أكَّد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثِّل الحاكم في منطقة الظفرة، أنَّ دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ماضيةٌ في ترسيخ مكانتها المتقدِّمة في جميع القطاعات الحيوية، وخصوصاً قطاع الطاقة الذي يشكِّل محركاً رئيسياً لمسيرة النموِّ والتقدُّم المستدام.

جاء ذلك خلال زيارة سموّه لجزيرة داس، حيث التقى بعدد من كوادر «أدنوك» العاملة فيها، وشهد إطلاق مشروع توسعة مرافق البنية التحتية في الجزيرة، ووضع حجر الأساس لإنشاء مجمَّع سكني ومستشفى تابعين لأدنوك، في إطار استراتيجيتها للنمو الذكي منخفض الكربون، والتي تهدف من خلالها إلى توفير موارد طاقة أكبر بأقل الانبعاثات، لضمان تلبية الاحتياجات العالمية بصورة آمنة ومستدامة.

ورافق سموه خلال الزيارة الشيخ ياس بن حمدان بن زايد آل نهيان، ومعالي المهندس عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة – أبوظبي، ومعالي منصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي، وسعادة أحمد مطر الظاهري، رئيس مكتب سموّ ممثِّل الحاكم في منطقة الظفرة، وسعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي، وسعادة عيسى حمد بوشهاب، مستشار سمو رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وسعادة ناصر محمد المنصوري، وكيل ديوان ممثِّل الحاكم في منطقة الظفرة.

وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان: «سررتُ برؤية التقدُّم الملموس الذي تحرزه أدنوك لبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع، فالعالَم بحاجة إلى مزيد من موارد الطاقة بأقل الانبعاثات، ودولة الإمارات تُعَدُّ رائدة في هذا المجال. وتزامناً مع عام الاستدامة في الدولة ستسهم جهود أدنوك، لزيادة قدرتها الإنتاجية من الغاز وإزالة الكربون من عملياتها، في دعم الجهود العالمية لتحقيق التحوُّل في قطاع الطاقة».

وخلال لقائه كوادر «أدنوك» من أبناء وبنات الوطن نقل سموّه لهم تحيات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، مؤكِّداً حِرْصَ سموّه على توفير جميع سبل النجاح لهم، لضمان مساهمتهم الفاعلة في مسيرة نموِّ الدولة وازدهارها. وأشاد سموه بالدور المهم للمرأة الإماراتية، وشدَّد على ضرورة تمكينها في مختلف القطاعات، لاسيما قطاع الطاقة الذي أثبتت فيه جدارتها وقدرتها على تولّي مهام مختلفة فيه، والتميُّز في تأديتها.

وكان في استقبال سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان لدى وصوله جزيرة داس معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدِّمة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، وسعادة طيبة عبد الرحيم الهاشمي، الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك البحرية، وسعادة أحمد محمد العبري، الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك للغاز، وعدد من المديرين وكبار المسؤولين في «أدنوك».

واستهلَّ سموّه الزيارة بجولة في الجزيرة اطَّلع خلالها على أهمِّ المنشآت الإنتاجية هناك، وتعرَّف على أبرز التقنيات المستخدَمة فيها والمشاريع التنموية قيد التنفيذ.

واستمع سموّه إلى أهمية جزيرة داس، التي تقع على بُعد 160 كم شمال غرب أبوظبي، كونها تشكِّل جزءاً رئيسياً من البنية التحتية لدولة الإمارات، وركيزةً أساسية لخطط «أدنوك» الطموحة للنمو في مجال الغاز.

ويمثِّل الغاز الطبيعي وقوداً منخفض الانبعاثات، ويتمتَّع بدور رئيسي خلال مرحلة التحوُّل في قطاع الطاقة، مع توقُّعات بزيادة الطلب العالمي عليه خلال العقود المقبلة. وتشكِّل الجزيرة أيضاً مركزاً لتأمين احتياجات عمليات «أدنوك» البحرية من الكهرباء، ما يعزِّز جهودها لخفض انبعاثات تلك العمليات.

وشملت زيارة سموّه غرفة التحكُّم، حيث تعرَّف سموّه على دور الكوادر الوطنية في إدارة مصنع إنتاج الغاز، واستمع إلى شرح من القائمين على المصنع عن استراتيجية أدنوك الشاملة لإنتاج الغاز ومساعيها للوصول إلى الاكتفاء الذاتي من هذا المورد الحيوي.

والتقى سموّه بعدد من كوادر «أدنوك» العاملة، وأشاد بجهودهم وعطائهم في هذا القطاع الاستراتيجي المهم، ثمَّ وضع حجرَ الأساس لإنشاء مجمَّع سكني ومستشفى جديدين تابعين لأدنوك، حيث استمع إلى شرح من سيف عتيق الفلاحي، نائب الرئيس التنفيذي لدعم أعمال المجموعة والمهام الخاصة في «أدنوك»، عن المجمَّع السكني الجديد الذي سيشكِّل عاملاً رئيسياً في تمكين الشركة من زيادة سعتها الإنتاجية من الغاز لدعم مساعي تحقيق الاكتفاء الذاتي منه، ومواكبة احتياجات التوسُّع الصناعي والنمو الاقتصادي، ورفع قدراتها التصديرية لتلبية الطلب العالمي المتزايد على هذا المورد الحيوي.

وتتضمَّن خطة توسعة مرافق البنية التحتية في جزيرة داس تشييدَ مجمع سكني جديد، مع خطط لزيادة الوحدات السكنية والخدمات المخصَّصة للنساء. وتتقدَّم «أدنوك» نحو الريادة الإقليمية في مجال تحقيق التنوُّع بين الجنسين، لاجتذاب أفضل المواهب الإماراتية التي تواكب نموَّ أعمالها للمستقبل. ففي إطار استراتيجيتها للاستدامة تهدف «أدنوك» إلى مضاعفة نسبة تمثيل المرأة في الوظائف الفنية لتصل إلى 25% بحلول عام 2030.

وفي هذا الصدد، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها: «نُثمِّن عالياً زيارة سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان لجزيرة داس، والتي تعكس حِرْصَ القيادة على متابعة جميع المشاريع والأعمال التي تسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة».

وأضاف معاليه: «باعتبارها شركة طاقة حديثة ومتطوِّرة تركز (أدنوك) ضمن استراتيجيتها على خفض الانبعاثات وتعزيز استدامة عملياتها، وتستند في تحقيق ذلك إلى كوادرها؛ لأنهم أثمنُ أصولها، إذ تستمرُّ الشركة في توفير جميع السبل والوسائل اللازمة لتطوير قدرات الكوادر الوطنية، وبناء قوى عاملة متنوِّعة ومؤهَّلة تسهم في توفير مزيد من الطاقة بأقل انبعاثات، لتلبية الاحتياجات العالمية المتزايدة».

يُذكَر أنَّ «أدنوك» قد أعلنت في عام 2021 عن مشروع بقيمة 3.8 مليارات دولار، يُعَدُّ الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لإنشاء شبكة لنقل الكهرباء تحت سطح البحر.

وستربط الشبكة عمليات «أدنوك» البحرية انطلاقاً من جزيرة داس بشبكة الكهرباء البرية مع إمكانية خفض البصمة الكربونية لتلك العمليات بنسبة 50%.

ويأتي هذا المشروع في إطار برنامج «أدنوك» الاستراتيجي الموسَّع، الذي يهدف إلى تنفيذ استثمارات بقيمة 55 مليار درهم (15 مليار دولار) في مشاريع لخفض الانبعاثات بحلول عام 2030.