"مكتب أبوظبي للاستثمار" يخصص 152 مليون درهم لتعزيز التقنيات الزراعية

أعلن مكتب أبوظبي للاستثمار اليوم عن إبرام اتفاقيات شراكة مع ثلاث شركات زراعية مبتكرة بهدف تطوير إمكانيات منظومة التقنيات الزراعية في إمارة أبوظبي بالاستفادة من المشاريع والأبحاث المتقدمة في الأرض والبحر والفضاء. وبموجب هذه الشراكات، ستحصل كل من شركة "بيور هارفست سمارت فارمز"، وشركة "فريش تو هوم"، وشركة "نانوراكس" على حزم دعم مالية وغير مالية بإجمالي يبلغ 152 مليون درهم (41 مليون دولار).

ستساهم الأبحاث والتقنيات التي ستقوم بتطويرها هذه الشركات في تعزيز القدرات الحالية لمنظومة التقنيات الزراعية في إمارة أبوظبي، كما ستعمل على تعزيز ثقافة الابتكار في القطاع الزراعي لمواجهة تحديات الأمن الغذائي المتنامية على مستوى العالم. 

وتأتي الشراكات الجديدة في إطار الجهود المتواصلة التي يبذلها مكتب أبوظبي للاستثمار لتسريع وتيرة نمو منظومة التقنيات الزراعية في إمارة أبوظبي، وكجزء من برنامج الدعم والتحفيز المخصص للتقنيات الزراعية الذي تبلغ قيمته مليار درهم (272 مليون دولار أمريكي)، والذي تأسس في إطار برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية "غداً 21"، إذ يقدم البرنامج الدعم لشركات التقنيات الزراعية المحلية والدولية. تأتي هذه الشراكات عقب الاستثمار الذي أعلن عنه المكتب في فترة سابقة من هذا العام بقيمة 367 مليون درهم (100 مليون دولار) لدعم أربع شركات رائدة في قطاع التقنيات الزراعية هي "آيروفارمز" و"مزارع مدار"، و"آر إن زد"، و"آر دي آي"، وتمكينها من تأسيس مرافق للإنتاج والأبحاث والتطوير الزراعي في إمارة أبوظبي.

وقال سعادة الدكتور طارق بن هندي، مدير عام مكتب أبوظبي للاستثمار: "تبذل إمارة أبوظبي كل جهد ممكن للمضي قدماً في رؤيتها الرامية إلى تحويل الصحراء إلى أرض زراعية خضراء وإيجاد الحلول المستدامة لتحديات الأمن الغذائي العالمي. لقد نجحنا في إيجاد بيئة داعمة لازدهار ونجاح الأفكار الخلاقة، الأمر الذي ساهم في النمو السريع لقطاع التقنيات الزراعية لدينا. وباتت الابتكارات التي طورتها الشركات التي حصلت على دعم مكتب أبوظبي للاستثمار سابقاً هذا العام، تسهم في دعم انتاج أكثر من 24 ألف مزرعة في إمارة أبوظبي. وستضيف الشراكة مع "بيور هارفست سمارت فارمز"، و"فريش تو هوم"، و"نانوراكس"  قدرات جديدة واسعة النطاق لمنظومتنا المتكاملة من الابتكارات الزراعية."

تبذل إمارة أبوظبي كل جهد ممكن للمضي قدماً في رؤيتها الرامية إلى تحويل الصحراء إلى أرض زراعية خضراء وإيجاد الحلول المستدامة لتحديات الأمن الغذائي العالمي

الدكتور طارق بن هندي، مدير عام مكتب أبوظبي للاستثمار

وأضاف بن هندي: "إننا نعمل على تعزيز وتيرة الابتكار ضمن كامل سلسلة القيمة الزراعية، الأمر الذي بات يعود بالنفع الكبير على المزارعين والمبتكرين ومختلف الشركات من المنطقة وخارجها."

وحصلت كل من شركة "بيور هارفست سمارت فارمز"، وشركة "فريش تو هوم"، وشركة "نانوراكس" على حزم دعم مالية وغير مالية لتمكينها من توسعة وتطوير عملياتها في إمارة أبوظبي. وتتضمن حزم الدعم المتاحة فرص استرداد نسب من الرواتب المخصصة لأصحاب الكفاءات والمهارات المرتبطة بالابتكار، ودعم للنفقات الرأسمالية التي تخصصها هذه الشركات للتقنيات المتقدمة، إلى جانب الدعم المخصص للأراضي، وفواتير الخدمات المختلفة، والملكية الفكرية.

ومنذ بداية العام 2020، تمكن مكتب أبوظبي للاستثمار من استقطاب سبع شركات متخصصة بالتقنيات الزراعية لتأسيس وتوسعة أعمالها في إمارة أبوظبي، تمتلك كل منها مهارات وإمكانيات مختلفة تساهم في توسعة منظومة التقنيات الزراعية في الإمارة. وجاءت الشراكات الجديدة لمكتب أبوظبي للاستثمار مع "بيور هارفست" و"فريش تو هوم" و"نانوراكس" لتمثل إضافة قيّمة إلى الإنجازات التي تحققها الشركات التي دخلت في شراكة مع مكتب أبوظبي للاستثمار سابقاً هذا العام "آيروفارمز" و"مزارع مدار" و"آر إن زد" و"آر دي آي" لتأسيس مرافق للأبحاث والتطوير والإنتاج في إمارة أبوظبي.

 

الشراكات مع "بيور هارفست" و"فريش تو هوم" و"نانوراكس"

تعتبر "بيور هارفست" من المشاريع الزراعية المحلية التي تستخدم أحدث التقنيات في أنظمة إنتاج الأغذية لزراعة الفواكه والخضروات الطازجة ضمن بيئة يمكن التحكم بمناخها، ما يتيح استمرارية الإنتاج على مدار السنة في أي مكان، وباستخدام كمية مياه أقل بسبع مرات مقارنة بالطرق التقليدية.

وستستثمر "بيور هارفست" في الزراعة الذكية وتقنيات البنية التحتية في مزارعها الجديدة في كل من مدينة أبوظبي ومدينة العين لتحسن ظروف نمو المحاصيل بالاعتماد على تصميم الأجهزة والذكاء الاصطناعي والنمو المستقل والروبوتات وأبحاث علوم النبات والأجهزة المعدة خصيصاً للاستخدام في البيئات الصحراوية.

وفي إطار الشراكة، ستواصل الشركة أيضاً عمليات البحث والتطوير وتنفيذ مفاعل حيوي للطحالب قابل للاستخدام التجاري لإنتاج أحماض أوميغا 3 الدهنية بجودة أعلى وبمعايير صحية أفضل بعيداً عن التحديات التي تفرضها المصادر الحيوانية التقليدية.

وقال سكاي كرتز، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "بيور هارفست": "يسعدنا أن نحظى بدعم مكتب أبوظبي للاستثمار الذي سيمكننا من مواصلة استثماراتنا في مجموعة أوسع من الحلول والابتكارات المحلية، كما يأتي هذا التعاون خير برهان على تميّز نموذج أعمالنا، ودليلاً على رسالتنا الهادفة إلى المساهمة بدور فعال في تحقيق الأمن الغذائي محلياً وعالمياً. وانطلاقاً من المكانة الرائدة التي تتمتع بها ’بيور هارفست‘ على مستوى قطاع التقنيات الزراعية الناشئة في المنطقة، فإن تعاوننا مع المكتب سيزودنا بالموارد اللازمة لتعزيز قدراتنا في مجال البحث والتطوير، بالتزامن مع توسعة نطاق أعمالنا عالمياً، انطلاقاً من مقرنا الاستراتيجي في إمارة أبوظبي. وتعكس مثل هذه الشراكات الالتزام الحكومي بدعم وتمكين شركات التكنولوجيا المبتكرة، وتزويدها بالأدوات والموارد والدعم لتنمو وتزدهر وتترك بصمة واضحة في مختلف أرجاء المنطقة."

من ناحيتها، توفر شركة "فريش تو هوم" عبر منصتها الإلكترونية للبقالة، مختلف المنتجات الطازجة الخالية من المواد الكيماوية. وتتمتع الشركة بتحكم كامل في سلسلة التوريد الخاصة بها، والمخازن والحلول اللوجستية، إذ تحصل على المنتجات الغذائية مباشرة من مصادرها عبر عمليات المزاد القائمة على الذكاء الاصطناعي.

وستوظف "فريش تو هوم" الحوافز المقدمة عبر مكتب أبوظبي للاستثمار لتوسيع قدراتها على صعيدي العمليات التشغيلية والمعالجة البرية والبحرية في دولة الإمارات العربية المتحدة، لتشارك خبرتها الكبيرة في مجالات الأحياء المائية والأسماك البحرية وأسماك المياه العذبة وتقنيات الزراعة الدقيقة مع المعنيين في إمارة أبوظبي. وستستثمر الشركة أيضاً في تقنيات مزارع الأسماك المبتكرة وسلاسل أنظمة التبريد.

وقال شان كادافيل، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي في "فريش تو هوم": "نحرص على استخدام أحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي والزراعة الدقيقة لتعزيز الأمن الغذائي بأسلوب مستدام يضمن أفضل قيمة للمستهلكين والمزارعين والصيادين على حد سواء. ومن هذا المنطلق، نتطلع إلى إطلاق منصة التبادل الافتراضي المدعومة بالذكاء الاصطناعي للسلع، المسجلة للحصول على براءة اختراع في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى منصة البقالة الإلكترونية، وأحدث أنظمة المزارع المصغرة للأحياء المائية، دعماً لقطاع إنتاج وتوزيع الأغذية في المنطقة. وأؤكد في هذا السياق مدى تقديرنا للشراكة التي تجمعنا بمكتب أبوظبي للاستثمار، وشكرنا لهم على منحنا فرصة المساهمة في إثراء المنظومة الزراعية لإمارة أبوظبي."

أما شركة "نانوراكس"، التي تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقراً لها، والتي افتتحت أول مكتب لها في دولة الإمارات العربية المتحدة في منصة التكنولوجيا العالمية Hub 71 في إمارة أبوظبي عام 2019، فتعتبر المستخدم التجاري الأكبر لمحطة الفضاء الدولية، وتعمل حالياً على إعداد برنامج تجاري هو الأول من نوعه لأبحاث الفضاء المخصصة للتقنيات الزراعية.

وسيكون مركز StarLab للزراعة الفضائية التابع لشركة "نانوراكس" في إمارة أبوظبي، بمثابة مركز تجاري للأبحاث التي تركز على المعارف، وتطوير التقنيات حول الكائنات الحية والأغذية التي يتم إنتاجها في الفضاء من جهة، وفي البيئات الصحراوية والقاسية على الأرض من جهة ثانية. وسيجري تطبيق التقنيات الفضائية على حلول الزراعة الصحراوية في خطوة تهدف إلى مواجهة تحديات الأمن الغذائي والبيئي، والاستفادة من المعارف التي وصلت إليها البشرية من خلال عقود من استكشاف الفضاء. 

وقال ألين هربرت، نائب الرئيس الأول للاستراتيجية وتطوير الأعمال ورئيس شركة "نانوراكس" في دولة الإمارات العربية المتحدة: "بدأت معظم التقنيات المستخدمة في الزراعة الرأسية والحضرية والزراعة في البيئات المغلقة من أبحاث الفضاء قبل ثلاثين عاماً، ولدى ’نانوراكس‘ كافة المؤهلات التي تسمح لها بمزج هذه التقنيات وإعادة توظيفها في الأبحاث الفضائية مجدداً. نحن مدركون لأهمية مثل هذه الأبحاث في إيجاد حلول ناجحة للتحديات التي تواجه كوكب الأرض، وفي مقدمتها التغير المناخي والأمن الغذائي. ولن يكون مختبر StarLab للزراعة الفضائية في إمارة أبوظبي سوى نقطة البداية بالنسبة لفريقنا العالمي المتخصص بالأبحاث والتطوير، بهدف إنتاج المواد الحيوية والتقنيات والابتكارات التي ستحدث ثورة في قطاع الزراعة الصحراوية من جهة، وستغير في الوقت ذاته أسلوب استكشاف البشر لفضائنا الرحب."