أطلقت دائرة الصحة - أبوظبي، بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، ومستشفى بريغهام للنساء، وكلية الطب بجامعة هارفارد، والمركز الدولي للأمراض الجينية، برنامجاً تدريبياً لطب الجينوم السريري والاستشارات الوراثية يمتد ستة أشهر، ويشارك فيه 100 طبيب إماراتي من مختلف منشآت الرعاية الصحية في دولة الإمارات، بهدف رفد الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز الإمكانات والكفاءات في علوم الجينوم على مستوى الدولة.

يُعدُّ البرنامج التدريبي أحد أكبر البرامج التعليمية الوطنية لعلم الجينوم وأشملها على مستوى العالم، وأكبر برنامج تدريبي في مجال الجينوم السريري للمركز الدولي للأمراض الجينية، ويقدِّمه خبراء عالميون من المستشفيات التعليمية لكلية الطب في جامعة هارفارد وماس جنرال بريغهام، بهدف تعزيز خبرة الأطباء الإماراتيين في مجالات الطب الجيني والاستشارة الوراثية.

أُطلِقَ البرنامج التدريبي بحضور معالي منصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي، وسعادة حميد عبدالله الشمري، نائب رئيس مجلس أمناء جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، والأستاذ الدكتور سير جون أورايلي، رئيس جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، وممثلين عن المؤسَّسات المشاركة في البرنامج.

ويندرج إطلاق برنامج علم الجينوم التدريبي في إطار الشراكة البنّاءة بين دائرة الصحة أبوظبي والمركز الدولي للأمراض الجينية، في أعقاب توقيع إعلان التعاون خلال مشاركة الدائرة في المؤتمر العالمي لمنظمة الابتكار في التكنولوجيا الحيوية 2023.

ويعدُّ البرنامج التدريبي أول برنامج في المنطقة يتولى تنفيذه خبراء من المستشفيات التعليمية التابعة لكلية الطب بجامعة هارفارد، ويهدف إلى تزويد الأطباء بالمعرفة والمهارات اللازمة للتعامل مع الحالات الجينية والجينومية سريرياً. ويتضمَّن البرنامج محاضرات أسبوعية يتراوح مجموعها بين 45 و55 محاضرة، ويركز على تشخيص وعلاج مرض السرطان والاضطرابات الأيضية والاضطرابات التي تؤثِّر في أنظمة الجسم وأعضائه، من خلال دمج العلوم الأساسية والتعليم الطبي في مجالات علم الجينوم والطب الدقيق، وإجراء الفحوصات على السكان والأطفال حديثي الولادة. ويرتقي البرنامج بمهارات المشاركين ليصبحوا متمرسين في عمليات التشخيص واتخاذ القرارات السريرية، وتحليل البيانات الجينومية. ويسهم ذلك في بناء القدرات المهنية والطبية الضرورية لإنجاح برنامج الجينوم الإماراتي، والإسهام في تطوير سياسات الصحة العامة وتنفيذها.

وقالت سعادة الدكتورة نورة خميس الغيثي، وكيل دائرة الصحة – أبوظبي: «تمضي أبوظبي قُدُماً في تعزيز مكانتها وجهةً رائدةً في المنطقة للرعاية الصحية والابتكار في علوم الحياة، ونواصل تعزيز أطر التعاون مع شركاء عالميين بارزين، والعمل للارتقاء بنتائج الرعاية الصحية ومستوى جودتها في أبوظبي والعالم. وعملاً بتوجيهات قيادتنا الرشيدة، تلتزم دائرة الصحة - أبوظبي بتعزيز الكفاءات الوطنية والارتقاء بقدراتها من خلال تمكينها من اكتساب الخبرات والمهارات من نخبة من الخبراء والمتخصِّصين في المجالات الطبية المبتكرة، مثل علم الجينوم، وإتاحة الفرصة لها للاستفادة من إمكانات أبوظبي وبنيتها التحتية المتقدمة للإسهام في الحفاظ على صحة المجتمع وسلامته».

وأضافت الغيثي: «تأتي هذه الخطوة استمراراً لتعاوننا مع المركز الدولي للأمراض الجينية وكلية الطب في جامعة هارفارد، والذي بدأ في عام 2023، لاكتشاف الحلول الجينومية التي تقدِّم حلولاً للتحديات وتُلبّي الاحتياجات الصحية، تماشياً مع جهود دائرة الصحة - أبوظبي لتهيئة الفرص المواتية للكفاءات الوطنية، وضمان استدامة قطاع الرعاية الصحية في الإمارة، ما يعزِّز مكانتها وجهةً رائدةً للرعاية الصحية عالمياً».

وقال الدكتور روبرت هيغينس، رئيس المستشفى التعليمي لكلية الطب بجامعة هارفارد، مستشفى بريغهام للنساء، نائب الرئيس التنفيذي ــ ماس جنرال بريغهام: «يسعدنا التعاون مع دائرة الصحة – أبوظبي، لإطلاق أحد أكبر البرامج التدريبية في علم الجينوم، بهدف تعزيز القدرات في هذا المجال وفي علم الوراثة في دولة الإمارات العربية المتحدة. ونتوقَّع أن يمتدَّ هذا التعاون وأثره الإيجابي إلى أبعد من دولة الإمارات، ليصل إلى بلدان أخرى في المنطقة».

وقال الأستاذ الدكتور سير جون أورايلي، رئيس جامعة خليفة: «يسعدنا الانضمام إلى شركائنا لإطلاق برنامج طب الجينوم السريري والاستشارات الوراثية في جامعة خليفة، فالتطورات في هذا المجال تشكل نقلة نوعية نحو تمكين الأفراد من خلال تحقيق فهم موسع للنسيج الجيني لهم. وبصفتنا مؤسسة أكاديمية رائدة تسهم في التميز بجوانب المعرفة عبر تسخير الجهود في البحوث والابتكار، يسعدنا أن نقدم خبراتنا للمتخصصين في الرعاية الصحية وأن نسهم في دعمهم خلال مسيرتهم لتحقيق أفضل النتائج، واكتشاف معلومات جديدة عن التركيبة الجينية لمجتمعنا، وذلك بهدف تمهيد الطريق أمام إمكانات الطب الشخصي والدقيق، واتخاذ القرارات المناسبة، وبناء مستقبل واعد لطب الجينوم».

يُذكَر أنَّ برنامج الجينوم الإماراتي مشروع وطني يسعى لتحقيق استراتيجية الجينوم الوطنية، ويعدُّ إحدى أشمل المبادرات الجينومية السكانية، حيث يستخدم أحدث تقنيات التسلسل الجيني والذكاء الاصطناعي، لإيجاد قاعدة بيانات الجينوم وتوليد بيانات عالية الجودة تُستخدم في دراسات الرعاية الصحية المتقدمة وحلولها. وحقَّق البرنامج تقدُّماً باهراً، بجمع أكثر من 400,000 عينة جينية حتى الآن، ما يمثِّل خطوةً كبيرةً نحو تحقيق الهدف الوطني المتمثّل بجمع مليون عينة. ويشجِّع برنامج الجينوم الإماراتيين من جميع الأعمار على المشاركة في هذه المبادرة التطويرية من خلال تقديم عينة دم (أو أخذ عينة من باطن الخد للأطفال) في أحد مراكز جمع العينات المنتشرة في الدولة التي يبلغ عددها 143 مركزاً.