نظَّم مكتب أبوظبي للاستثمار النسخة الأولى من «مجلس العين الصناعي» في مركز أدنيك العين، بمشاركة ممثّلين من الجهات الحكومية والشركات الصناعية وشركاء المنظومة الصناعية، بهدف مناقشة مستقبل القطاع الصناعي في منطقة العين، واستعراض فرص النمو والتوسُّع في الأسواق الإقليمية والعالمية.
وتضمَّنت الفعالية عروضاً تقديمية متخصصة، وجلسات نقاشية، وأنشطة للتواصل بين الشركات. وسلَّط المشاركون الضوء على الدور الريادي للقطاع الصناعي في منطقة العين، وفرص الشراكة التي يوفِّرها القطاع، مشيرين إلى أنَّ موقع المنطقة، وبنيتها التحتية المتقدمة ودعمها للابتكار والتحوُّل الرقمي يعزِّز مكانتها في القطاع الصناعي للدولة.
واستعرض مكتب أبوظبي للاستثمار برامج التمكين التي يوفِّرها للشركات الصناعية الفاعلة في إمارة أبوظبي، والتي تشمل منطقة العين، وتهدف إلى دعم المصنّعين في تأسيس وتنمية أعمالهم، وتوسيع نطاقها وتمكينها من المنافسة عالمياً. وتشمل هذه المبادرات برنامج دعم الطاقة، وبرنامج دعم الأراضي، وبرنامج تسريع التصنيع الذكي، وبرنامج المحتوى المحلي، وبرنامج «المورد الذهبي»، الذي انضمَّ إليه نحو 217 جهة صناعية في العين. واستعرض المكتب أدوات التجارة الرقمية التي تهدف إلى تسهيل عمليات التصدير، وخفض تكاليف المعاملات، وتسهيل وصول الشركات الصناعية إلى الأسواق الدولية.
وشهدت الفعالية إعلان مكتب أبوظبي للاستثمار عن إطلاق برنامج تدريبي جديد للمسؤولية البيئية والاجتماعية والحوكمة، الذي من المقرر أن يبدأ في الربع الأخير من عام 2025، ويهدف إلى تمكين الكفاءات الإماراتية من مهارات القيادة وترسيخ مبادئ الاستدامة والحوكمة في صميم مستقبل القطاع الصناعي في أبوظبي.
وتأتي هذه البرامج في إطار استراتيجية أبوظبي الصناعية 2031، التي تهدف إلى ترسيخ مكانة الإمارة وجهةً صناعيةً عالميةً من خلال تعزيز الابتكار والاستدامة وتنويع الاقتصاد. ويضطلع مكتب أبوظبي للاستثمار بدور محوري في تنفيذ هذه الاستراتيجية، عبر تطوير منظومة العمل، وتقديم الدعم التنظيمي وتنسيق الشراكات. ويُعَدُّ المكتب أحد الممكِّنين الرئيسيين لرؤية «اقتصاد الصقر»، حيث يسهم في تعزيز تنافسية دولة الإمارات من خلال تسريع النمو الصناعي، واستقطاب الاستثمارات النوعية، وفتح آفاق جديدة للتصدير في القطاعات ذات الأولوية، ما يضمن ترسيخ مكانة أبوظبي مركزاً عالمياً للابتكار والصناعات المتقدمة.
وقال محمد الكمالي، الرئيس التنفيذي للصناعة والتجارة في مكتب أبوظبي للاستثمار: «تُعَدُّ منطقة العين مركزاً صناعياً وتجارياً استراتيجياً في دولة الإمارات، بفضل موقعها الاستراتيجي، وتطوُّر بنيتها التحتية، وتوافر الكفاءات الماهرة، وتنوُّع الصناعات فيها. وفي إطار استراتيجية أبوظبي الصناعية 2031، نعمل على تعزيز القدرات الصناعية والتصديرية لإمارة أبوظبي، وتمكين الشركات الصناعية والتجارية في الإمارة، ومنها منطقة العين. ومن خلال تنظيم مجلس العين الصناعي، ندعو المصنّعين والمستثمرين والمبتكرين إلى التعاون مع المكتب واستكشاف الفرص التي توفِّرها المنطقة، والإسهام في تعزيز تنافسية القطاع الصناعي والتجاري في المنطقة».
وأسهم دمج منطقة العين في شبكة «قطار حفيت» في دعم منظومة الخدمات اللوجستية، وتعزيز حركة التجارة الخارجية من خلال توفير ممر يربطها مباشرة بميناء صُحار في سلطنة عُمان، ما يُتيح نقل أكثر من أربعة ملايين طن من البضائع سنوياً، ويعزِّز مكانة منطقة العين مركزاً إقليمياً متقدماً للتجارة والصناعة.
ويواصل القطاع الصناعي في منطقة العين التوسُّع والنمو، حيث يضمُّ حالياً أكثر من 400 رخصة صناعية نشطة في قطاعات رئيسية تشمل الحديد والأسمنت وتصنيع الأغذية ومواد البناء والطيران والطاقة، ويضمُّ العديد من الشركات الرائدة، أبرزها شركة «إيمستيل»، أحد أكبر منتجي الحديد ومواد البناء في المنطقة، و«مزارع العين»، أول وأكبر شركة متكاملة لإنتاج الألبان والدواجن في الدولة، وشركة «ستراتا للتصنيع»، المتخصِّصة في تصنيع أجزاء هياكل الطائرات من المواد المركبة والمملوكة بالكامل لشركة «مبادلة للاستثمار»، والتي تتعاون مع نخبة من الشركات العالمية، منها «إيرباص» و«بوينغ» و«بيلاتوس».
ويسهم القطاع الصناعي في منطقة العين بدور محوري في توفير فرص العمل ودعم النمو والتنويع الاقتصادي فيها، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في إمارة أبوظبي.