظى الشركتان أيضاً بسجل بارز من التعاون المثمر على جزيرة الماريه، تجسّده مجموعة من المشاريع المميزة، وفي مقدمتها «برج الماريه» و«ون ماريه بليس» المرتقب. وتقترب الشركتان من استكمال الإجراءات الخاصة بمشروع مشترك جديد يضم «الغاليريا جزيرة الماريه» و«ياس مول» ومول «سعديات غروف» المرتقب.
ويمثّل هذا التوسّع على الجزيرة فصلاً جديداً في مسيرة هذه الشراكة الممتدة، ما يسهم في رسم ملامح مستقبلٍ أكثر ازدهاراً لإحدى أبرز الوجهات في أبوظبي.