أطلقت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي من خلال إدارة الرقابة والتراخيص فيها نظاماً متطوّراً للتعرّف على الوجه، تعزيزاً للكفاءة التشغيلية في فنادق الإمارة ومستويات أمن وسلامة النزلاء والموظفين على حد سواء. وتأتي هذه المبادرة عقب حصول أبوظبي على لقب "أكثر مدن العالم أماناً" للعام التاسع على التوالي ضمن مؤشر أمن المُدن الصادر عن موقع "نومبيو". 

ويهدف النظام، الذي كشفت عنه الدائرة خلال معرض سوق السفر العربي 2025، إلى دعم عملية التحقق من هوية النزلاء، والارتقاء بتجربة الزوار، وتسهيل الإجراءات، وتسريع تسجيل الوصول في المنشآت الفندقية. واعتمدت الدائرة نظام التعرف على الوجه بعد توقيعها اتفاقية تعاون مع الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ.

وقال سعادة صالح محمد الجزيري، مدير عام السياحة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: "يُشكل تبني نظام التعرّف على الوجه خطوة مهمة ضمن جهود الدائرة في ترسيخ ريادة أبوظبي في مجال السياحة الذكية. وتُجسد هذه المبادرة التزامنا بتوظيف الابتكار للارتقاء بتجارب النزلاء، مع المحافظة على أعلى مستويات السلامة والأمان لهم ولموظفي المنشآت الفندقية على حد سواء. ومن خلال التعاون مع الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ وشركائنا في القطاع الفندقي والجهات الحكومية المعنية، نوفر لزوارنا تجربة سياحية أكثر مرونة وتميزاً وأماناً".

ويُعد هذا المشروع أول مبادرة حكومية في إمارة أبوظبي لتطبيق تقنية التعرّف على الوجه بالشراكة مع القطاع الفندقي، ما يُمثل نهجاً استباقياً في تكريس أفضل معايير خدمات الضيافة والأمان في المنشآت الفندقية. واعتمدت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي النظام في مرحلته التجريبية في عدد من فنادق الإمارة، على أن تبدأ المرحلة الأولى من التطبيق الشامل لاحقاً في الفنادق من فئة الخمس نجوم في مدينة أبوظبي ومنطقة العين ومنطقة الظفرة، فيما تشمل المرحلة الثانية الفنادق من فئة الأربع نجوم، مع التوسع تدريجياً لتغطية جميع فئات تصنيف الفنادق في أنحاء الإمارة.

وتعمل الدائرة مع الفنادق في الإمارة على ضمان التطبيق السلس والفعّال لنظام التعرّف على الوجه عن طريق تنظيم ورش عمل واجتماعات مباشرة، وتقديم شرح تفصيلي حول النظام، إلى جانب توفير الدعم الفني والتدريب اللازم. ولا يقتصر دور هذه التقنية على تحسين مستويات الأمان فحسب، بل تُسهم أيضاً في تسريع إجراءات تسجيل الوصول والمغادرة، لتعزيز الكفاءة التشغيلية، مع تزويد النزلاء بتجربة استثنائية مدعومة بأحدث الحلول الذكية.

ويعتمد نظام التعرّف على الوجه على التقاط وتحليل البيانات البيومترية للنزلاء أثناء إجراءات تسجيل الوصول، مع تشفير البيانات التي يتم الحصول عليها من الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ بأعلى مستويات الأمان، ثم إرسالها إلى قاعدة بيانات مركزية تديرها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وذلك وفقاً لقوانين الأمن السيبراني وأنظمة حماية البيانات المعتمدة في الدولة. وتُستخدم هذه البيانات حصرياً للتأكد من أمن النزلاء، وتيسير العمليات الفندقية، مع الالتزام التام بأعلى المعايير القانونية والأخلاقية.

وتغطي اتفاقية التعاون بين دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي والهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ العديد من المجالات الاستراتيجية التي تدعم التحول الرقمي في قطاع السياحة في الإمارة. وتتضمن الاتفاقية عدداً من المشاريع التجريبية إلى جانب تطوير آليات لحماية البيانات، وضمان تكامل الأنظمة بين الجانبين. ويهدف هذا التعاون إلى تمكين الابتكار، وتعزيز الكفاءة التشغيلية، وتحقيق أعلى معايير الأمن السيبراني والخصوصية، ما يُسهم في الارتقاء بجودة الخدمات السياحية، ويدفع المبادرات الرقمية في الإمارات.