تستقطب جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وهي أوَّل جامعة تركِّز على بحوث الذكاء الاصطناعي في العالم، اهتماماً كبيراً لرسالتها الفريدة المتمثّلة بإجراء الأبحاث المهمة والرئيسة، لتطوير أفضل الحلول المخصَّصة والدقيقة التي تسهم في النهوض بالمجتمع وتنميته.

وبمناسبة يوم الصحة العالمي، قال البروفيسور إريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: «يتمتَّع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على الارتقاء بجوانب عدة من قطاع الرعاية الصحية، منها الاكتشاف المبكِّر للأمراض وتشخيصها، وتعزيز مراقبة المرضى وتتبُّعهم، وتطوير علاجات جديدة إلى جانب تقديم أعلى مستويات من الرعاية الشخصية. وينصبُّ تركيز جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي على تطوير أفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تخدم الصالح العام، والتي تشمل أفضل التطبيقات الخاصة بقطاع الرعاية الصحية».

وأضاف: «نثق بأنَّ الأبحاث التي نجريها سواء داخل الحرم الجامعي أو تلك التي تتم بالتعاون مع الهيئات المختلفة في مواقع أخرى، توفِّر رؤىً ومعلوماتٍ جديدةً لعلاج الأمراض وإدارتها في غضون بضع سنوات، وتثمر في نهاية المطاف عن أساليب جديدة لتطوير أنظمة الرعاية الصحية على مستوى المنطقة والعالم».

وقد عقدت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أخيراً، اتفاقية بحثية تمتد خمسةَ أعوام مع شركة «آي بي تي» (إنفنت برين تكنولوجي)، المتخصِّصة في تكنولوجيا العلوم العصبية، حيث يعمل الجانبان بموجبها على إنشاء مختبر بحثي مشترك من أجل تطوير علاجات مخصَّصة لصحة دماغ الإنسان عبر تعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ويسهم هذا التعاون بين جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وشركة «آي بي تي» في الجمع بين قدرات الشركة المتخصِّصة في تطوير العلاجات الرقمية وتسويقها من جهة، وخبرة جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي من جهة أخرى، بهدف الوصول إلى علاجات أكثر فاعلية مخصَّصة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في الدماغ واضطرابات عقلية. ويعدُّ هذا النهج الشخصي في علاج الصحة العقلية من الأهداف الطموحة جداً، إذ تُقدِّر منظمة الصحة العالمية أنَّ أكثر من واحد من كلِّ ثمانية أشخاص على مستوى العالم، أي ما يصل إلى مليار شخص، يعاني نوعاً من الأمراض العقلية، بداية من الاكتئاب والقلق ووصولاً إلى أمراض انفصام الشخصية، وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية عن الصحة النفسية: الارتقاء بالصحة النفسية للجميع.

وفي شهر مارس الماضي، وقَّعت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي مذكرة تفاهم استراتيجية مع «بيوماب»، المنصة الرائدة لعلوم الحياة في مجال الذكاء الاصطناعي، بهدف تأسيس أوَّل مختبر من نوعه في الشرق الأوسط لأبحاث الابتكار في مجال الحوسبة، لتلبية الاحتياجات العاجلة والملحَّة لعلوم الحياة في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة. 

ويركِّز الطرفان بموجب هذه المذكرة على تعزيز الابتكارات المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي لتصميم البروتينات، ما يتماشى مع الاحتياجات الملحَّة لقطاعات العلوم الحيوية في منطقة الشرق الأوسط، مثل القطاع الصحي والقطاع الطبي، وقطاع تطوير الأدوية، والطاقة، وحماية البيئة. ويسخِّر الطرفان قدراتهما التقنية والعلمية المشتركة لاستكشاف تقنيات جديدة تسهم في تعزيز آليات توليد البروتين، والتنبُّؤ ببنية البروتين وبوظيفة الخلية، وغيرها من التحديات الأساسية لعلوم الحياة في المنطقة.

ويتعاون الطرفان لاستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي واسعة النطاق والتدريب المسبَق المتعدِّد، لتسريع عملية اكتشاف العقاقير الجديدة للأمراض المرتبطة بالشيخوخة، وإتاحة القدرة على تطوير علاجات جديدة ومتخصِّصة.

وفي يناير من عام 2023، وقَّعت الجامعة اتفاقية تعاون مع شركة «كيورس إيه آي» لتطوير مركز عالمي للذكاء الاصطناعي الحيوي، يتخذ من أبوظبي مقراً له. وتدعم المنشأة الحديثة تطوير الأدوية المخصَّصة والمصمَّمة لتناسب التنوُّع السكاني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وتعمل شركة «كيورس إيه آي»، وهي أول منصة متخصِّصة بالتنبُّؤ الإكلينيكي للذكاء الاصطناعي الحيوي في العالم، على ضمان سلامة وفاعلية الأدوية الجديدة من خلال إحداث ثورة في عملية تطوير الأدوية، وريادة التجارب السريرية على الشرائح، عبر اختبار آلاف الأدوية المرشَّحة الجديدة على المئات من تجارب «المرضى على شريحة».