أرست مجموعة موانئ أبوظبي، المُمكّن العالمي الرائد للتجارة والصناعة والخدمات اللوجستية، عقداً على شركة "باكو لأحواض السفن" في أذربيجان، يتم بموجبه بناء سفينتي حاويات بغاطسٍ ضحل بطاقة استيعابية تعادل 780 حاوية نمطية لكل سفينة، ليتم استخدامهما في تعزيز التجارة عبر منطقة بحر قزوين.

تسعى المجموعة من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز الربط البحري، ودعم حركة التجارة، وتعزيز الخدمات اللوجستية عبر منطقة بحر قزوين، وقد صُمّمت السفينتان المخصصتان للعمل في المنطقة لتلبية الطلب المتزايد على خدمات الشحن بالحاويات، وضمان توفير حلول نقل أكثر كفاءة وموثوقية واستدامة.

وبهذه المناسبة، قال الكابتن محمد جمعة الشامسي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي: "تنسجم هذه الخطوة مع رؤى وتوجيهات قيادتنا الرشيدة في دولة الإمارات، وتؤكد التزامنا في مجموعة موانئ أبوظبي بدعم وتمكين التجارة المتنامية في منطقة بحر قزوين. ونسعى من خلال تعاوننا مع "باكو لأحواض السفن" إلى إتاحة أعلى المعايير الدولية من حيث الجودة والكفاءة على متن هذه السفن، ما يتيح لنا توفير طاقة استيعابية أكبر، وتحسين كفاءة وموثوقية الخدمات، والمساهمة في تحقيق النمو المستدام لسلاسل الإمداد."

ومن المتوقع تسليم السفينتين في الربع الأخير من عام 2027، تمهيداً لتشغيلهما للربط بين المراكز التجارية ضمن منطقة بحر قزوين.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا العقد يأتي في أعقاب المشاريع الأخيرة التي نفذتها مجموعة موانئ أبوظبي والشركات التابعة لها في منطقة آسيا الوسطى، وذلك انطلاقاً من أولوياتها وأهدافها الاستراتيجية الرامية إلى تعزيز كفاءة نقل موارد الطاقة إلى الأسواق العالمية، وربط المناطق الاستراتيجية وتحفيز النمو الاقتصادي.

كما أعلنت المجموعة في يونيو 2025 عن افتتاح المرحلة الأولى من مركز تبليسي متعدد الوسائط، ليكون أول مركز لوجستي من نوعه في جورجيا يضم محطة حاويات ومنطقة مستودعات جمركية، ويشكل حلقة ربط رئيسية للخدمات اللوجستية، ما يسهم في ترسيخ حضور المجموعة في منطقة آسيا الوسطى. ويُعد المركز الجديد مرفقاً لوجستياً حديثاً متصلاً بشبكة السكك الحديدية، ويتفرد بموقع استراتيجي يربط بحر قزوين بالبحر الأسود، المطلين على الممر الأوسط، أقصر الطرق التجارية الرابطة بين آسيا وأوروبا.

وفي يوليو 2025، أُبرمت اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات وجمهورية أذربيجان، في خطوة نوعية جديدة نحو تعزيز الحضور الاقتصادي والتجاري والاستثماري لدولة الإمارات في منطقة القوقاز، وترسيخ التواصل والشراكة مع دول الجنوب المطلة على بحر قزوين انطلاقاً من رؤية الدولة في دعم الشراكات الاستراتيجية مع الأسواق ذات الإمكانات الواعدة.

وتعد دولة الإمارات من أكبر المستثمرين الأجانب في جمهورية أذربيجان بإجمالي استثمارات مباشرة تفوق مليار دولار، ما يعكس قوة العلاقات الاقتصادية بين الجانبين وتأثير هذه الاستثمارات في دعم نمو الاقتصاد الأذربيجاني. وتعد أذربيجان شريكاً تجارياً واستثمارياً مهماً لدولة الإمارات نظراً لموقعها الاستراتيجي في منطقة القوقاز عند ملتقى طرق التجارة بين شرق أوروبا وغرب آسيا وهي منطقة ذات أهمية اقتصادية متنامية.

وقد سجل الاقتصاد الأذربيجاني نمواً بنسبة 4.1% في عام 2024، فيما حقق قطاعه غير النفطي نمواً لافتاً بنسبة 6.3%، وهو ما يعكس تنوعاً في القاعدة الاقتصادية، وفرصاً إضافية للتعاون والشراكة مع دولة الإمارات.

وقد شهدت التجارة الثنائية غير النفطية بين الإمارات وأذربيجان نمواً ملموساً بنسبة 43%، لتصل قيمتها إلى 2.4 مليار دولار بنهاية العام الماضي. وتعكس هذه الأرقام الزخم المتزايد في العلاقات الاقتصادية بين البلدين ومدى التقدم المحرز في مسار التعاون التجاري والاستثماري المشترك.