استكمالاً للتعاون الاستراتيجي في مشاريع عدة ذات علاقة بالقطاع الصحي بين مركز أبوظبي للصحة العامة ومعهد باستور الفرنسي، زار وفد من المركز برئاسة سعادة مطر سعيد النعيمي، مدير عام مركز أبوظبي للصحة العامة، ونخبة من خبراء القطاع الصحي، وبحضور سعادة هند العتيبة، سفيرة دولة الإمارات في الجمهورية الفرنسية، مقرَّ معهد باستور الفرنسي والمختبرات التابعة له في باريس، بهدف مناقشة الاستراتيجيات العالمية للتعليم والابتكار في مجال الصحة العامة، والتعرُّف على منظومة عمل الأبحاث في المعهد، والمعاهد الدولية التابعة له.

وقالت سعادة هند العتيبة، سفيرة دولة الإمارات لدى الجمهورية الفرنسية: "أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر جاهزية من أي وقت مضى في مجال مكافحة الأوبئة، وتوفير الحلول العلاجية والوقائية المبتكرة واللازمة لمواجهة التحديات الصحية المُلحة. ومن خلال تعاوننا مع شركائنا عامة، ومع فرنسا بشكل خاص، في إطار الحوار الاستراتيجي الإماراتي الفرنسي، تعمل دولة الإمارات على إنشاء أنظمة صحية أكثر فاعلية واستدامة لمنطقة الخليج والعالم. ويرتكز هذا النهج بالأساس على النهوض بالبحث العلمي والابتكار. وبناءً على ذلك، نحن سعداء للغاية بالشراكة مع معهد باستور، المؤسَّسة الصحية العالمية الرائدة في مجال البحث العلمي الطبي، والتي كان من دواعي سرورنا زيارته".

وقال سعادة مطر النعيمي، مدير عام مركز أبوظبي للصحة العامة: "بدعم من القيادة الرشيدة يستكمل مركز أبوظبي للصحة العامة أداء دوره المحوري في دعم أحد البرامج الرئيسية في المجال الصحي، ضمن برنامج الحوار الفرنسي الإماراتي، حيث تشكِّل هذه الزيارة العلمية توثيقاً للتعاون مع معهد باستور الفرنسي، إحدى الجهات الرائدة في مجال الأمراض السارية.

وأضاف: "تعزِّز هذه الزيارة المهمة التنافسَ العالميَّ، وتطوير البحث العلمي والتعليم الطبي في مجالات الصحة العامة، والتعاون الدولي الذي نطمح له، لمكافحة الأمراض السارية وخاصة المستجدة منها، حيث وُقِّعَت اتفاقيات للتعاون في مجال التدريب وبناء القدرات ضمن إطار مذكرة التفاهم التي أُبرِمت مع المعهد في يوليو الماضي خلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة (حفظه الله) لجمهورية فرنسا".

وقال النعيمي: "من أهم بنود الاتفاقية وضع أساس لدورات تدريبية مشتركة بين أبوظبي وباريس، ليشكِّل ذلك حدثاً مهماً في الدفع بأوجه التعاون الصحي بين الإمارات وفرنسا إلى أفق أوسع، بما يخدم برامج الصحة العامة محلياً وإقليمياً وعالمياً، الأمر الذي سيعزِّز مكانة الدولة في هذا المجال ويحقِّق التنمية المستدامة".

وتعقيباً على هذه الزيارة، قال البروفيسور ستيوارت كول، رئيس معهد باستور الفرنسي: "يأتي هذا التعاون استكمالاً لاتفاقيات تعاون رئيسية أبرمتها فرنسا وأبوظبي في مجالات الصحة والتعليم والثقافة، ومثالاً على ذلك، الشراكة بين مركز أبوظبي للصحة العامة ومجموعة المستشفيات العامة (إيه بي إتش بي انترناشيونال)، للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، ومتحف اللوفر أبوظبي، وجامعة السوربون أبوظبي، والتي تحظى بدعم وإشراف السلطات الفرنسية والإماراتية، لا سيما وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي".

ومن أهم مخرجات الزيارة، مراجعة النموذج التشغيلي لمعهد باستور الفرنسي، والمجالات ذات الأولوية، وعلاقتها بشبكة معاهد باستور الدولية، ومناقشة الاستدامة طويلة المدى للموارد المالية، وخطط وبرامج التدريب، ومنظومة عمل الأبحاث في المعهد.

جدير بالذكر، أنَّ معهد باستور الفرنسي هو مؤسَّسة غير ربحية مهتمة بدعم الوقاية من الأمراض وعلاجها، وخاصة الأمراض المعدية، من خلال البحث والتعليم ومبادرات الصحة العامة، ومتخصصة في علوم الأحياء والميكروبات والأمراض واللقاحات، ويعمل معهد باستور، لأكثر من 130 عاماً، في مجالات مكافحة الأمراض المعدية، كما شهد العديد من الاكتشافات العلمية التي مكَّنت الطب الحديث من مواجهة الأمراض.