تُنظِّم أسباير، التابعة لـمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة والمعنية بتصميم التحديات الكبرى والمسابقات العالمية، النسخة الثانية من دوري أبوظبي للسباقات المستقلة والمسيَّرة، يوم 15 نوفمبر 2025 على حلبة مرسى ياس، في جزيرة ياس في أبوظبي، وبجوائز مالية تبلغ 8.4 ملايين درهم، إلى جانب إطلاقها سلسلة سباقات افتراضية على مستوى العالم.

وتعود النسخة الثانية بمشاركة دولية موسَّعة ومنصة تقنية مطوَّرة تهدف إلى إعادة تعريف مستقبل التنقُّل الذكي، بعد الموسم الأول الذي انطلق في إبريل 2024، واستقطب أكثر من 10,000 مشاهد في موقع الحدث ومليون مشاهد عبر البث المباشر.

وتشهد نسخة عام 2025 مشاركة فِرق بحثية من 10 بُلدان، بانضمام فرنسا واليابان للمرة الأولى، إلى جانب فِرق الولايات المتحدة وألمانيا والصين وسنغافورة وإيطاليا ودولة الإمارات. ويواصل الدوري، باعتباره المنافسة الأبرز عالمياً في مجال الأنظمة المستقلة، سد الفجوة بين المحاكاة الرقمية والتطبيقات الواقعية عبر مجموعة من الابتكارات المتقدِّمة. 

وقال معالي فيصل البناي، مستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجية المتقدمة، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة: «لا نكتفي في الدوري باختبار التقنيات المستقلة فحسب، بل نسعى إلى تعزيز تطوُّرها في بيئات تُعَدُّ الأكثر تحدياً على مستوى العالم. إنّه حقاً استعراض واقعي للعبقرية الهندسية ومنصة فعَّالة لإعادة تعريف مستقبل التنقُّل. من مضمار السباق إلى الطرقات، نُبرهن على ما يمكن تحقيقه عندما تستثمر الدول في تعزيز التكنولوجيا المتقدِّمة، والسعي الدائم للتفكير بسرعة، والبناء بذكاء، والمنافسة بمسؤولية».

وقال ستيفان تيمبانو، الرئيس التنفيذي لأسباير: «من خلال الدمج بين تشويق السباق ودقة المحاكاة الافتراضية، نُتيح للعقول الأذكى في العالم دفع حدود الذكاء الاصطناعي. ويعكس توسُّع الدوري لهذا العام التزام أبوظبي بالابتكار القائم على التحدي، لتطوير حلول واقعية بسرعة وكفاءة عاليتين».

وأعلن عن تنظيم النسخة الثانية من دوري أبوظبي للسباقات المستقلة والمسيَّرة خلال «اصنع في الإمارات» المقام في أبوظبي، حيث كُشف عن سيارة السباق الذاتية EAV-24، التابعة لدوري أبوظبي للسباقات المستقلة والمسيَّرة. وتمثل هذه المركبة نقلة نوعية في الأداء الهندسي والتقني، وصنعت وطورت أنظمتها الذاتية في دولة الإمارات، ما يعكس تنامي قدرات الدولة في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات والتنقل عالي الأداء. وبُنيت المركبة اعتماداً على منصة سوبر فورمولا إس إف 23 التي طورت هندستها لتضم مصفوفات استشعار مطوّرة وأنظمة حوسبة متقدمة ومنطق تحكم محسّن، لتكون جاهزة لمواجهة التحديات القصوى التي تفرضها سباقات المركبات الذاتية.

وتستند المنافسة إلى سيارة السباق دالارا سوبر فورمولا إس إف 23، وهي مركبة مفتوحة العجلات من الجيل القادم تم تطُوِّيرَها لتعمل بشكل مستقل حصرياً لصالح الدوري. وتم الكشِفَ عنها لأول للمرة الأولى في الموسم الافتتاحي، حيث تتميَّز ببنية مصنوعة من مواد حيوية مستدامة، ووزن يبلغ 690 كغ، وسرعة تصل إلى 300 كم/ساعة، ما يجعلها الأسرع عالمياً بعد سيارات الفورمولا 1. وتِّتيح السيارة، بما تتضمَّنه من أنظمة فرامل متقدِّمة، وتحكُّم إلكتروني دقيق وهيكل قيادة ذاتي مخصَّص، منصة تقنية متطوِّرة لكلِّ فريق لتعديل خوارزمياته وتطويرها بما يعزِّز الأداء.

ومن أبرز الابتكارات لهذه النسخة إطلاق «سِم-سبرينت»، وهي سلسلة سباقات افتراضية تهدف إلى تسريع تطوير الخوارزميات واختبار أنظمة الذكاء الاصطناعي في بيئات متنوّعة. وتُعَدُّ هذه السلسلة امتداداً للدوري لتتحوَّل إلى منظومة تطوير طوال العام، حيث توفِّر بيئة اختبار مرنة وآمنة تساعد الفِرق على تسريع أداء الخوارزميات، والتعامل مع السيناريوهات النادرة أو القصوى التي يصعب محاكاتها في السباقات الواقعية.

ويخطِّط الدوري لاحقاً لفتح باب المشاركة في «سِم-سبرينت» أمام فئات أوسع من التقنيين والمطوِّرين المستقلين والفِرق الناشئة في العالم، عبر منظومة تطوير منهجية تبدأ من «أكاديمية سِم» وصولاً إلى «سِم برو»، وحتى التأهُّل للمشاركة في السباقات الواقعية للدوري، ما يُتيح مسارات جديدة لاكتشاف المواهب، والإسهام في تطوير مستقبل الأنظمة المستقلة عالية الأداء.

وبهذه المبادرة، التي تقودها أسباير تحت مظلة مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، يواصل دوري أبوظبي للسباقات المستقلة والمسيَّرة ترسيخ مكانة أبوظبي عاصمةً عالميةً للأنظمة الذاتية عالية الأداء، حيث يُعيد تشكيل آليات تطوير واختبار وتطبيق الأنظمة الذكية المستقبلية.