كشف المؤتمر العالمي للاتحاد العالمي للصم، الذي تنظِّمه مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم بالشراكة مع جمعية الإمارات للصم، عن الشعار الرسمي للمؤتمر العالمي العشرين للاتحاد العالمي للصم 2027، إيذاناً ببدء التحضيرات لاستضافة هذا الحدث في المنطقة العربية للمرة الأولى. وكُشِف عن الشعار في ختام المؤتمر الخامس للاتحاد العالمي للصم الذي عُقِدَ في نيروبي بكينيا، حيث جاء التصميم الفائز من إبداع حسام محمد الفرا، وهو فنان أردني أصم.
ومن المقرَّر عقد المؤتمر من 19 إلى 23 سبتمبر 2027 في أبوظبي، بمشاركة أكثر من 2,000 شخص من مختلف أنحاء العالم، احتفاءً بغنى لغات الإشارة الوطنية، وتعزيزاً للتعاون العابر للحدود، وتمكيناً لمجتمعات الصم على مستوى العالم. وينظَّم هذا الحدث تحت شعار: «لغات الإشارة: في كلِّ زمان ومكان»، تأكيداً للدور العالمي للغة الإشارة في ربط المجتمعات وتعزيز المساواة.
انبثق الشعار من مسابقة عالمية للتصميم استقطبت41 مشاركة من 14 بلداً، وشهدت حضوراً قوياً من منطقة الشرق الأوسط، شمل 11 مشارَكة من فلسطين، و8 مشارَكات من دولة الإمارات، و6 مشارَكات من الأردن، و3 مشارَكات من السودان، ومشارَكتين اثنتين من كلٍّ من مملكة البحرين ولبنان واليمن، إلى جانب مشارَكات من المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان والمغرب والهند وإيران والولايات المتحدة الأمريكية وباكستان. وبعد عملية تقييم دقيقة، أُدرِجَ19 تصميماً ضمن القائمة النهائية، في تأكيد على الإبداع الحيوي والاندماج العالمي المتزايد لمجتمعات الصم. ويجسِّد التصميم الفائز مدى التأثير المتنامي والموهبة الإبداعية لمجتمعات الصم في المنطقة في صياغة الهُوية البصرية لهذا المؤتمر التاريخي.
ويعكس التصميم الفائز للفنان حسام محمد الفرا، مدى الحضور المتنامي والموهبة الإبداعية اللافتة لمجتمع الصم في المنطقة، ودورهم في صياغة الهُوية البصرية لهذا المؤتمر التاريخي. ويتميَّز الشعار بتصميم تجريدي لكفٍّ مفتوحةٍ ترمز إلى لغة الإشارة والانفتاح والتواصل، محاطة بنمط دائري مستوحى من الزخارف الإماراتية التقليدية يرمز إلى الوحدة والهُوية الثقافية والانتماء العالمي. ويُقدَّم التصميم باللغتين العربية والإنجليزية، تعزيزاً لقيم الشمول وسهولة الوصول، مع إبراز الهُوية الثقافية لدولة الإمارات.
وقال سعادة عبدالله عبدالعالي الحميدان، الأمين العام لمؤسَّسة زايد العليا لأصحاب الهمم: «إنَّ استضافة المؤتمر العالمي العشرين للاتحاد العالمي للصم 2027 في أبوظبي للمرة الأولى في الشرق الأوسط ليست مجرَّد استحقاق فحسب، بل هي لحظة فارقة تُجسِّد التزام دولة الإمارات الراسخ بقيم الشمول والتمكين. وسيوجِّه هذا الحدث العالمي أنظار المجتمع الدولي نحو رؤية الإمارات في دعم أصحاب الهمم، وكسر الحواجز، والاحتفاء بإسهاماتهم القيِّمة. ويجسِّد الكشف عن شعار المؤتمر انطلاقة لمسيرة عالمية يتلاقى فيها الآلاف من أفراد مجتمع الصم للإلهام والحوار وصياغة مستقبل أكثر شمولاً».
وقال مصبح سعيد النيادي، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر ورئيس جمعية الإمارات للصم وممثِّل مجتمعات الصم: «يحتفي هذا المؤتمر بهُويتنا ولغتنا. ويعكس الشعار الجديد الذي صمَّمه فنان أصم من منطقتنا قيمنا المشتركة في الانفتاح والوحدة، ويوجِّه دعوة صادقة للعالم للحضور إلى أبوظبي ومشاهدة كيف تُقرِّب لغة الإشارة بين المجتمعات».
وقال الدكتور جوزيف موراي، رئيس الاتحاد العالمي للصم: «يُعَدُّ المؤتمر العالمي العشرون للاتحاد العالمي للصم 2027 منصة فريدة لمجتمعات الصم، لتبادل المعرفة، والدفاع عن الحقوق، واستشراف المستقبل. وتُسهم استضافة أبوظبي للمؤتمر في ترسيخ معايير جديدة للشمول والابتكار، ويُجسِّد إطلاق الشعار روح الوحدة والإبداع في صميم هذا الحراك العالمي».
يُعقَد المؤتمر العالمي مرة كلَّ أربع سنوات منذ عام 1951، ويُعَدُّ المنصة العالمية الرائدة المكرَّسة لتعزيز حقوق الصم والاعتراف بهم ودمجهم في المجتمع. وتجمع نسخة أبوظبي قادة مجتمع الصم والداعمين لحقوقهم، والمربّين وصنّاع القرار ضمن جلسات عامة وبرامج ثقافية ومنتديات للتواصل وبناء الشراكات. وبالتمسُّك بالقيم الأساسية للاتحاد المتمثَّلة في حقوق الإنسان والمساواة، يعزِّز المؤتمر الوحدة العالمية، ويحتفي بلغات الإشارة، ويعمل كمحفِّز للتغيير الاجتماعي والاعتراف الثقافي، مع توقُّع أن تمثِّل نسخة 2027 فصلاً مهماً في مشاركة منطقة الشرق الأوسط في الحركة العالمية للصم.