نظمت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة «ملتقى الرفاهية الرقمية» في جامعة نيويورك أبوظبي بمشاركة نخبة من الخبراء في قطاع التكنولوجيا، منهم ممثلون عن الجهات الأعضاء في «ميثاق جودة الحياة الرقمية للأطفال» في دولة الإمارات العربية المتحدة، بهدف تسليط الضوء على الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا في مرحلة الطفولة المبكرة. وعُقد الملتقى بالتوازي مع أسبوع أبوظبي العالمي للصحة، الذي تنظمه دائرة الصحة – أبوظبي.

وتناول الحدث مجموعة من القضايا المهمة المتعلقة برفاهية الأطفال من الولادة إلى عمر ثماني سنوات في العالم الرقمي، وشملت تطوير إرشادات قائمة على الأدلة عن الوسائط الرقمية والذكاء الاصطناعي، واستراتيجيات إنشاء محتوى رقمي عالي الجودة يركِّز على تعلُّم الأطفال الصغار وتنميتهم، إلى جانب استكشاف متطلبات إطلاق إطار تقييم ثقافي للوسائط الرقمية.

وتضمَّن الملتقى جلسات نقاشية شارك فيها عدد من القادة والخبراء في مجالات التكنولوجيا، منهم سعادة الدكتور يوسف الحمادي، المدير التنفيذي لقطاع المعرفة والريادة في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، وجواهر عبدالحميد رئيس السياسات العامة لشركة «سناب» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ممثّلة «ميثاق جودة الحياة الرقمية للأطفال»، والبروفيسورة سوزان دانبي، الأستاذ في جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا، والدكتور مايكل بريستون، النائب الأول لرئيس ورشة «سمسم»، والبروفيسور جان بلاس، أستاذ كرسي «بولييت غودارد» في الإعلام الرقمي وعلوم التعلُّم في جامعة نيويورك.

ووقع «ميثاق جودة الحياة الرقمية»، الأول من نوعه في المنطقة، على هامش فعاليات القمة العالمية للحكومات، ويركِّز على تعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص لضمان بيئة رقمية آمنة ومتوازنة للأطفال والأُسر، ويرسِّخ أُسس التعاون المشترك في تطوير سياسات ومبادرات تعزِّز جودة الحياة الرقمية، ويمثِّل خطوة رائدة نحو تمكين الأجيال الناشئة من الاستفادة من الفرص الرقمية بأمان ومسؤولية، بما يواكب تطلُّعات القيادة الرشيدة نحو مستقبل رقمي مستدام ومزدهر.

وقال سعادة الدكتور يوسف الحمادي: «يعكس ملتقى الرفاهية الرقمية التزامنا في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة بتعزيز بيئة رقمية آمنة وصحية لأطفالنا، وحرصنا خلاله على توجيه الحوار العالمي نحو تطوير سياسات تدعم استخدام الأطفال الإيجابي للتكنولوجيا في مرحلة الطفولة المبكرة».

وأضاف سعادته: «إنَّ توفير بيئة رقمية آمنة للأطفال لا يتوقَّف عند وضع السياسات والتشريعات فحسب، بل يتطلَّب عملاً جماعياً يضمُّ الحكومات والشركات والمجتمع. ومن خلال هذا الملتقى نعمل على توحيد الجهود لضمان أن يكون المحتوى الرقمي والممارسات التكنولوجية في متناول الأطفال بشكل ملتزم وإيجابي ومستدام».

وأكَّد سعادته أهمية تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لدعم رفاهية الأطفال في العالم الرقمي، حيث قاد ملتقى الرفاهية الرقمية الجهود لتكوين تعاون واسع بين مختلف القطاعات والمجتمع بهدف تشكيل رؤية واضحة بشأن استخدام الأطفال السليم والآمن للوسائط الرقمية.

وقالت جواهر عبدالحميد: «نهدف دائماً إلى ضمان أن تكون الوسائط الرقمية داعماً قوياً وإيجابياً في حياة الأطفال، تدعم وتطوِّر تعلُّمهم وتقدِّم لهم فرص الرفاهية في الوقت ذاته».

وكشف الملتقى عن نتائج دراسة ميدانية أجرتها جامعة نيويورك أبوظبي بدعم من هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، شملت 10,000 أب وأم في أبوظبي، وبينت نتائج الدراسة أنَّ 55% من الوالدين يعتقدون أنَّ الوسائط الرقمية تسهم في تعلُّم أطفالهم وتطوُّرهم الاجتماعي. وبينت الدراسة أيضاً أنَّ 70% من الوالدين راضون عن مقدار الوقت الذي يقضيه أطفالهم في استخدام الوسائط الرقمية، وأنَّ 86% من الأطفال يستخدمون الوسائط الرقمية بانتظام، وأنَّ 75% من الأطفال دون سن الثانية لا يستخدمونها على الإطلاق.

وقالت الدكتورة أنتجي فون سوشودلتز، الأستاذ المشارك لعلم النفس في جامعة نيويورك أبوظبي: «تقدِّم الدراسة بيانات ذات قيمة عالية عن اتجاهات تعامُل أولياء الأمور في إمارة أبوظبي مع تجارب أطفالهم الرقمية. وأظهرت الدراسة أنَّ مشاركة أولياء الأمور أطفالهم في التجارب الرقمية تعود بفوائد أكبر على تنمية الطفل مقارنة بالاستخدام الفردي للوسائط الرقمية. هذه البيانات يمكن أن تكون أساساً قوياً لبناء سياسات تعزِّز الرفاهية الرقمية للطفولة المبكرة».

ويرتكز تنظيم «ملتقى الرفاهية الرقمية» على التزام هيئة أبوظبي للطفولة المبكِّرة بالاستثمار في البحث العلمي لتعزيز رفاهية الأطفال ضمن استراتيجية خاصة تهدف من خلالها الهيئة إلى تنمية الطفولة المبكرة ودعم حركة السياسات الموجَّهة للأطفال، إضافة إلى الشراكة مع «ميثاق جودة الحياة الرقمية» في دولة الإمارات لتطوير سياسات مبنية على الأبحاث والبيانات تسهم في تحسين جودة الحياة الرقمية للأطفال.

ويُعَدُّ الملتقى متابعة لجهود مبادرة «ود» العالمية لتنمية الطفولة المبكرة التابعة للهيئة، وهي مبادرة تجمع نخبة من الخبراء والشركاء والمبتكرين العالميين لتعزيز الابتكار في تنمية الطفولة المبكرة في أبوظبي وخارجها، إلى جانب بناء مستقبل أفضل للأطفال في العالم عبر تبادل وجهات النظر، وتعزيز التعاون، وإطلاق مبادرات ذات تأثير واسع.