نظَّم مجلس أبوظبي للشباب ومجلس شباب الأرشيف والمكتبة الوطنية ملتقى مجالس الشباب المؤسسية تحت شعار «شباب يصنعون الفرق»، ليكون منصة حوارية تفاعلية لتوحيد التوجهات الاستراتيجية بين المجالس الشبابية في إمارة أبوظبي، وتعزيز التعاون المؤسسي بما يضمن تحقيق أثر شبابي أكبر ضمن منظومة الإمارة.

افتُتِحَ اللقاء بكلمة الأرشيف والمكتبة الوطنية ألقاها الدكتور هزاع النقبي، رئيس قسم الأرشيفات الحكومية، ورحَّب فيها بالنخب الشبابية الواعدة والمبدعة، مؤكِّداً دورهم الفعّال في المجتمع، وأهمية تجاربهم المميَّزة الملهمة للأجيال المقبلة، وجهودهم في البناء والنماء والازدهار على ضوء توجيهات القيادة الرشيدة، فالشباب هم صنّاع الحاضر وروّاد التغيير وعماد المستقبل.

وحثَّ النقبي الشباب على تبادل الخبرات الناجحة، وبناء جسور متينة بين مبادراتهم والجهات الداعمة لها، وشكر كلَّ مَن أسهم في تنظيم الملتقى، وجميع المشاركين فيه؛ لأنهم شركاء الأرشيف والمكتبة الوطنية في إثراء مجتمعات المعرفة وتمكينها، وأنَّ الأرشيف والمكتبة الوطنية مؤمنٌ بقدراتهم في التأثير الإيجابي.

وألقى السيد سيف المنصوري، رئيس مجلس أبوظبي للشباب، كلمة استعرض فيها الأجندة الوطنية للشباب 2031 التي أُطلِقَت عام 2024، مؤكِّداً أنها تُعَدُّ ركيزة أساسية تنطلق منها جميع المبادرات والاستراتيجيات والمشاريع الشبابية في الدولة. وأعلن عن التوجُّهات الاستراتيجية لمجلس أبوظبي للشباب 2025-2027، التي أُعِدَّت استناداً إلى هذه الأجندة وإلى توجُّهات الجهات المحلية في إمارة أبوظبي، إضافة إلى نتائج استبانة «صوت شباب أبوظبي».

وأكَّد المنصوري أنَّ ملتقى مجالس الشباب، الذي يُعقَد بمقر الأرشيف والمكتبة الوطنية تحت شعار «شباب يصنعون الفرق»، هو حدث نوعي يمثِّل امتداداً لرؤية الإمارة في تمكين الشباب وتعزيز دورهم كشركاء فاعلين في التنمية المؤسسية والمجتمعية. وقال: «نؤمن بأنَّ لكلِّ شابٍّ صوتاً، ولكلِّ صوتٍ قيمة، وكلُّ مبادرة تترك أثراً عميقاً ومستداماً».

وأشار إلى أنَّ القيادة الرشيدة غرست في الشباب الإيمان بأنهم القوة الدافعة التي تستحق أن تقود وتبتكر وتغيِّر، داعياً المشاركين إلى طرح خطوات واقعية قابلة للتنفيذ، وأكَّد أنَّ هذا الملتقى نقلة نوعية نحو ممارسة فعلية لتمكين الشباب والسير نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وإشراقاً.

وقدَّم محمد البشر، رئيس مجلس شباب الأرشيف والمكتبة الوطنية، عرضاً شاملاً لخطة المجلس الاستراتيجية، واستعرض أبرز المبادرات التي يعتزم تنفيذها في عام 2025، في إطار رؤيته الرامية إلى تعزيز دور الشباب في قطاع الأرشفة وحفظ ذاكرة الوطن.

وسلَّط البشر الضوء على أهداف المجلس الاستراتيجية التي ترتكز على التمكين المعرفي، والابتكار في إدارة الوثائق، وتعزيز الوعي الوطني لدى فئة الشباب، وعلى المبادرات النوعية التي تشمل تنظيم مبادرات مجتمعية، وبرامج تعليمية وتدريبية تهدف إلى تطوير المهارات البحثية والمعرفية لدى الشباب.

وتضمَّن برنامج الملتقى انعقاد جلسة القادة الحوارية التي شارك فيها الدكتور هزاع النقبي وجاسم العبيدلي، مدير إدارة التفاعل الشبابي في المؤسسة الاتحادية للشباب، وأدارت الجلسة عائشة الخليفي.

وأكَّدت الجلسة أهمية التعاون والتضافر والتكامل، واعتبرت نجاح مجالس الشباب مرهوناً بذلك، وسلَّطت الضوء على دور الشباب في اكتساب العلوم والتأهيل الجاد في تخصصاتهم، وأشاد المشاركون في الجلسة بكلمات الشباب المفعمة بالروح الملهمة والتي تدعو إلى التفاؤل.

وشهد الملتقى انعقاد جلسة حوارية شارك فيها مجلس أبوظبي للشباب، ومجلس شباب وزارة تمكين المجتمع, ومجلس شباب هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومجلس شباب الأرشيف والمكتبة الوطنية، ومجلس شباب شرطة أبوظبي، ومجلس شباب دائرة الطاقة – أبوظبي، ومجلس شباب نافس، ومجلس شباب مطارات أبوظبي، وجرى فيها مناقشة العديد من التجارب المميّزة والملهمة، والتحديات والحلول المناسبة لها، وأبرز المحاور التي ناقشها المشاركون في الجلسة سُبل الإسهام في تعزيز ثقافة التطوع بين فئات الشباب، والمنصات الرقمية أو الاجتماعية التفاعلية التي تمكِّن الشباب من المشاركة الفعلية، وسُبل إيصال أفكار الشباب الذين هم خارج المجلس ومقترحاتهم، وسُلِّطَ الضوء على الشراكات مع مؤسسات دولية أو مجالس شبابية خارجية، والطموحات المستقبلية، والتعامل مع التحديات التي تواجه الشباب في بيئة العمل، وأبرز مبادرات مجالس الشباب ودورهم في حفظ التراث الوطني.

واختُتِم الملتقى بجلسة نقاش للأفكار بشأن محاور الأجندة الوطنية للشباب 2031 الخمسة الرئيسية، حيث شارك فيها أكثر من 40 عضواً من المجالس الشبابية، ناقشوا فيها تحديات واقعية، وابتكروا أكثر من 15 مبادرة ومشروعاً قابلاً للتنفيذ، مع تحديد الجهات المحلية المعنية بالتنفيذ، وتُعَدُّ هذه المبادرات والمشاريع المبتكرة محطات مهمة على خريطة الطريق نحو المستقبل المنشود.

وأكَّد مجلس أبوظبي للشباب في الملتقى التزامه بتعزيز التكامل بين المجالس الشبابية في الإمارة، والعمل على ترجمة التوجُّهات الاستراتيجية إلى مبادرات واقعية تُحدث أثراً ملموساً في حياة الشباب. وشكَّل الملتقى نقطة انطلاق جديدة نحو شراكات مؤسسية أكثر فاعلية، تعزِّز من حضور الشباب في مختلف مسارات التنمية، وبناء مستقبل أبوظبي.