أكَّد سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثّل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أنَّ الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، "حفظه الله"، تمضي قُدماً في تعزيز استجابتها الإنسانية لصالح المتأثرين من الزلزال في سوريا وتركيا، وتسخير إمكاناتها الإغاثية واللوجستية، وكوادرها البشرية والتطوعية، للحدِّ من تداعيات الكارثة على حياة المنكوبين في البلدين.

وقال سموّه: «إنَّ وجود الإمارات منذ الوهلة الأولى لحدوث الزلزال وسط المتضررين، عبر عملية (الفارس الشهم 2)، بتوجيهات كريمة من صاحب السمو رئيس الدولة، والمساهمة في عمليات البحث والإنقاذ وتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة، يجسِّد تضامنها القوي مع الأشقّاء والأصدقاء، وحرصها على تخفيف وطأة الكارثة عن كاهلهم».

ووجّه سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ببذل المزيد من جهود الإغاثة الإنسانية على الساحتين السورية والتركية، وتقديم كلِّ ما من شأنه الإيفاء بالمتطلبات الراهنة للأسر المتضررة، التي تعيش أوضاعاً في غاية الصعوبة، وتواجه تحديات عدة، نتيجة لحجم الكارثة التي تعدُّ الأسوأ في الفترة الأخيرة.

جاء ذلك خلال ترؤُّس سموّه بقصر النخيل اجتماع مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر، بحضور معالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس المجلس، وسعادة اللواء الركن صالح بن مجرن العامري، قائد العمليات المشتركة في وزارة الدفاع، وأعضاء مجلس الإدارة، وسعادة حمود عبد الله الجنيبي، الأمين العام المكلف للهيئة، ونواب الأمين العام.

ووجّه سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان بتعزيز فعاليات حملة «جسور الخير» التي تنظِّمها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي، ووزارة تنمية المجتمع، وعدد من المؤسَّسات الإنسانية والخيرية الإماراتية، لمواكبة الاحتياجات الإنسانية المتزايدة لضحايا الزلزال. وقال سموّه: «إنَّ الحملة أظهرت تضامناً كبيراً من أطياف المجتمع الإماراتي كله مع المتأثرين، وعزَّزت جهود الدولة الإغاثية والإنسانية على الساحتين السورية والتركية».

وأشاد سموّه بتجاوب الخيِّرين والمانحين الذين بادروا بتقديم مساهماتهم المادية والعينية، والمشاركة في هذا الجهد الإماراتي، الذي ينمُّ عن مجتمع تكافلي تسوده روح الرحمة والمودة والعطاء من أجل الإنسانية وقضاياها الحيوية.

ونوّه سموّه بجهود المتطوعين الذين شاركوا في حملة «جسور الخير» على مستوى الدولة، وقال: «إنَّ الحملة تُعدُّ امتداداً لمسيرة العطاء الإماراتي اللامحدود للتخفيف من التداعيات الإنسانية الناجمة عن الكوارث والأزمات، وتخفيف تأثيرها في شعوب العالم المختلفة، دون تمييز أو أيِّ اعتبارات غير إنسانية، بل تنطلق الإمارات في هذا الصدد من مبدأ الأخوَّة الإنسانية والتعايش المشترك».

واستعرض مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر، برئاسة سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، خطط الإغاثة والدعم والاستجابة الإنسانية للمرحلة المقبلة، التي تتضمَّن عدداً من المحاور، منها تكثيف العمليات الإغاثية على الساحتين السورية والتركية، وإرسال المزيد من المساعدات للمتضررين، وتوفير احتياجاتهم الإنسانية في المجالات كلها.

واستمع المجلس إلى تقارير حول سير حملة «جسور الخير»، والعمليات الإغاثية الجارية حالياً في كلٍّ من سوريا وتركيا، حيث استقبلت الحملة حتى الآن 578 طناً من المواد الغذائية، والإيوائية، والصحية، وشارك فيها نحو 3 آلاف و714 متطوعاً أسهموا في تجهيز وتعبئة المواد الإغاثية، والطرود الغذائية والصحية، والاحتياجات الضرورية بمركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك»، ومركز دبي للمعارض بمدينة إكسبو دبي، وفي الشارقة بجوار بحيرة خالد، تمهيداً لإرسالها إلى المتأثرين في المناطق المنكوبة ضمن عملية «الفارس الشهم2»، التي وفَّرت حتى الآن الكثير من الاحتياجات الإنسانية، للتخفيف من تداعيات الأوضاع الراهنة التي يعيشها المتضررون.

ونظراً إلى حجم كارثة الزلزال، ومتطلبات المتأثرين المتزايدة، تتواصل فعاليات حملة «جسور الخير» مدة أسبوعين آخرين، لحشد المزيد من الدعم والمساندة لصالح ضحايا الزلزال.

وحول آخر مستجدات الأوضاع الميدانية الراهنة في المناطق المتضررة، اطلع مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر على نتائج زيارة وفد الهيئة الأخيرة لكلٍّ من سوريا وتركيا، والذي وقف على طبيعة الأوضاع التي خلفتها الكارثة على حياة المتأثرين هناك، وتعرَّف عن قرب على الاحتياجات الإنسانية الفعلية للمتضررين في الوقت الراهن، كما وقف الوفد على حجم الدمار الهائل في الممتلكات والمرافق العامة الأساسية.