تزامناً مع انعقاد قمة «اختر فرنسا» في فرساي، أعلنت شركة «إم جي إكس»، المتخصِّصة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، وبنك «بي بي آي فرانس» وشركة «ميسترال إيه آي» وشركة «إنفيديا»، عن تدشين مشروع مشترك لتأسيس أكبر مجمّع للذكاء الاصطناعي في أوروبا، في منطقة باريس، بقدرة إجمالية عند التشغيل الكامل تبلغ 1.4 جيجاواط.

ترتكز هذه المبادرة الاستراتيجية على اتفاقيات التعاون الأوسع في مجال الذكاء الاصطناعي التي يدعمها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في قمة عمل الذكاء الاصطناعي التي عُقِدَت في فبراير 2025. ويمثِّل مجمّع الذكاء الاصطناعي خطوة رئيسية نحو إنشاء بنية تحتية سيادية ومستدامة وتنافسية وعالمية، في جميع أرجاء القارة الأوروبية.

شهد الإعلان عن هذا المشروع المشترك، معالي إريك لومبارد، وزير الاقتصاد والمالية والسيادة الصناعية والرقمية الفرنسي، ومعالي خلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية وعضو مجلس إدارة مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدِّمة.

وسيتعاون الشركاء لإنشاء أول مجمّع ذكاء اصطناعي مُصمَّم خصيصاً في أوروبا، يدعم دورة حياة الذكاء الاصطناعي الكاملة، بدءاً من تدريب النماذج والاستنتاج، وصولاً إلى نشر أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية والتطبيقية. ويتميَّز المجمّع بموقع استراتيجي يُتيح له التكامل مع منظومات البحث والابتكار الفرنسية، وسيضمُّ بنية تحتية حاسوبية متطوِّرة، ومرافق للتجارب، وبيئات تطوير عملية.

ستتضمَّن المنصة المفتوحة حوسبة من مستوى «إكساسكيل»، وتكاملاً سحابياً سيادياً، ومراكز بيانات فائقة السعة منخفضة الانبعاثات الكربونية ومُحسِّنة للذكاء الاصطناعي. وستدعم المنصة اعتماد الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في مجالات متعدِّدة مثل الرعاية الصحية والتنقُّل والطاقة والتمويل والتصنيع، مع تعزيز السيادة الرقمية والمناخية لأوروبا.

وقال أحمد يحيى الإدريسي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة «إم جي إكس»: «تتمتَّع فرنسا بالطموح والقدرة على المشاركة في قيادة عصر الذكاء الاصطناعي الجديد. ونحن في (إم جي إكس)، نرى أنَّ الذكاء الاصطناعي القوة الأكثر تأثيراً في وقتنا الراهن، ونؤمن بأنَّ البنية التحتية المفتوحة والمستدامة أساسية لإبراز التأثير المجتمعي الواسع للذكاء الاصطناعي. وسيُسرِّع هذا المجمَّع الفرنسي للذكاء الاصطناعي في تحقيق إنجازات نوعية في مجالات العلوم والتعليم والخدمات العامة والأعمال، ما يعزِّز المرحلة الجديدة من مسيرة الابتكار الأوروبية».

وقال نيكولا دوفورك، الرئيس التنفيذي لبنك «بي بي آي فرانس»: «يفخر بنك بي بي آي فرانس بالمشاركة في تأسيس هذا المجمَّع الأوروبي للذكاء الاصطناعي التحويلي مع شركة إم جي إكس. وتُبرِز هذه المبادرة مدى التميُّز العلمي لفرنسا وقدرتها على توفير بنية تحتية متطورة، وجاذبيتها للمواهب المتميِّزة. وسيُعزِّز هذا المجمَّع سيادتنا التكنولوجية، ومكانة فرنسا كرائد عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي».

وقال آرثر مينش، المؤسِّس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة «ميسترال إيه آي»: «يُمثِّل هذا المجمَّع خطوةً رئيسيةً في تعزيز مكانة فرنسا دولةً رائدةً عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي. ومن خلال توحيد الخبرات المتميِّزة والحلول المتطورة عبر سلسلة القيمة في مجال الذكاء الاصطناعي، تسعى هذه المبادرة إلى تعزيز منظومات الذكاء الاصطناعي المستدامة، وتحقيق فوائد ملموسة للشركات والمؤسسات العامة والجهات الأكاديمية. ونحن فخورون بدورنا المحوري في جعل هذا المشروع قوةً دافعةً لتسريع تبنّي الذكاء الاصطناعي والابتكار والريادة التكنولوجية في فرنسا».

وقال جينسن هوانج، الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا»: «يُعَدُّ هذا المجمَّع الجديد للذكاء الاصطناعي في فرنسا بنية تحتية تحوُّلية للدولة، لدعم جهود وتوجُّهات فرنسا في هذا المجال، وسيعمل على إحداث نقلة نوعية حيوية في قطاعات العلوم والتعليم والصناعة».

وقالت لورا شوبار، المدير العام لمعهد «إيكول بوليتكنيك»: «بصفتنا مؤسسة أكاديمية وبحثية رائدة في فرنسا، نفخر بالمساهمة في المجمع من خلال دعم الأبحاث المتقدمة وتدريب الجيل المقبل من قادة الذكاء الاصطناعي. يعكس هذا التعاون التزام الطرفين بدفع التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي، وبناء قدرات أوروبية راسخة لتطوير تقنيات مسؤولة وذات طابع سيادي وأثر تطبيقي فعّال».

ويحظى المجمَّع بدعم منظومة متكاملة من مؤسسات تكنولوجية وصناعية وأكاديمية من القطاعين الحكومي والخاص، ومنهم شركة «بويج» الفرنسية المتخصِّصة في مجال البناء والطاقة والاتصالات، وشركة «إي دي إف» المتخصِّصة في قطاع الطاقة منخفضة الانبعاثات، و«إيكول بوليتكنيك» (عضو معهد البوليتكنيك في باريس)، المؤسسة الأكاديمية والبحثية في العلوم والهندسة والذكاء الاصطناعي التي ستسهم في إثراء الجانب الأكاديمي، وتنشِئ كرسياً أكاديمياً للتدريس والبحث العلمي، وتموِّل برامج الدكتوراه والمشاريع البحثية بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات.

ومن الشركاء كذلك، شركة الكهرباء الوطنية في فرنسا «آر تي إي» التي طوَّرت في الفترة الأخيرة نهج عمل يهدف إلى تسريع كفاءة عملية الربط الكهربائي لكبار المستهلكين في بعض المواقع المؤهّلة مسبقاً، وشركة سيبارتك، الرائدة في توفير البنية التحتية للألياف الضوئية عالية السعة في جميع أنحاء أوروبا، والتي ستسهم بفضل مهاراتها التقنية المتقدِّمة وسعة شبكتها وموثوقيتها في بناء الأساس الرقمي لهذا المجمَّع بالتعاون مع الشركاء الآخرين.

ومن المقرَّر أن يبدأ بناء المجمَّع في النصف الثاني من عام 2026، على أن تبدأ العمليات التشغيلية بحلول عام 2028.