استضافت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع «أبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية»، الجلسة الثانية من منصتها للتواصل المجتمعي «مَيْلِس»، تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي يدخل عالم الألعاب». وناقشت الجلسة التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي في قطاع الألعاب، بدءاً من أساليب اللعب والابتكار، وصولاً إلى السرد القصصي وفرص العمل المستقبلية.
ويُعَدُّ برنامج «مَيْلِس» جزءاً من مبادرات الجامعة في عام المجتمع، ويهدف إلى جمعِ الطلبة والباحثين وقادة القطاع لتبادل الأفكار، وإلهام قادة الذكاء الاصطناعي في الدولة. وشارك في الجلسة الثانية روضة المريخي، مدير إدارة التواصل والشراكات في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وحمدان العلي، طالب دكتوراه في مجال معالجة اللغة الطبيعية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وبوريس كالميكوف، الشريك المؤسِّس والرئيس التنفيذي لشركة «هايبماسترز»، والمدير التنفيذي السابق لشركتي «مِيتَا» و«يُونِيتِي»، وماركوس مولر-هابيغ، مدير مبادرة أبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية، وأريانا بيرموديز فينيغاس، مدير المشاريع في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
وقدَّم المتحدثون ملاحظاتهم وتجاربهم عن تأثير الذكاء الاصطناعي في تشكيل قطاع الألعاب، مسلِّطين الضوء على الفرص المتاحة أمام الكفاءات المحلية للإسهام في مسيرة الابتكار والإبداع العالمية. ونُظِّمَت الجلسة بالتعاون مع «أبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية»، وهي مبادرة حكومية تقود جهود ترسيخ مكانة أبوظبي مركزاً عالمياً للألعاب.
وافتتحت الجلسة روضة المريخي، بكلمة أكَّدت فيها التزام الجامعة بإنشاء منصات تمكِّن الشباب وتُحفِّز الابتكار، وقالت: «تشكِّل مبادرة (مَيْلِس) مساحة حيوية جامعة، تجمع العقول الشابة والخبرات المتخصِّصة والمبدعين الطموحين، للمشاركة في نقاشات معمَّقة بشأن الإمكانات الكبيرة للذكاء الاصطناعي في إحداث تحوُّلات نوعية في قطاعات محورية مثل الرعاية الصحية والطاقة والفنون والتعليم والنقل».
وأضافت المريخي: «خلال هذه الجلسة، انطلقنا في رحلة إلى عالم الألعاب الإلكترونية من منظور الذكاء الاصطناعي، حيث التقينا عند نقطة الالتقاء بين الخيال والتقنية، وبين الإبداع والابتكار».
وقال ماركوس مولر-هابيغ: «الذكاء الاصطناعي لا يحلُّ محلَّ الإبداع أو الابتكار البشري، بل يُسهم في تعزيزه وتوسيع آفاقه. وفي قطاع الألعاب، أصبح الذكاء الاصطناعي أداة تمكينية تفتح مجالات جديدة غير مسبوقة، بدءاً من تخصيص تجربة اللاعب وصولاً إلى تطوير أساليب سرد أكثر تفاعلاً. نحن في أبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية، نركِّز على دعم الكفاءات المحلية وتمكين الأفراد والشركات ممَّن يستكشفون حلولاً مبتكرة لدفع عجلة هذا القطاع. وتواصل أبوظبي ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للألعاب، مدفوعة بالابتكار واعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوفير فرص عمل جديدة، وتطوير نماذج أعمال مستقبلية. نحن فخورون بأن نكون جزءاً من هذا التوجُّه الطموح».
وقدَّم بوريس كالميكوف جلسة ناقش فيها التحوُّلات النوعية التي يُحْدِثها الذكاء الاصطناعي في أساليب اللعب وتجارب المستخدمين. واستناداً إلى خبرته الدولية في مجالَي الألعاب والتكنولوجيا، استعرض أفكاراً معمَّقة عن قدرة الذكاء الاصطناعي على إعادة تشكيل أبعاد الأعمال والسرد القصصي في صناعة الألعاب الحديثة.
وسلَّطت الفعالية الضوء على عدد من المشاريع البحثية الأصيلة المقدَّمة من طلبة الدكتوراه في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وقدَّمت أريانا بيرموديز فينيغاس، التي تتركَّز أبحاثها حول الرؤية الحاسوبية وتجسيد البشر افتراضياً (أفاتار)، عرضاً حول المحاكاة المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتفاعل آنياً داخل البيئات الافتراضية. وعرض حمدان حمد العلي، مطوِّر الأنظمة في شرطة دبي وطالب الدكتوراه في معالجة اللغة الطبيعية، مجموعة من الألعاب المدعومة بالذكاء الاصطناعي والمستوحاة من التراث الإماراتي، مثل «الشارة»، و«حكايات إماراتية»، وهي تمزج بين السرد الثقافي والآليات التعليمية في الألعاب.
واختُتِمَ البرنامج بجلسة حوارية مفتوحة، أُتيحَت خلالها الفرصة أمام الحضور لطرح الأسئلة ومناقشة سُبل تسخير الذكاء الاصطناعي في رسم ملامح مستقبل الاقتصاد الإبداعي.
ويواصل برنامج «مَيْلِس»، التابع لجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، تطوُّره بوصفه منصة رائدة تجمع بين الأوساط الأكاديمية والقطاع الصناعي والمجتمع حول أبرز فرص الذكاء الاصطناعي. وتؤكِّد هذه الجلسة، التي تركِّز على قطاع الألعاب والصناعات الإبداعية، أهمية رؤية الجامعة في تمكين الكفاءات الشابة، وتعزيز الابتكار، والإسهام في ترسيخ مكانة الإمارات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي المسؤول والشامل.