مجلس الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظِّم محاضرة بعنوان: «المالد.. تراث ثقافي حي»، ألقاها الأستاذ خالد البدور، في الأمسية الرمضانية الثانية فن «المالد».

وقدَّمت فرقة «المالد» في مؤسسة أبوظبي للفنون لوحاتٍ تُبرز عُمق وأصالة فن المالد، بوصفه من أبرز الفنون التقليدية التي تُعبِّر عن القيم الإماراتية الأصيلة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ونُظِّمَت الأمسية بالتعاون مع وزارة الثقافة – أبوظبي، بحضور معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، ومعالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة دولة، ومعالي عبدالله بن سلطان بن عواد النعيمي، وزير العدل، وعدد من أصحاب المعالي السعادة.

وقال سعادة عبدالله ماجد آل علي، المدير العام للأرشيف والمكتبة الوطنية: «جاء اهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بفن (المالد) كونه من التراث الثقافي، ويمثِّل جزءاً أصيلاً من التراث الشعبي الذي عرفه الآباء والأجداد، وما تحمله الفنون الشعبية من أهمية في تعزيز الهُوية الثقافية الإماراتية، وقد حظي (المالد) باهتمام الوالد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه».

وأضاف سعادته: «إنَّ هذه الفعاليات التي يحتفي بها مجلس الأرشيف والمكتبة الوطنية جعلته مركزاً مجتمعياً تتضافر فيه الثقافة والمعرفة التي نعمل على نشرها بين أبناء المجتمع، ولمّا كان برنامج مجلس الأرشيف والمكتبة الوطنية متنوّعاً، فقد احتوى هذا اللون من الفنون الإنسانية العريقة، وسعدنا باستمتاع جمهور الحاضرين بحديث الأستاذ خالد البدور الثقافي، وبما قدَّمته الفرقة من لوحات إنشادية في المديح النبوي، والابتهال، والدعاء، ما يسهم في صون الموروث الثقافي والشعبي، ويُبرز الصورة المشرقة لثقافتنا التي ترتكز على السلام والتسامح والمحبة».

وأكَّد سعادته أنَّ مثل هذه الأمسيات الثقافية والتراثية تعزِّز تفاعل الأرشيف والمكتبة الوطنية وتواصله مع أفراد المجتمع، وتجعلهم أكثر قرباً من ذاكرة الوطن التي نحرص على جمعها وحفظها وإتاحتها.

وقدَّم الأستاذ خالد البدور نبذة عن «المالد»، وما يميِّزه عن الفنون التقليدية الأخرى، مشيراً إلى أنه الفن الوحيد الذي يتمتَّع بجانب اجتماعي وروحاني، ويؤدَّى في شهر رمضان الفضيل، كما يؤدَّى في الأعراس والمناسبات الاجتماعية الأخرى.

واستعرض البدور نشأة «المالد»، مؤكِّداً أنَّ هذا الموروث الثقافي غير المادي قد برع في أدائه علماء ومنشدون خلَّد التاريخ أسماءهم، وأنَّ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، كان من محبّي «المالد» وكان يحضره، وله الدور الأكبر في الحفاظ عليه.

وذكر المحاضِر أنَّ «المالد» ينقسم إلى مالد السماع، ومالد السيرة النبوية (كما كتبها البرزنجي) الذي يؤدَّى في الأعراس، وأمّا مالد السماع فيتميَّز باستخدام الدفوف، ويردِّد المنشدون فيه تواشيح وقصائد معينة.

وتطرَّقت الأمسية إلى شلات المالد والاختلاف بينها، وإلى اهتمام دولة الإمارات بالحفاظ على هذا الموروث من الاندثار.

وقال السيد مبارك العتيبة، رئيس فرقة «المالد»: «إنها مبادرة رائعة لتعزيز معرفة أبناء المجتمع بـ(المالد)، وهذا يلتقي مع اهتمامنا بتعريف الجيل الصاعد به، لتنشئتهم على حب الموروث الثقافي، وقد ميَّز هذه الأمسية اقتران الشرح الدقيق لتفاصيل فن (المالد) وأنواعه، مع التطبيق والأداء الإنشادي، ما أسهم في ترسيخ الصورة في أذهان الحاضرين وفي نفوسهم».

وأضاف: «نتقدَّم بالشكر إلى الأرشيف والمكتبة الوطنية على هذه اللافتة، وعلى هذه الأمسية التي تعدُّ همزة وصل جديدة مع أبناء المجتمع».

وفي ختام الحفل، كرَّم سعادة عبدالله ماجد آل علي المشاركين في الأمسية التي شهدت إقبالاً مميّزاً من المثقفين والإعلاميين والمهتمين.