استقبلت الإدارة العامة لجمارك أبوظبي وفداً رفيع المستوى من دائرة الجمارك الأردنية في زيارة دراسية استمرت ثلاثة أيام، نظَّمها مركز التجارة الدولية في جنيف (ITC) في إطار برنامج دعم فني لفائدة الجمارك الأردنية، للاطِّلاع على أفضل الممارسات والمشاريع الجمركية الرائدة المطبَّقة في أبوظبي، والقائمة على التقنيات الحديثة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ولا سيما مجال إدارة المخاطر، التي تلتزم بالمعايير العالمية لتسهيل حركة التجارة عبر الحدود، وتعزيز كفاءة سلاسل الإمداد والتوريد.

ورحَّب سعادة راشد لاحج المنصوري، المدير العام لجمارك أبوظبي، بالوفد الزائر برئاسة مدير عام دائرة الجمارك الأردنية، لواء جمارك أحمد العكاليك، خلال استقباله في المقر الرئيسي لجمارك أبوظبي بحضور ممثّل عن مركز التجارة الدولية. وبحث الجانبان سُبُل تعزيز التعاون وتبادُل الخبرات لتحقيق الأهداف المشتركة في مجالات تطوير الأنظمة الجمركية ورفع كفاءة العمليات.

وجاءت زيارة الوفد الأردني لجمارك أبوظبي بناءً على توصية من مركز التجارة الدولية، تقديراً لما تُحقِّقه جمارك أبوظبي من إنجازات بارزة في التحوُّل الرقمي، حيث تُعَدُّ تجربتها من التجارب الاستثنائية المتقدِّمة عالمياً في تطبيق أفضل الممارسات الجمركية وتطويرها، ضمن منظومة متكاملة داعمة للأعمال في إمارة أبوظبي ودولة الإمارات.

وتضمَّنت الزيارة عروضاً تفصيلية للأنظمة الجمركية الحية، إلى جانب جولات ميدانية اطَّلع خلالها الوفد على الخطة الاستراتيجية الجديدة لجمارك أبوظبي 2024–2028، وخطط المشاريع الاستراتيجية الداعمة لتمكين العمل الجمركي في إمارة أبوظبي، واستراتيجية التحوُّل الرقمي والحلول المتطورة المقدَّمة للمجتمع الجمركي والتجاري على المستويين المحلي والدولي. وتعرَّف الوفد على المشاريع الرقمية الداعمة للنمو الاقتصادي غير النفطي، ومنها مشروع مركز البيانات والتقارير المستقبلية المتقدمة «ظفرة»، المدعوم بالذكاء الاصطناعي، ومشروع نظام إدارة المخاطر الجمركي المتكامل «رماح».

وقال سعادة راشد لاحج المنصوري: «إنَّ جمارك أبوظبي تحرص على بناء نموذج جمركي مبتكَر يدعم بيئة الأعمال ويلبّي تطلُّعات القيادة الرشيدة، ويترجِم توجُّهات أبوظبي نحو ريادة اقتصادية مستدامة، من خلال الاستثمار الأمثل في التكنولوجيا والمعرفة، وتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية، وتوفير بنية تحتية ذكية ترتكز على المرونة، والدقة، وسرعة الإنجاز، مؤكِّداً أنَّ التحوُّل الرقمي واعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي لم يَعُد خياراً، بل أصبح ركيزة أساسية لضمان استدامة النمو الاقتصادي ودعم تنافسية أبوظبي ودولة الامارات على الساحة العالمية، وتعزيز مكانتها كجهة جاذبة لممارسة الأعمال والاستثمار».

وأعرب لواء جمارك أحمد العكاليك عن بالغ شكره وتقديره لجمارك أبوظبي على استضافتهم الكريمة، ومشاركتهم القيِّمة في تبادل الخبرات والمعارف المتقدِّمة في مجال تبنّي وتوظيف التكنولوجيا المتقدِّمة وأفضل الممارسات في إدارة العمليات الجمركية ورفع كفاءة الأداء، والتي أسهمت في ترسيخ مكانة جمارك أبوظبي على الصعيد العالمي، بشهادة مركز التجارة الدولية، الذي كان سبباً في نجاح هذه الزيارة، مشيراً إلى اهتمام الجمارك الأردنية الكبير بمواصلة التعاون والتنسيق المستقبلي لتبادل الخبرات، بما يخدم الأهداف المشتركة ويدعم النمو الاقتصادي في المنطقة.

وقالت رغد التلي، رئيس برنامج وكبير مستشاري تسهيل التجارة في مركز التجارة الدولية: «إنَّ اختيار جمارك أبوظبي كوجهة لهذه الزيارة الدراسية جاء بناءً على الاعتراف العالمي بإنجازاتها البارزة في التحوُّل الرقمي، والمشاريع الجمركية المنفَّذة في إمارة أبوظبي التي جعلت منها نموذجاً يُحتذى به، ومعياراً ملهماً للسلطات الجمركية ولمنظومة التجارة واللوجستيات في جميع أنحاء العالم لمواكبة المتغيرات المستقبلية، وأشكر قيادة جمارك أبوظبي على تعاونهم باحترافية عالية، وسخائهم في مشاركة خبراتهم القيِّمة على المستوى الدولي».