أعلن متحف اللوفر أبوظبي أسماء الباحثين الخمسة الفائزين في الدورة الافتتاحية من برنامج الزمالات والمنح الذي أطلقه حديثاً، وهم يُمثِّلون مؤسسات أكاديمية من خلفيات ثقافية وجغرافية متنوّعة. وتلقّى البرنامج 173 طلباً من مختلف أنحاء العالم، وهو يهدف إلى دعم الأبحاث الأصلية في مجالات تاريخ الفن، ودراسات المتاحف، والآثار، وعلوم التراث وحفظه وصونه.

ويُشجِّع برنامج الزمالات والمنح البحث النقدي، ويُعزِّز التعاون الأكاديمي الدولي، حيث يوفِّر للباحثين إمكانية وصول غير مسبوقة إلى البنية التحتية البحثية المتطورة في المتحف، ويشمل ذلك مركز المصادر، ومركز الحفظ، والمختبر العلمي الذي يُعَدُّ الأول من نوعه في منطقة الخليج العربي.

ويستفيد كلُّ زميل من مجموعات متحف اللوفر أبوظبي، ومعروضاته، وموارده البحثية لإنتاج أبحاث أصلية تُعيد تصوُّر كيفية سرد قصص الفن والثقافة والتاريخ، لا سيما من خلال دمج وجهات نظر مستمدة من سياقات ثقافية متنوّعة، تشمل سياقات دول الجنوب العالمي.

ويرتكز البرنامج البحثي على ثلاثة محاور رئيسية، هي التاريخ العالمي للمتاحف ومجموعات المقتنيات، وانتشار الأنماط الفنية والصور والنصوص، والمواد الثمينة وطرق التبادل التجاري.

وفاز حامد كشميرشيكان، كبير باحثي جامعة كولومبيا وزميل تدريس سابق في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية، من المملكة المتحدة، بمنحة الزمالة قصيرة الأجل لمشروع: إعادة تأطير الحداثة الشرق أوسطية: متحف اللوفر أبوظبي وتحدي مفهوم مركزية الدور الأوروبي في تاريخ الفن، حيث يستكشف حامد كشميرشيكان كيفية دمج متحف اللوفر أبوظبي فناني الشرق الأوسط المعاصرين والحداثيين ضمن السردية العالمية للمتحف. ويُبرز مشروعه استراتيجيات تنسيق المعارض التي تتحدى القواعد الأوروبية المهيمنة، وتفتح المجال أمام وجهات نظر بديلة لتاريخ الفن.

وفازت هيلينا بارانها، أستاذة في المعهد التقني العالي في جامعة لشبونة وباحثة في معهد التاريخ الفني، من البرتغال، بمنحة الزمالة قصيرة الأجل لمشروع: الصور المتعددة لمتحف عالمي: رسم خرائط التمثيلات البصرية وإعادة تفسير العمارة في متحف اللوفر أبوظبي. ويستكشف مشروع هيلينا بارانها كيف تجسِّد عمارة المتحف التقاء الثقافات، وكيف يُعاد تصوُّرها لدى الجمهور، لا سيما من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. ويناقش المشروع كيف تُعيد الأدوات الرقمية، ومنها الذكاء الاصطناعي، تشكيل طريقة إدراك المساحات المتحفية الأيقونية.

وفازت ميزوهو إيكيدا، باحثة مشاركة في مركز دراسات جنوب شرق آسيا وزميلة تدريس في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن، من اليابان/المملكة المتحدة، بمنحة الزمالة طويلة الأجل لمشروع: المتاحف العالمية والتنوُّع الديني: تحليل مقارن لممارسات العرض في متحف اللوفر أبوظبي والمتاحف في آسيا. ويناقش مشروع ميزوهو إيكيدا كيفية عرض الأعمال الهندوسية والبوذية في متحف اللوفر أبوظبي، واستراتيجيات تنسيق المعارض، وتفاعل الزوّار فيما يتعلَّق بعرض الفن في سياق عالمي متعدد الأديان.

وفازت روميساء طلحاوي، خريجة جامعة باريس سيتي، من المغرب/ فرنسا، بمنحة الزمالة قصيرة الأجل لمشروع: التداول العابر للإمبراطوريات للصور المبكّرة لمكة (1880–1920). وتدرس فيه طلحاوي تداول الصور الفوتوغرافية المبكّرة لمكة، وإعادة تفسيرها عبر التشابكات الاستعمارية والدينية والتجارية. ويُسلِّط المشروع الضوء على دور المصورين المحليين، ويتحدى القراءات القائمة على المركزية الغربية للتصوير الفوتوغرافي المبكر في المنطقة.

وفازت سهيلة المنصوري، مؤرِّخة ومتخصِّصة في التراث الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة، حاصلة على البكالوريوس في التاريخ والآثار (وتخصُّص فرعي في دراسات السينما) من جامعة الإمارات، من دولة الإمارات العربية المتحدة، بمنحة الزمالة قصيرة الأجل لمشروع التراث المسيحي ما قبل الإسلام في دولة الإمارات العربية المتحدة: تقييم للموقع الأثري في جزيرة السينية. وأجرت سهيلة المنصوري أعمالاً ميدانيةً أثريةً في السليمي في منطقة العين، وتركِّز على التراث المسيحي ما قبل الإسلام، لا سيما موقع جزيرة السينية في أم القيوين، والذي يُعتقَد أنه دير مسيحي يعود إلى القرنين السادس والسابع الميلاديين. ويرتكز بحثها الحالي على سلة نادرة مصنوعة من سعف النخيل مغطاة بالبيتومين، جرى اكتشافها خلال موسم الحفريات لعام 2025.

ويُجسِّد هذا الاختيار جوهر رسالة البرنامج، لجمعه مفكِّرين من العالم تتناغم أبحاثهم مع رؤية متحف اللوفر أبوظبي في الشمولية والحوار الثقافي العابر للحدود. وتعكس أبحاث الفائزين التزام متحف اللوفر أبوظبي بتعزيز الدراسات الشاملة والعابرة للثقافات، وإعادة تشكيل فهم الفن والتاريخ على مستوى العالم.

ويُقدِّم البرنامج للباحثين الفائزين مِنحاً قدرها 85,000 درهم للحاصلين على الزمالات قصيرة الأجل (ثلاثة أشهر)، و245,000 درهم للحاصلين على الزمالات طويلة الأجل (تسعة أشهر) لدعم مشاريع أبحاثهم.

وسيُطلِق البرنامج، خلال الشهور التالية من العام، دعوته الثانية الموسَّعة لتقديم عروض المشاريع، بهدف دعم المشاريع البحثية التعاونية بين متحف اللوفر أبوظبي وشركائه الدوليين، وهو ما يعزّز دور المتحف كمركز للبحث النقدي والتبادل الأكاديمي العابر للحدود.